الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
منذ بدء مباريات كأس العالم 2022 المقامة في قطر، لا ينفكّ مراسلو وسائل الإعلام العبرية من بثّ مشاهداتهم التي تؤكّد رفض الجماهير العربية للاحتلال الإسرائيليّ والتطبيع معه.
مراسل التلفزيون الإسرائيلي الرسمي: رغم أن فلسطين ليس لديها منتخب يشارك في المونديال، إلا أن الجميع يعربون عن دعمهم للفلسطينيين، ومن ذلك، الإعراب عن كراهية "إسرائيل"
وضمن هذا الإطار اختارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الأحد عنوان "مونديال الكراهية" على صدر صفحتها الأولى. وأوضحت "يديعوت": في الشارع يلاحقنا فلسطينيون، إيرانيون، قطريون، أردنيون، مغاربة، سوريون، لبنانيون، مصريون، بنظرات مليئة بالكراهية. في البداية عرّفنا على أنفسنا بأننا صحافيون من "إسرائيل"، ولكن بعد ما واجهناه، عرّفنا على أنفسنا بأننا صحافيون من الإكوادور، وبهذه الطريقة تمكنا من متابعة مشجّعات إيرانيات لمدة أسبوع، لإعداد تقرير نشر في ملحق الأسبوع.
فيما اختارت "يسرائيل هيوم" كبرى الصحف العبرية عنوان: "كأس العالم في قطر مرآة للإسرائيليين: إنهم لا يحبوننا ولا يريدوننا". وأشارت إلى أن كأس العالم في قطر وضع الإسرائيليين أمام حقيقة مؤلمة للغاية، لقد جرّب الإسرائيليون الرفض والتجاهل والكراهية وعدم قبولهم في بلد عربي مسلم. وأضافت أن كل من يزعم أن سكان دول الخليج ليس لديهم عداء تجاه "إسرائيل" فإنه يخدع نفسه، لقد سافر مراسلو الأخبار في المحطات الإسرائيلية بحماسة إلى قطر، نصبوا الكاميرات وانتظروا قدوم العديد من العرب المقيمين في الخليج والدول العربية الأخرى لكيل المديح لـ "إسرائيل"، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم يتعرضون للازدراء والتجاهل والاستهزاء".
"يسرائيل هيوم" كبرى الصحف العبرية: صفعة على الوجه، و"كأس العالم في قطر مرآة للإسرائيليين: العرب لا يحبوننا ولا يريدوننا"
وتحت عنوان "صفعة على الوجه" مضت صحيفة "يسرائيل هيوم" بالقول: "حقًّا إنها صفعة مدوية على الوجه لمن يظن أن السلام في متناول اليد، وأن التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت. إن سلوك المواطن العربي العادي تجاه "إسرائيل" يشير إلى عداء يزيد عمره عن 70 عامًا، ويشير أيضًا إلى أن أصل المشكلة ما يزال حيًا".
وأعرب موفد هيئة البث الرسمي الإسرائيلية "تلفزيون - إذاعة" عن اعتقاده بأن مونديال قطر ليس مجرد فعالية رياضية عالمية، وقال إنه أيضًا مناسبة عربية لتجديد الالتزام الشعبي بالقضية الفلسطينية.
أمّا راز ششنك، وعوز معلم موفدا صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى قطر، فقالا في تقريرهما المشترك: "أدركنا في قطر مدى كراهية إسرائيل في العالم العربي، كأس العالم تجربة ضخمة، والعداء للإسرائيليين في الشوارع أوصلنا إلى استنتاج مفاده أن كراهية "إسرائيل" متغلغلة في صفوف الناس.
وأضافا: "بعد عشرة أيام في الدوحة، من المستحيل عدم اطلاعكم على ما نمر به هنا؛ نشعر بالكراهية، وأننا محاطون بروح العداء، وأنه غير مرغوب بننا"، لافتين إلى ردة فعل مواطن قطري بعد أن عرف هويتهما: قطري ودود سألنا عن هويتنا، وأجبنا بأننا من "إسرائيل"، فقال: "أودُّ أن أقول لكم مرحبًا. لكن حقًّا غير مرحّب بكم هنا".
واختارت صحيفة "معاريف" استعراض تجارب موفدي وسائل الإعلام العبرية إلى قطر، فقالت إن العديد من المذيعين الإسرائيليين أكدوا تعرّضهم للكراهية في قطر حتى الآن. ونقلت عن المعلق الرياضي لقناة "كان 11"، إيلي أوحانا، أنه أبلغ شرطيًا محليًا أنه إسرائيلي، لكنّه غيّر روايته فيما بعد، وادّعى أنه من البرتغال، وقد حدث هذا بعد أن أوضح الشرطي لأوحانا أنه "لو كنت من إسرائيل، كنت سأقوم باعتقالك". وبعد أن سأله أوحانا عن سبب ذلك أجاب: "أنا فلسطيني".
واستضافت القناة 12 الإسرائيلية في نشرتها الرئيسة، دور هوفمان مراسل التلفزيون الإسرائيلي الرسمي للحديث عن تجربته في الدوحة، وقد قال: "في الصباح ركبنا سيارة أجرة، واكتشف السائق أننا من إسرائيل، لم يعجبه ذلك، توقّف في مكان ما، وقال إنه غير مستعد لأخذ المال منّا لأننا نقتل إخوته، وقمنا بتغيير سيارة الأجرة ثم وصلنا إلى مطعم على الشاطئ، لالتقاط صور للأشخاص الموجودين على الشاطئ، وقد طلب مالك المطعم هويتنا ثم اكتشف أننا من "إسرائيل"، فأحضر لنا حرّاس الأمن لطردنا، وقبل ذلك أخد مني الهاتف الخليوي وطلب حذف كل ما صورته هناك، وشعرت بإنني مُهدد".
المختص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب: المراسلون الإسرائيليون في المونديال، يتسابقون لتصوير أنفسهم على أنهم ضحايا لكارهي "إسرائيل"، فهم يبحثون عن الحوار، والآخر يرفض حتى مجرّد وجودهم!
وادّعى مراسل التلفزيون الإسرائيلي الرسمي، موآف فاردي، أن كراهية الإسرائيليين لا تقتصر على القطريين من أصل فلسطيني، بل هي شعور يتشاركه العرب في المونديال الذي لا يعتبرونه مجرد فعالية رياضية بل مناسبة لإظهار التآخي بين الدول العربية؛ فالجميع يحتفل بأي هدف يسجله فريق دولة عربية وكأن من سجّله منتخب بلاده، وأيضًا رغم أن فلسطين ليس لديها منتخب يشارك في المونديال فإن الجميع يعربون عن دعمهم للفلسطينيين، ومن ذلك الإعراب عن كراهية "إسرائيل" على حد قوله.
ويرى الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، في حديثه لـ "الترا فلسطين" أنّ المشترك بين التغطيات الإعلامية الإسرائيلية خصوصًا التلفزيونية أنها تناولت في بداية المونديال أن قطر نجحت في تنظيم حدث كبير، رغم "مسلّمات" راسخة في أذهان الإسرائيليين تغذيها وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم والتنشئة الاجتماعية مفادها أن العرب همج ليس بمقدورهم تنظيم مثل هذه الفعالية رغم توفر المال، ولاحقًا طرأ سباق بين المراسلين على تصوير أنفسهم كضحايا لكارهي "إسرائيل" في المونديال، فهم يبحثون عن الحوار، والآخر يرفض حتى مجرّد وجودهم!