07-سبتمبر-2023
إنشاء محطات الطاقة الشمسية مجال يزدهر في المستوطنات، ويكتسب زخمًا -  getty

إنشاء محطات الطاقة الشمسية مجال يزدهر في المستوطنات، ويكتسب زخمًا - getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

حظيت مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية والأغوار مؤخرًا، بالموافقة على 22 مخططًا لإقامة محطات طاقة شمسية ضخمة لتوليد الكهرباء، الأمر الذي يحوّل هذه المستوطنات إلى فرع اقتصادي مهم في إسرائيل. وفي المقابل فإنّ بضعة ألواح طاقة شمسية توضع في تجمّعات فلسطينية صغيرة لتلبية الاحتياجات المحلية، تكون عرضة للتدمير الإسرائيلي مثلما يحدث في جنوب جبل الخليل، وفي الأغوار.

في الوقت الذي يشجّع الاحتلال مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في المستوطنات، يشن الحرب على مشاريع الطاقة المتجددة الفلسطينية في الضفة الغربية

ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا قالت فيه إنه بينما يُقابل بناء منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل بجدار من المماطلة البيروقراطية، فإن هذا المجال في المستوطنات يزدهر ويكتسب زخمًا. 

22 مخططًا لإقامة محطات طاقة شمسية ضخمة

وأشارت إلى أنّ الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال تعمل حاليًا على تنفيذ 22 خطة لإنشاء أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المنطقة (ج) بالضفة الغربية. وفي إحدى الخطط التي سيتم تنفيذها في الأغوار، سيتم بناء منشأة ذات قدرة إنتاجية تفوق جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل، ومن شأن هذه الخطط أن تحوّل الكهرباء الشمسية إلى فرع اقتصادي مهم في المستوطنات، وتعمّق اعتماد إسرائيل عليها، وبالطبع فإنّ المستوطنات هي المستفيد الأكبر من هذه المخططات.

وقالت صحيفة "هآرتس" إنه وبحسب المخطط الذي تمت الموافقة عليه قبل نحو أسبوعين، سيتم بناء محطة الطاقة الشمسية على الأراضي الزراعية لمستوطنة نعمة (أنشأها الاحتلال عام 1979، وتقع على بعد 2.5 كيلومتر شمال أريحا)، و12 مستوطنة أخرى، وتبلغ مساحة المحطة 3250 دونمًا، وستصل طاقتها الإنتاجية إلى 320 ميغاوات، في حين تبلغ قدرة أكبر منشأتين معتمدتين في إسرائيل 250 ميغاوات، وواجهت واحدة من المنشأتين (قرب ديمونا)، صعوبات وتم إلغاؤها.

وبالإضافة إلى المنشأة الاستيطانية الكبيرة، يجري حاليًا الترويج لـ 21 خطة أخرى لبناء مرافق أصغر للطاقة الشمسية في جميع أنحاء الضفة الغربية، والتي ستستضيف ما يصل إلى حوالي 7800 دونم من المساحة. وخلافًا لأغلب مشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل والضفة الغربية، وهي مشاريع مزدوجة الاستخدام مبنية فوق مبان قائمة، فإن المشاريع الجديدة تقام على أراض لا تخدم أغراضًا أخرى.


اقرأ/ي أيضًا:

ما هي استخدامات الطاقة الشمسية؟

ما أهمية الطاقة الشمسية في حياتنا؟


ونقلت هآرتس عن رئيس مجلس مستوطنات الغور دافيد الحياني، أنه في حال تم تنفيذ المخططات فإن منشأة الطاقة الشمسية الجديدة ستجلب فائدة اقتصادية كبيرة للمستوطنات "إنها مورد اقتصادي كبير، ونحن نقدّم مساهمتنا كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق أهداف توفير الطاقة البديلة، وهذا سيوفّر الاستقرار في إمدادات الكهرباء هنا في المنطقة".

وتحدّثت هآرتس عن أنّ مشاريع الطاقة الشمسية في المستوطنات، وإضافةً إلى أنّها ستخدم مخطط توليد الطاقة الكهربائية، فإنّها ستعمّق اعتماد إسرائيل على البنية التحتية المقامة في المستوطنات، سيما وأنّ إنتاج الكهرباء الإسرائيلية يتم في الغالب داخل حدود الخط الأخضر ويتم توزيعها بعد ذلك على المستوطنات، في حين أن تنفيذ الخطط سيجعل من المستوطنات مورِّدًا مركزيًا للكهرباء في إسرائيل.

ورحّب رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية العميد فارس عطيلة في حديث مع صحيفة "هآرتس"، بالموافقة على مخطط إنشاء محطة الطاقة الشمسية، وقال إنها واحدة من أهم المشاريع التي روّجت لها الإدارة المدنية في الآونة الأخيرة. 

كهرباء المستوطنات مصدر قلق!

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الإدارة المدنية الإسرائيلية قوله إن الفلسطينيين عاجزون عن اتخاذ قرار بالامتناع عن شراء الكهرباء المنتجة في المستوطنات.

وأشارت إلى ثمة مصدر قلق إسرائيلي بشأن الكهرباء المنتجة في المستوطنات، ويتمثل في ذلك يمكن أن يعطل على المدى الطويل القدرة على ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية. لكن وزارة الطاقة الاسرائيلية رفضت الادّعاء بأن الاعتماد على منشآت الإنتاج في المستوطنات يمكن أن يعطّل ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية، وقالت إن خطط ربط الشبكات والتعاون في مجال الطاقة مع الأردن تمضي قدمًا.

إنتاج كهرباء الطاقة الشمسية متعثّر في الداخل

وبينما دخلت معظم المخططات في المستوطنات في مرحلة إجراءات موافقة متقدمة، بحسب ما تقول هآرتس، فإن مشاريع إنتاج الطاقة الشمسي داخل الخط الأخضر تتأخر وتقع في فخ البيروقراطية. وبحسب صحيفة هآرتس، تشكو الشركات العاملة في مجال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في إسرائيل من التأخير في الموافقة على المنشآت الجديدة، وخاصة ربطها بالشبكة. ويرجع ذلك إلى عدم توفّر خطوط النقل التي تنقل الكهرباء خاصة في المناطق التي تتوفر فيها احتياطيات من الأراضي لبناء المرافق.

ألواح طاقة شمسية في غور الأردن - Nasser Ishtayeh/ Getty Images
ألواح طاقة شمسية في غور الأردن - Nasser Ishtayeh/ Getty Images

وبحسب وزارة الطاقة الاسرائيلية، فإن ميزة الضفة الغربية تكمن في قربها من وسط البلاد، ما يتيح نقل الكهرباء مباشرة إلى مراكز الطلب، والمنطقة الأنسب، بحسب شركة الكهرباء، هي جنوب غور الأردن، لقربها من مدينة القدس. 

ويتم إقامة منشآت الطاقة الجديدة على الأراضي التي تم إعلانها "أراضي دولة" وتعتبر أراض زراعية. وبحسب منظمة "السلام الآن"، فإن أكثر من 99 في المئة من المخططات التي تمت الموافقة عليها لأراضي الدولة في الضفة الغربية تخدم المستوطنين.

منظمة السلام الآن: أكثر من 99 في المئة من المخططات التي تمت الموافقة عليها لأراضي الدولة في الضفة الغربية تخدم المستوطنين 

وقال الدكتور طارق أبو حامد، الرئيس التنفيذي لمعهد العربة، والخبير في مجال الطاقة المتجددة، إن الفلسطينيين سيكونون سعداء ببناء منشآت للطاقة الشمسية في منطقة ج، لكنهم يعلمون أن إسرائيل لن توافق، لذا فهم لا يطلبون الموافقة على مشاريع الطاقة المتجددة.

وتشجِّع السلطة الفلسطينية على إقامة منشآت للطاقة الشمسية في المناطق المهمشّة ومناطق ج التي تشكّل نحو 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، لكنّ قدرتها على إصدار التصاريح محدودة للغاية، وتقريبًا جميع المناطق المفتوحة والمسطحة المناسبة لإنشاء مزارع الطاقة الشمسية، تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. وعن ذلك يقول أبو حامد: "دون أي خيار آخر، يذهبون إلى مناطق (ب)، ولكن الوضع هناك أصعب بكثير".

ألواح طاقة شمسية في خربة زنوتا الفلسطينية جنوب الخليل - HAZEM BADER/ Getty
ألواح طاقة شمسية في خربة زنوتا الفلسطينية جنوب الخليل - HAZEM BADER/ Getty

وفي الوقت الذي يشجّع الاحتلال مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في المستوطنات، يشن الحرب على مشاريع الطاقة المتجددة الفلسطينية، إذ تقوم قوات الاحتلال في غالب الأحيان بتدمير منشآت الطاقة الشمسية الصغيرة التي أقامتها تجمعات فلسطينية لتلبية الاحتياجات المحلية، وخاصة في جنوب جبل الخليل وفي الغور. وعادةً ما تكون ألواح الطاقة الشمسية الصغيرة كافية لإضاءة الهواتف وشحنها.

ووفق بيانات جمعها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فقد دمّرت إسرائيل أو صادرت في العامين الماضيين، 14 منشأة صغيرة للطاقة الشمسية بناها فلسطينيون. وفي الضفة الغربية هناك أكثر من 125 مجتمعًا بدويًا أو مجتمعًا رعوياً يسكنها حوالي 11 ألف شخص بالاعتماد على الكهرباء الشمسية فقط.