الترا فلسطين | فريق التحرير
قرر مجلس أمناء جامعة النّجاح إعفاء مدير أمن الجامعة من منصبه، وإعطائه إجازة مفتوحة لحين اتّخاذ قرار بشأنه في أعقاب الأحداث التي شهدتها الجامعة مؤخرًا، وأدّت خلال اليومين الماضيين لإضراب طلابيّ واسع.
"أمن الجامعة أظهر سلوكًا عنيفًا جدًا في مواجهة الطلاب، ولم يكن استخدام القوة مبررًا بأي حال من الأحوال"
وأعلنت الجامعة في بيان اليوم الإثنين، أنّه وبناءً على نتائج التحقيق وبعد الاستماع إلى توصيات اللجنة، تقرر أيضًا إنهاء خدمات ستة من موظفي أمن الجامعة ممن ثبت للجنة مشاركتهم في العنف واستخدام أدوات في مواجهة الطلبة، وإحالة 16 موظفًا ممن شاركوا في الاعتداء على الطلبة إلى اللجان المختصة في الجامعة لاتخاذ الإجراء التأديبي المناسب بحقهم.
كما قرر مجلس الأمناء توجيه إدارة الجامعة لإعادة هيكلة دائرة الأمن خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين، على أن يشمل ذلك اتّباع الدائرة لنائب الرئيس للشؤون الإدارية، وإعداد مدونة سلوك توضح واجبات ومسؤوليات وضوابط عمل موظفي الأمن، وعلاقتهم بالطلبة وموظفي الجامعة، وتعيين مسؤول أمن لكل موقع من مواقع الجامعة الأساسية الأربع، واعتماد هيكلية لدائرة الأمن، تحدد الوظائف والمستويات المختلفة، ووضع بطاقة وصف وظيفي لكل وظيفة من وظائف الدائرة. ومباشرة تعيين عدد كاف من النساء للعمل في دائرة الأمن، ومراسلة وزارة المالية للتأكد من عدم وجود ازدواج وظيفي لدى أي من العاملين في دائرة أمن الجامعة.
وجاء في بيان نشرته الجامعة على موقعها الإلكترونيّ أن مجلس الأمناء عقد اجتماعًا طارئًا اليوم، لمناقشة مخرجات تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس برئاسة عضو مجلس الأمناء عمار الدويك للتحقيق في الأحداث المؤسفة التي وقعت في الحرم القديم للجامعة يوم الأربعاء الماضي (14 حزيران/ يونيو).
لم يثبت للجنة تورّط أي من الطلبة الذين كانوا داخل الحرم الجامعي بالعنف، أو برش الغاز، أو محاولة فتح بوابة الجامعة
وأشار البيان إلى أنّ اللجنة استمعت لـ 27 شهادة، واطّلعت على أكثر من 40 مقطع فيديو، بالإضافة لمراجعة كاميرات المراقبة في الجامعة وخلصت إلى أنه لم يثبت وجود قرار مسبق بالاعتداء على الطلاب، وأن استخدام العنف من قبل أمن الجامعة لم يكن مخططاً له وإنما جاء بشكل لحظي نتيجة زيادة التوتر بسبب تجمع الطلبة وهتافاتهم وارتباك الأمن الذي اعتقد بأن الطلبة ينوون فتح البوابة بالقوة لإدخال زملائهم الذين كانوا في الخارج.
وأضاف البيان أنه لم يثبت للجنة تورّط أي من الطلبة الذين كانوا داخل الحرم الجامعي بالعنف، أو برش الغاز، أو محاولة فتح بوابة الجامعة بالقوة، ولم يثبت كذلك محاولة أي طالب من خارج الجامعة اقتحام مقر البوابة بالقوة أو استخدام العنف.
ورأت اللجنة أن أمن الجامعة أظهر سلوكًا عنيفًا جدًا في مواجهة الطلاب، ولم يكن استخدام القوة مبررًا بأي حال من الأحوال.
كذلك، جاء في الخلاصات التي توصلت لها اللجنة، أنها تحققت من حادثة دفع الدكتور ناصر الشاعر ووقوعه على الأرض، وقالت إنها وإذ تشعر بالأسف لما جرى مع الدكتور الشاعر، والذي تدخل منذ بدء الأزمة هو وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بناءً على طلب وتكليف من إدارة الجامعة، فإنه لم يثبت للجنة وجود تعمُّد أو قصد مسبق بالاعتداء عليه من قبل أي من موظفي الأمن.
انتخابات مجلس الطلبة في موعدها المقرر، وستنتظم بعد ذلك
وأكد مجلس الأمناء على إجراء انتخابات مجلس الطلبة في موعدها في شهر تشرين ثان/ نوفمبر القادم وانتظام ودورية الانتخابات في كل عام.
وشددت إدارة جامعة النجاح على احترامها التامّ للحريات النقابية والأكاديمية كقيم عليا تتبناها الجامعة وتسعى إلى تعزيزها في المجتمع الفلسطيني، وأن الأحداث المؤسفة والسلوكيات التي بدرت عن بعض موظفي أمن الجامعة لا تعكس سياسة وتوجهات الجامعة، وتقدّمت بالاعتذار من الطلبة ولكل من تضرر من الحدث.
الكتلة الإسلامية: انتصر وعي الطلبة، وسنتابع تنفيذ قرارات مجلس الأمناء التي تؤسس لمرحلة قادمةٍ من العمل الطلابي نقابيًا ووطنيًا
وفي ذات السياق، عقّبت "الكتلة الإسلامية" في بيان بالقول إن وعي طلبة جامعة النجاح انتصر، وتوّج نضال طلبة النجاح الطويل بإنجاز غير مسبوق، واعتبرت أن هذا "الانجاز المهم" جاء تتويجًا لجهود سنوات طويلة من النضال الطلابي والنقابي، وأن يكون تأسيسًا لمرحلة قادمةٍ جديدةٍ من العمل الطلابي نقابيًا ووطنيًا.
وقالت إنها تثمّن "التدخّل السريع لمجلس أمناء الجامعة والقرارات التي صدرت عنه"، وتأمّلت متابعة تنفيذها بأسرع وقت ممكن، وستتابع مع الزملاء في الحركة الطلابية والحراك الطلابي المستقل تنفيذ القرارات.
وأشارت إلى أنها تعاملت مع الأزمة من أول يوم من منطلق الإصرار على تحقيق المطالب ورفض التنازل عنها وفي ذات الوقت حاولنا الوصول للأهداف والمطالب بأقل الخسائر الممكنة على صعيد مسيرة الجامعة وسمعتها ومصالح طلبتها.