11-أبريل-2017

أنهى أعضاء في مجلس طلبة الجامعة العربيّة الأمريكيّة في جنين، ظهر الثلاثاء (11 نيسان/ ابريل)، بالقوة، ندوة حاضر فيها المفكّر التونسيّ يوسف صديق، بدعوى أنّ "اللقاء فيه تحريف للقرآن، وطرح أفكار إلحاديّة".

واستضاف قسم اللغة العربية والإعلام في كلية الآداب بالجامعة، ندوة للمفكر التونسي يوسف صديق ضمن فعاليّات مهرجان الكمنجاتي "رحلة روح"، حول مفهوم القداسة في الوثنية وفي ديانات التوحيد الثلاث (فيديو).

وتشكّل مجلس الطلبة في الجامعة العربيّة الأمريكيّة بناءً على الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2016، من حركة الشبيبة (الذراع الطلابيّ لحركة فتح)، والمبادرة الطلابيّة، والذراع الطلابي للجبهة الشعبيّة.

ويوسف صديق، مفكّر وفيلسوف تونسيّ، معروف بأفكاره المثيرة للجدل في الأوساط الإسلامية، وقد ألّف كتاب "هل قرأنا القرآن أم علوب قلوب أقفالها"، يدعو فيه لإعادة قراءة القرآن بشكل يتجاوز الموروث التاريخيّ. وقد استهلّ محاضرته بمقدمة بسيطة حول الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، ثم تحدّث عن فكرة القداسة في معناها اللاتيني والعبري وارتباطها بالمكان والمعبد المقدّس.

انتقل صديق بعد ذلك للحديث عن القداسة في الإسلام، مُعتبرًا أنّ الدين الإسلاميّ حارب فكرة القداسة والتقديس، ففي الإسلام مثلًا الأرض كلّها مكان للعبادة، ومكّة المُكرّمة لا يُقال عنها الأراضي المُقدّسة، إنّما "بيت الله الحرام" أيّ أنّ القتال مُحرّم فيه. والمسجد في الإسلام هو مساحة مدنيّة، بمعنى يمكن لليهودي أو المسيحي دخوله - في أوقات غير أوقات الصلاة-  مثلما حدث في عهد النبيّ محمد، حيث كان المسجد مكانًا لإتمام المواثيق والعهود.

بعد ذلك، تحدّث صديق عن ثنائية الحلال والحرام في الدين الإسلاميّ، وأنّ الحرام ارتبط بمفهوم عرفناه بشكل أضيق مما هو في القرآن. فهو قد ارتبط بالظلم، لكنّه في القرآن مرتبط بتجاوز الإنسان لحدوده وحدود الإنسانية.

وبدأ أفراد مجلس الطلبة بمقاطعة المتحدّث، مُطالبين بإنهاء المحاضرة، بحُجّة أنّه يُحرّف القرآن، ويدعو للإلحاد. لكنّ صديق عقّب بالقول "أنا مُسلم"، وحاول التعقيب على ما حدث، بالقول إنّه من الواجب التفكّر بالقرآن، وعدم ترك التفسيرات للموروث التاريخي، لكنّه لم يُمنح فُرصة للحديث، وانتهى اللقاء.

وبحسب عدد من الحضور الذين تواجدوا في الندوة، فإنّ الهجوم على صديق بُني على تصوّرات سابقة عنه، وليس بناءً على موضوع المحاضرة.

فيسبوكيًا، تعددت التعليقات التي تناولت ما حدث في المحاضرة، محمد حسين وصف ما حدث بأنّه "قمة الضعف" لأنّ من أراد إنهاء الحوار لم يكن لديه القدرة على الردّ والدفاع. ورأى يحيى يحيى أنّ "أوسع أبواب الردّ كان نفس الباب الذي طرقه المفكّر.. إلّا أن الجهل كان طاغيًا على التفكير والفعل"، وفق قوله.

أمّا هزار ستيتي فقالت إنه حتى ولو أخطأ المتحدث، فما حدث حدث في جامعة، وعلى الطلاب أن يكونوا أكثر "حضارية". وقال نادر كميل، بما أنّ الندوة عُقدت بناءً على دعوة من الجامعة، فمن العيب إنهاء المناقشة، والعيب أنّ الأمن سمح بما حدث في القاعة.


اقرأ/ي أيضًا:

عقوبة جلد في مخيّم قلنديا!

إنه كافر.. اقتلوه

لا تلووا ذراعنا