30-مايو-2020

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

بدأت صحيفة "معاريف" العبرية بنشر سلسلة مقابلات مطولة أجراها الصحفي بن كسبيت، مع يتسحاك إيلان، المقلب بـ"الجورجي"، وهو الضابط الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك".

يوصف يتسحاك إيلان بأنه أكثر شخص على قيد الحياة في إسرائيل حقق مع مقاومين فلسطينيين

المقابلة الأولى التي نشرت الخميس، تطرقت لاغتيال يحيى عياش ومحمود أبو هنود من كتائب القسام، ورائد الكرمي من كتائب شهداء الأقصى، واعتقال عباس السيد والتحقيق معه، وهو أحد قيادات كتائب القسام إبان الانتفاضة الثانية، ومن قيادات الحركة الأسيرة حاليًا.

اقرأ/ي أيضًا: العياش في حارتنا

وكرّست "معاريف"، بداية مقابلتها الأولى للتعريف بـ"الغروزيني"، وهو اللفظ العبري لكلمة جورجي، نسبة للموطن الأصلي الذي جاءت منه أسرة إيلان إلى فلسطين، مبينة، أن إيلان الذي سيحتفل في شهر تموز/يوليو المقبل بعيد ميلاده الـ64، هو "أكثر شخص على قيد الحياة في إسرائيل حقق مع مخربين فلسطينيين" على حد قولها.

وكشفت، أن إيلان كان محققًا في رام الله خلال الانتفاضة الأولى، وقائدًا لـ"الشاباك" في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، ثم مسؤول قسم التحقيقات في "الشاباك" أيضًا، لكنه في حديثه مع بن كسبيت يعترف بأن "إخفاقات ليست قليلة" تخللت عمله على مدار عقود.

أحد هذه الإخفاقات، على سبيل المثال، فشله في اعتقال أبو هنود، رغم توفر معلومات "ممتازة" حول مكان وجوده، "ولكن وقع تبادل إطلاق نار عن طريق الخطأ بين قواتنا، وأدى لمقتل ثلاثة مقاتلين من وحدة دوفدوفان (المستعربين)، واستقال على إثره قائد القاطع في الجيش. لقد كان ذلك حدثًا غير سهل" كما يقول.

وكشف إيلان عن دوره في اغتيال الشهيد يحيى عياش، واستذكر أيام العياش بالقول: "في شهر عام 1995، تم تعيني رئيسًا لقسم مكافحة الإرهاب في الجنوب، وأثناء استلامي المنصب، أخبرني الضابط الذي كان يشغله بأننا سنحصل هذه المساء على أدلة تؤكد وجود يحيى عياش في غزة، لقد كانت تلك هدية حصلت عليها".

وأضاف، "لقد كانت مشاعري مختلطة. يحيى عياش رمز وشخصية، في جنازته شارك مليون شخص، في النهاية من قتله ليس فقط أنا، لقد ترأست وقتها العملية، وامتلكنا قدرات تنظيمية وتقنية إبداعية، لم أكن أتمنى أن يصل عياش لغزة بالتزامن مع وصولي، لكني أدركت أن من واجبنا إيقافه".

يتسحاك إيلان: يحيى عياش شخصية كارزماتية واندماج نادر من القدرات التي ألحقت بنا أذى مدمرًا

ويصف إيلان، العياش، بأنه "اندماج نادر من القدرات التي ألحقت بنا أذى مدمرًا". وأضاف، "كان صاحب شخصية كارزماتية على نحو غير عادي، قائد منذ لحظة الولادة".

اقرأ/ي أيضًا: أبو هنود صياد النخبة الإسرائيلية

وتابع واصفًا شخصيته بالقول: "لقد تحلى بأقصى درجات الحذر، ولم يكن يتحدث عبر هاتف محمول لا يعلم متى تم شراؤه وبقية التفاصيل عنه. كما لم يكن أكثر من ليلة في نفس المكان. إضافة لقدراته في مجال الهندسة الكيميائية التي حولته إلى مهندس قادر على بناء عبوات ناسفة قاتلة".

وشرح إيلان دور العياش بعد الانتفاضة الثانية موضحًا، أنه كان يقف خلف سبع عملية فدائية بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي التي نفذها الإرهابي باروخ غولدشتاين، واستدرك، "بالمناسبة، أكبر ضرر تسبب به غولدشتاين أن بعد المجزرة بدأت تنفيذ العمليات الانتحارية" حسب وصفه.

هنا تدخل الصحافي بن كسبيت قائلاً: "العمليات الانتحارية انطلقت بعد مجزرة المسجد الإبرهيمي؟ هل هذا حقيقي؟ حتى اليوم كنت أعتقد بأن ذلك إشاعة واسعة الانتشار. ألم تسبق عملية ميخولا الانتحارية، المجزرة؟". فأجاب إيلان، "هذا هُراء، بشكل قاطع العمليات الانتحارية في إسرائيل بدأت بعد المذبحة التي نفذها غولدشتاين".

وأشار إلى أن عياش أصدره بنفسه بيانًا بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي أعلن فيه بدء تنفيذ "عمليات انتحارية"، مضيفًا، "من يعتقد أن عملية ميخولا عام 1993 كانت انتحارية -وفق تعبيره- فهو مخطئ، فبعد فحص تفاصيلها تبين أنها ليست عملية انتحارية، حيث وصل المنفذ مستقلاً سيارة إلى مرآب، ثم انفجر بين حافلتين فارغتين رغم أنه كان يرى الجنود يجلسون في مكان آخر".

يتسحاك إيلان: مجزرة المسجد الإبراهيمي هي السبب في بدء تنفيذ عمليات انتحارية ضدنا

وتابع، "لا يوجد سببٌ وجيهٌ لدى المخرب لتفجير نفسه في مكان فارغ. لم تقع إصابات في تلك العملية التي قتل فيها فقط المخرب الذي كان يخطط لوقف سيارة الجيب المفخخة وانتظار عودة الجنود لتفجيرها، ولكن طرأ خلل فني فانفجر الصاعق مبكرًا. هذا ما حدث في الواقع".

وأشار إيلان إلى عملية اغتيال الشهيد رائد الكرمي، مؤكدًا أن العملية "كانت في محلها" رغم أنها أدت لانهيار وقف إطلاق النار في تلك الفترة، منوهًا إلى أن جهازه فشل عدة مرات في اغتياله.

وأكد، أن الكرمي كان "رجلاً ذكيًا"، ولذلك فإن اغتياله، حسب قوله، كان "ضرورة ملحة"، زاعمًا، أن إعلان الكرمي التزامه بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الراحل ياسر عرفات، آنذاك، "كان مجرد خدعة لتنفيذ عمليات إضافية" على حد زعمه.

وتطرق إيلان في المقابلة إلى اعتقال عباس السيد، موضحًا، أن السيد خضع للتحقيق القاسي، وفق قانون القنبلة الموقوتة الذي يُتيح للمحققين استخدام أساليب تعذيب جسدية ونفسية بالغة القسوة قد تفضي إلى الموت.

وأشار إلى أن السيد كان مسؤولاً عن عملية فندق بارك في نتانيا التي أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين، إلى جانب عملية أخرى أوقعت قتلى أيضًا، مؤكدًا، أن "الشاباك" مارس ضغوطًا لمنع تحرير السيد خلال صفقة "وفاء الأحرار".


اقرأ/ي أيضًا: 

عدنان الغول.. نصف المقاومة الفلسطينية

هكذا أتذكر الأستاذ نزيه