خاص الترا فلسطين | فريق التحرير
أعلن البيت الأبيض، مساء الأربعاء، أن مكتب نتنياهو وافق على إعادة جدولة زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن لبحث الاجتياح البري لرفح، بعدما كان نتنياهو قد ألغى الزيارة احتجاجًا على امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن -غير الملزم- بوقف إطلاق النار في غزة.
قرار نتنياهو بإعادة جدولة الزيارة جاء بعدما أثار قراره السابق بإلغائها انتقادات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وجعل من خلافه مع جو بايدن حديث الساعة في أكبر البرامج الإخبارية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، وسط انتقادات لنتنياهو واتهامات له بتعمد افتعال أزمة مع واشنطن لتحقيق مصالحه الخاصة.
دان حالوتس اتهم نتنياهو بأنه "يقود إسرائيل إلى الضياع"، ويتصرف "بوقاحة وقلة أدب"
اللواء احتياط دان حالوتس، رئيس أركان الجيش سابقًا، كان بين أبرز الذين أثقلوا على نتنياهو في هذه الأيام، إذ ظهر في التلفزيون الرسمي "كان" متهمًا إياه بأنه "يقود إسرائيل إلى الضياع"، ويتصرف "بوقاحة وقلة أدب".
وقال دان حالوتس: "في حرب الغفران، لو لم يقف اﻷمريكيون إلى جانبنا ولو لم يدعمونا من البداية حتى النهاية لكنا حاليًا في مكان آخر، وأرى هذه المرة أيضًا، أن الأمريكيون أول من وقف إلى جانب دولة إسرائيل في العالم، وأرسلوا حامـﻼت الطائرات وغواصة نووية."
وأضاف، أن "نتنياهو سارع إلى المطار بعد السابع من أكتوبر لاحتضان بايدن، وكأنه وجد شقيقه الضائع، وفجأة بصق في البئر التي يشرب منها، ونشرب منها منذ سنوات طويلة".
وأكد دان حالوتس، أن إسرائيل ستواجه صعوبة كبرى على المستوى السياسي والعسكري بدون الدعم الأمريكي.
ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، رأى جو بايدن وبنيامين نتنياهو في الخلاف بينهما يخاطبان قاعدتيهما الانتخابيتين، وكلاهما يساهمان في هذه الأزمة.
وأضاف بن دافيد، "الولايات المتحدة تلعب دور الدولة العظمى الأولى في العالم، فمن نحن؟ فليقل لي أحدهم من نحن حتى نلعب هذه اللعبة؟".
واستغرب بن دافيد سلوك نتنياهو تجاه الإدارة الأمريكية في الوقت الذي يتحدث فيه عن اجتياح بري لرفح، يرافقه تصعيدٌ مع حزب الله في شمال فلسطين، مؤكدًا أن اجتياح رفح والحفاظ على الجهوزية في الشمال لا يمكن تحقيقهما بدون الذخيرة الأمريكية.
وزعم مكتب نتنياهو أن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن تسبب بفشل مفاوضات صفقة التبادل. وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن هذا الربط بين الموقف الأمريكي وقرار حماس أثار غضبًا شديدًا لدى كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين قالوا إن رد حماس جاء قبل قرار مجلس الأمن، وبالتالي فإن الربط ليس منطقيًا.
المعلق السياسي في القناة 13 رفيف دروكر، رأى أن مبادرة نتنياهو إلى الصدام مع جو بايدن تعود إلى رغبته في تفجير مفاوضات صفقة التبادل، بسبب علمه أن صفقة التبادل سوف تؤدي إلى انهيار حكومته، لذلك اختار حرق كل شيء.
ودعا رفيف دروكر، كبار المسؤولين في محيط نتنياهو، بما في ذلك رئيسا الموساد والشاباك واللواء نيتسان ألون، إلى التوقف عن توجيه الانتقادات في الغرف المغلقة والخروج بهذه الانتقادات إلى العلن.
وأكد دروكر، أن "نتنياهو يتجاوز الخطوط الحمراء، ويجب أن يقوم أحد بإيقافه وثنيه عن هذه الأفعال".
رفيف دروكر: مبادرة نتنياهو إلى الصدام مع جو بايدن تعود إلى رغبته في تفجير مفاوضات صفقة التبادل، بسبب علمه أن صفقة التبادل سوف تؤدي إلى انهيار حكومته
من جانبها، دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أكدت أن بنيامين نتنياهو هو من سعى إلى المواجهة مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى تصريحات مسؤول سياسي "كبير"، أن المواجهة مع الإدارة الأمريكية لا تضعف إسرائيل، بل تبث رسالة قوة لأعداء إسرائيل بأن إسرائيل قادرة على مواجهة الضغوط حتى لو كان الثمن مواجهة مع حليفتها الكبرى.
بينما أشارت نيريا كراوس، مراسلة قناة 13 في الولايات المتحدة، إلى تصريحات مسؤولين في البيت الأبيض بأن نتنياهو قرر عدم إرسال الوفد إلى واشنطن "انطلاقًا من دوافع حزبية مرتبطة بالخلافات الداخلية في إسرائيل".
ورأت نيريا كراوس، أن قرار نتنياهو يهدف إلى "تعميق الأزمة"، مؤكدة أن هناك شعورًا حقيقيًا بخيبة الأمل لدى المسؤولين الأمريكيين من نتنياهو بعدما قدم بايدن كل ما باستطاعته بعد السابع من أكتوبر، وخيبة الأمل هذه ظهرت في "القرار الخارج عن العادة" بالامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن.
وفي التلفزيون الإسرائيلي "كان"، أكد مراسل الشؤون السياسية ميخائيل شيمش، أن نتنياهو لم يبلغ مجلس الحرب بقراره إلغاء توجه الوفد إلى واشنطن، ولم يناقش القرار حتى مع شركائه الكبار في الحكومة، بل اتخذه بشكل منفرد.
وأضاف شيمش، أن هناك حالة إحباط في محيط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لأن نتنياهو يدير الأزمات مع الولايات المتحدة بهذه الطريقة، وقد أعلن غانتس معارضته لقرار نتنياهو إلغاء الزيارة.
أشارت مراسلة قناة 13 في الولايات المتحدة، إلى تصريحات مسؤولين في البيت الأبيض بأن نتنياهو قرر عدم إرسال الوفد إلى واشنطن "انطلاقًا من دوافع حزبية مرتبطة بالخلافات الداخلية في إسرائيل"
يُذكر أن محللين إسرائيليين استبعدوا في الأيام الماضية أن يكون لتصريحات جو بايدن ضد حكومة نتنياهو أي تأثير على تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر اللازمة، مؤكدين أن بايدن يشدد لهجته لكنه لا يفعل شيئًا.
وتشير التصريحات أن اجتياح رفح هو أبرز المسائل الخلافية بين نتنياهو وبايدن، غير أن تقريرًا نشرته الإذاعة العامة العبرية، أوضح أن إدارة بايدن أكدت لوزير الجيش يوآف غالانت أنها تدعم اجتياح رفح، ولكنها تريد فقط "حلاً إنسانيًا" للتعامل مع أكثر من مليون وربع شخص يتواجدون هناك.
