09-مايو-2017

أم بلال بدرة من مخيّم الأمعري اجتمع لها سابقًا 4 أبناء في السجون

اليوم كان "اثنين الأمهات"، مثلما سُمّيت "جمعة الغضب" و"الثلاثاء الحمراء"، وأوصاف كثيرة لأيام صعبة. كان اليوم "اثنين الأمهات" المتعبات اللواتي لفحت الحرارة وجوههن والحزن قلوبهن، بعد ثلاثة أسابيع في خيام الاعتصام .

الثامنة صباحًا، في الطريق إلى العمل، والشارع لم يجف نداه بعد، كانت أم الأسير فادي حمد من البيرة مسرعة في خطواتها، وتبتسم من بعيد كعادتها.

- صباح الخير .. وين يا خالتي صبحتي؟

- ع الخيمة يا خالتي وين بدي اروح؟

- بدري الدنيا يا خالتي

- بطلنا نعرف ليل من نهار، والله ما بنّام يا خالتي، خليني أروح.

- الله معك..

ظهرًا في الصليب الأحمر، أم بلال بدرة وأم حابس بيوض، وأم رأفت القروي، وأم شادي شلالدة وغيرهن الكثيرات، يهتفن تحت الشمس اللاهبة: "وين الصليب الأحمر.. وين حقوق الإنسان، والله الصمت عار عار". ومعظمهن لم يصلهن خبر واحد عن أبنائهن المضربين منذ ثلاثة أسابيع.

أمهات الأسرى لم تصلهن أي أخبارٍ عن أبنائهن المضربين عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع، ودموعهن تسقط بصمت، وتتوارى الوجوه خلف صور أبنائهن.

هناك تذكرت أم مجد زيادة التي كانت تدور بصورته بين الخيام والاعتصامات في الإضرابات السابقة، قبل أن ترحل في غيابه، وكأن مكانها فارغ رغم صور مجد الحاضرة في أيدي شقيقاته ووالده الذي لم يعرف عنه شيئًا منذ بدء الإضراب.

في خيمة الاعتصام مساءً، والدة الأسير ناجي عرار، صعقتني! كنت قد سجلت لها فيديو توجه فيه نداءً لإنقاذ ابنها الأسير المريض في إضراب عام 2012. يومها نادت "إصحوا يا عالم .. أولادنا بموتوا". بعد خمس سنوات وجدتها بنفس الحال منادية باسم أمهاتٍ موجوعات: "22 يوم لا حس ولا خبر.. وين أولادنا، شو صار فيهم؟.. إصحوا يا عالم".

قلنا لها "إحكي عن ناجي"، قالت: "كل الأسرى أولادي.. بقدرش احكي عن ناجي لحاله".

في الخلفية دموع الأخريات تسقط بصمت، وتتوارى الوجوه في صور أبنائهن!


اقرأ/ي أيضًا: 

المحررة عطاف عليان والفدائي الذي قتلها عشقًا

"فصائل السلام".. فلسطينيون حاربوا ضد ثورتهم

الوداع الأخير.. شهداء يحبسون دموعهم