22-فبراير-2018

يحتج نشطاء وصحافيون فلسطينيون على ملاحقة موقع "فيسبوك" للمحتوى الفلسطيني، في ظل تصعيد غير مسبوق من الموقع ضد حسابات فلسطينية ومنشورات مناهضة للاحتلال، استجابة لضغوطات إسرائيلية وأمريكية.

وتفاعل المحتجون عبر هاشتاغ #FBfightsPalestine، مؤكدين أن "فيسبوك" بملاحقته المحتوى الفلسطيني يشارك في جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، وينتهك حرية التعبير.

نشطاء وصحافيون فلسطينيون يحتجون على ملاحقة "فيسبوك" للمحتوى الفلسطيني المناهض للاحتلال استجابة لضغوطات إسرائيلية

ومنذ بداية عام 2018، حذف "فيسبوك" 60 حسابًا فلسطينيًا على خلفية منشورات مؤيدة للمقاومة، ومناهضة للاحتلال، فيما تم حظر النشر على 100 حساب على خلفية صور ومنشورات عن الشهيد أحمد نصر جرار. وفي عام 2017، حذف "فيسبوك" 200 حساب وصفحة فلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا: "فيسبوك" يدخل الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي

مقابل ذلك، لا يخضع التحريض الإسرائيلي لأي رقابة من "فيسبوك"، رغم أن دراسة نشرتها مؤسسة "كيرل كيتسنلسون" أكدت أن التعليقات الإسرائيلية التحريضية ضد الفلسطينيين بلغت 4 ملايين تعليق في عامي 2015 – 2016. وفي عام 2017، وردت كلمة "اقتل الفلسطينيين" 27 ألف مرة على حسابات إسرائيلية، فيما وردت كلمة "اطرد الفلسطينيين" دون أن يتدخل "فيسبوك" ضد هؤلاء المحرضين.

ملايين التعليقات التحريضية ضد الفلسطينيين نشرتها حسابات وصفحات إسرائيلية، تضمنت دعوات للقتل، دون تدخل "فيسبوك"

ويأتي انحياز "فيسبوك" بعد لقاءات عقدها مسؤولون كبار في الشركة مع مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم وزيرة القضاء في حكومة الاحتلال إيليت شيكيد، وهي التي سبق لها أن حرضت في تصريحات صحافية على إبادة الفلسطينيين وقتل أطفالهم.

واعترف "فيسبوك" بأنه استجاب لـ90% من الطلبات الإسرائيلية بحذف منشورات وحسابات فلسطينية، كما اعترف بأنه تعرض لضغوطات أمريكية في هذا الإطار.

الحملة ضد "فيسبوك" وسياساته ليست الأولى من نوعها، ما يطرح تساؤلاً حول أهمية اتخاذ خطوات أكبر وأكثر تأثيرًا، قد يكون منها الانتقال إلى منصات تواصل اجتماعي أخرى. الصحافي إياد رفاعي، أحد القائمين على الحملة، قال لـ"الترا فلسطين" إن الحملة خطوة أولى سيكون لها ما يتبعها لاحقًا، مبينًا أن الهدف من التغريد الآن هو لفت انتباه الناس والمؤسسات الحقوقية للقضية.

اقرأ/ي أيضًا: "باز" منصة شاملة لمستخدم عربي حديث

وأضاف رفاعي أن الحملة تسعى لقياس ردة فعل "فيسبوك"، وستتخذ لاحقًا خطوات مساندة بعضها ميداني، وبعضها حقوقي، وقد يكون من هذه الخطوات دعم الانتقال إلى منصات تواصل اجتماعي أخرى، وتفعيل المحتوى الفلسطيني هناك.

موقع "باز" إحدى المنصات الممكن الانتقال إليها، وتفعيل المحتوى الفلسطيني هناك، كون القائمين على الموقع عرب. "الترا فلسطين" تواصل مع إدارة "باز" طالبًا موقفًا حول هذه المعركة بين المحتوى الفلسطيني و"فيسبوك"، وانحياز الأخير للاحتلال الإسرائيلي.

لمى حدادين، مسؤولة التنمية الاجتماعية في "باز"، دعت من يعانون من مضايقات من المنصات الاجتماعية بسبب آرائهم الفكرية أو السياسية المختلفة إلى الانضمام لمنصة "باز"، والتعبير عن رأيهم بكل حرية، مؤكدة أن المنصة يؤمن بحق الناس في التعبير عن رأيهم كما تكفله القوانين والمواثيق الدولية، وأن التجربة هي من ستحكم في نهاية الأمر.

وأضافت حدادين، "نحن نكفل حرية التعبير بشكل مطلق للأفراد والمؤسسات والمبادرات التي تبحث عن وسيلة لتُعلي صوتها في الوقت الذي يتم التضييق عليهم من قبل سياسات المنصات المختلفة وما يتبعه من مضايقات الأجهزة الرقابية التي تفرض قيودًا تتعارض مع سياسات استخدام الخدمة".

"الترا فلسطين" رصد لكم جانبًا من المنشورات على هاشتاغ #FBfightsPalestine الذي تم إطلاقه عند الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء بتوقيت فلسطين.


اقرأ/ي أيضًا:

ممتنعون عن النشر في "فيسبوك"

ورق العنب والحمص والتبولة.. طعام إسرائيلي

عائلات تعتاش على المسابقات الترويجية في "فيسبوك"