10-نوفمبر-2022
تظاهرة احتجاجية ظهر الخميس أمام مستشفى عتيل الحكومي

سادت حالة من السخط والاحتجاج، رافقها تقديم استقالة جماعية من المجلس البلدي، وومن تنظيم حركة فتح، في بلدة عتيل شمال طولكرم، الليلة الماضية، احتجاجًا على قرار وزارة الصحة بإلحاق قسم طوارئ مستشفى عتيل الحكومي، إلى مستشفى ثابت ثابت في مدينة طولكرم.

البيانات الصادرة عن فعاليات طولكرم وحركة فتح، اتهمت وزارة الصحة بتحويل مستشفى عتيل إلى مركز طوارئ يتبع لمستشفى ثابت ثابت، وهو ما نفاه مدير عام إدارة المستشفيات في وزارة الصحة عبد الله الخطيب، وقال إن القرار فني وإداري لحين استكمال العمل وافتتاح باقي الأقسام 

وأصدرت وزارة الصحة ظهر الخميس بيانًا، أكدت فيه أن مشروع مستشفى عتيل الحكومي لا يزالُ قائمًا، وأنه يجري العمل على توفير ما يلزمه من معدات وكوادر صحية، والتي كان آخرها تركيب محطة أوكسجين قبل أيام. 

وأضافت الوزارة أن المستشفى يعمل حاليًا كمركز طوارىء إلى حين تجهيزه وتشغيله بشكلٍ كامل وذلك لتوفير العلاج للمواطنين في عتيل والمناطق المجاورة.

وأشارت الوزارة أنها تعمل بكل طاقتها لزيادة عدد مراكز العلاج وإيصال الخدمات العلاجية لكافة المواطنين في كافة المناطق.

ومنذ سنوات يطالب أهالي عتيل ومنطقة الشعراوية التي يزيد تعداد سكانها عن 80 ألفًا، بافتتاح مستشفى عتيل الحكومي لخدمة أبناء المنطقة، في ظل عدم وجود مستشفى ثابت ثابت الحكومي فقط، في المحافظة.

وبعد سنوات من المطالبات، افتتحت وزارة الصحة قسم طوارئ في المستشفى، على أن يتم استكمال العمل على باقي الأقسام لاحقًا. وفي الوقت الذي كان يأمل فيه أهالي المنطقة باستكمال افتتاح المستشفى كاملًا، تفاجأوا بقرار رسمي باتباع قسم الطوارئ لمستشفى ثابت ثابت، وهو ما دافعت عنه الوزارة، موضحة أن القرار إداري لتسيير العمل، ولا يعني عدم استكمال العمل في المستشفى.

وزارة الصحة: مشروع مستشفى عتيل ما يزال قائمًا 

وعقب صدور القرار الليلة الماضية، أغلق محتجّون الطرق في بلدة عتيل وأشعلوا الإطارات، كما أعلن المجلس البلدي وتنظيم حركة فتح في عتيل عن استقالات جماعية، كما هدد مجلس الخدمات المشترك في منطقة الشعراوية، بالتّصعيد.

احتجاجات في عتيل ومنطقة الشعراوية احتجاجًا على قرار وزارة الصحة

حسام أبو ماضي رئيس بلدية عتيل قال لـ "الترا فلسطين" إنهم حصلوا منذ عام ونصف على كتاب من الرئيس محمود عباس بافتتاح المستشفى بأقصى سرعة، واتخذ مجلس الوزراء بناءً على ذلك، قرارًا بافتتاح المستشفى وعيّن له كادرًا، ورصد له موازنة، كما أن وزيرة الصحة مي كيلة حضرت وافتتحت المستشفى في البداية كقسم الطوارئ والعيادات الخارجية ومختبر، على أن يتم العمل على تجهيز باقي الأقسام لاستكمال تجهيز المستشفى.

ويشير أبو ماضي إلى أن قرارًا وصلهم يوم أمس الأربعاء، من إدارة المستشفيات في وزارة الصحة يفيد بتحويل المستشفى إلى مركز طوارئ تابع لمركز طوارئ مستشفى ثابت ثابت في مدينة طولكرم إداريًا، وفنيًا.

وأكد أبو ماضي أنهم سيتواصلون مع كل الجهات المسؤولة إلى أن تتم تلبية الوعود التي حصلوا عليها، لأن ما حصل يوم أمس أفقدهم المصداقية أمام مواطنيهم، ما دفعهم لتقديم استقالاتهم.

وفي حديثه لـ "الترا فلسطين" قال مدير عام الإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة عبدالله الخطيب، إن القرار الصادر لا يعني تحويل مستشفى عتيل إلى مركز طوارئ إطلاقًا، ولكن الجزء المفعّل من مستشفى عتيل حاليًا هو مركز الطوارئ، وقد تم اتباع قسم الطوارئ في مستشفى عتيل للمستشفى المركزي الأقرب وهو مستشفى ثابت ثابت، وذلك لحاجة العمل وسير العمل وتحسين الخدمة المقدّمة.

وأوضح الخطيب أنه لا يجوز أن يتبع مستشفى لمستشفى آخر، ولكن القسم المفعّل حاليًا هو مركز الطوارئ، وفي أي وقت يتم فيه تفعيل واستكمال الأقسام الأخرى داخل المستشفى يصبح مستقلًا إداريًا وفنيًا بكل معنى الكلمة، فهو مستشفى.

وأكد أن العمل يجري لاستكمال تجهيز باقي أقسام المستشفى، ولكن الآن هناك ظروف، وبالتالي يجري العمل على تحسين ما هو قائم، حتى استكمال العمل.

وحين سألنا رئيس بلدية عتيل عن أثر إلحاق قسم الطوارئ بمستشفى ثابت ثابت طالما أنه سيتم استكمال العمل على باقي الأقسام، وأن القرار فني إداري بحت وفق وزارة الصحة، رد بأنهم يريدون مستشفى بكافة الأقسام، ويخدم 80 ألف مواطن في منطقة الشعراوية التي تربط بين طولكرم وجنين، لذا فإنهم يريدون افتتاح المستشفى والالتزام بالوعود التي حصلوا عليها.

وأكد حسام أبو ماضي أن وجود المستشفى مهم في المنطقة، لأنه لا يوجد في المحافظة إلا مستشفى ثابت ثابت وهو غير قادر على تلبية حاجة المحافظة إطلاقًا وبشكل خاص منطقة الشعراوية.

بيان حركة فتح

من جانبه، أصدر إقليم حركة فتح في محافظة طولكرم بيانًا قال فيه "إننا في حركة فتح إقليم طولكرم سنعلن خطواتنا الاحتجاجية المتواصلة حتى يتم اعتبار محافظة طولكرم جزءًا أصيلًا من هذا الوطن العظيم، وضد سياسة المماطلة التي ينتهجها بعض المسؤولين في عدم إنصاف المحافظة بحقوقها المشروعة وكادرها الأصيل".

وتضمّن البيان تهديدًا بـ "شل كافة مناحي الحياة"، وأشار إلى أنهم متمسكون بتحقيق الحقوق والالتزام بقرارات الرئيس، من قبل أصحاب العلاقة في الجهات الحكومية المختصة.

كذلك أعلن أمناء سر لجان المناطق التنظيمية في كافة مواقع وبلدات الشعراوية في بيان صحفي الاستقالة الجماعية من اللجان التنظيمية "لحين تحقيق مطالبنا وحقوقنا المشروعة والعدول عن القرارات المجحفة". 

بيان مجلس الخدمات المشترك في منطقة الشعراوية

كما أصدر مجلس الخدمات المشترك للتخطيط والتطوير في منطقة الشعراوية التابع لوزارة الحكم المحلي، بيانًا منددًا بـ "القرار الجائر بتحويل مستشفى عتيل الحكومي إلى مركز طوارئ عتيل بحيث يكون تابعًا لمستشفى ثابت ثابت في طولكرم". وأشار البيان إلى أنه "تم إعلان حالة الطوارئ في منطقة الشعراوية كاملة لضبط الأوضاع وذلك حفاظًا على السلم الأهلي، وهناك خطوات تصعيدية بالنزول إلى الشوارع من قبل المواطنين، وعليه نطلب التراجع عن هذا القرار الجائر".