29-يناير-2021

تعيش عائلة الأسير أيمن السدر (54 سنة) بحالة خوف وقلق منذ بداية انتشار فايروس كورونا بين الأسرى في سجن ريمون، خاصة بعد تأكد إصابته بالفايروس ثم نقله إلى المستشفى بوضع صحي صعب.

الأسير أيمن يعيش على أجهزة التنفس، لكن وضعه الصحي في تحسن مستمر؛ وهو الآن أفضل من قبل

تقول سهير، زوجة الأسير أيمن، إنه الآن في المستشفى يعيش على أجهزة التنفس، لكن وضعه الصحي في تحسن مستمر؛ وهو الآن أفضل من قبل.

اقرأ/ي أيضًا: مسرحيون وكتاب تخرجوا من أكاديمية السجون

وتضيف أنه في البداية كانت نتيجة الفحص الأول سالبة، ولكن ظهرت عليه جميع الأعراض، ليتم تأكيد إصابته لاحقًا، مشيرةً إلى أن الأعراض الأولى بعد الإصابة كانت خفيفة عليه.

يُذكر أن الأسير السدر من أبو ديس في القدس المحتلة، اعتُقل عام 1995 أثناء عودته من قطاع غزة وحكم عليه بالسجن المؤبد وعشرين سنة. والسدر له ابن واحد اسمه محمد (26 سنة)، حيث كان يبلغ 6 شهور لحظة اعتقال والده.

محمد، كان عمره 6 شهور لحظة اعتقال والده

تؤكد سهير، أن أيمن تعرض لحظة اعتقاله للتعذيب في التحقيق، وظل أكثر من 5 شهور في غرف التحقيق، مشيرة إلى أن المحققين عذبوا زوجها بأقسى الأساليب والطرق لإجباره على الاعتراف أنه يملك معلومات محددة عن عمليات استشهادية قادمة، "إلا أنه رفض الاعتراف حتى أن الضباط انبهروا من قدرته على التحمل" حسب تعبيرها.

خلال اعتقاله، أنهى الأسير أيمن درجة البكالوريوس، وقبل بدء انتشار فايروس كورونا في سجون الاحتلال كان على وشك الحصول على شهادة الماجستير من جامعةٍ لبنانيةٍ، إلا أنه تم تأجيل الأمر نتيجة تفشي الوباء.

خلال اعتقاله، أنهى الأسير أيمن درجة البكالوريوس وكان على وشك الحصول على شهادة الماجستير من جامعةٍ لبنانيةٍ

يحدثنا ابنه محمد عن علاقته بوالده قائلًا: "نحن اليوم أصحاب أكثر من أب وابن، لم أجتمع بوالدي في البيت كأي أسرة طبيعية ولا حتى ليوم واحد. علاقتنا مرتبطة بالسجون والقضبان، وبالهاتف الذي أسمع صوته من خلاله، وبالزجاج الذي يفصلني عنه في كل مرة أذهب فيها لزيارته".

اقرأ/ي أيضًا: رياضات الأسرى: الأثقال من الملح وحبة بسكويت لمن يفوز

ويضيف، "في صغري عندما كنت أذهب لزيارته، كنت أستغرب وأتساءل من هو، حين كانوا يأخذونني إليه خلف القضبان. كنت أخاف منه وأبكي رغبة في العودة إلى أمي لأني كنت أظنه مجرد رجل غريب لا أعرفه. واليوم أحزن عندما أتذكر أنني لم أعرفه في صغري".

وبيّن محمد، أنه كان يعيش في منزل جده ويعتقد أن جده هو والده، ولم يستوعب حقيقة أن (أيمن) هو والده إلا في عامه الثالث عشر، مضيفًا أنه "تخلص من شعور الخوف والهيبة تمامًا" بعد زيارة والده لأول مرة عن قرب وبدون حاجز يفصل بينهما.

اللقاء الأول بين أيمن ونجله محمد بدون حاجز

يقول: "يومها حملني وحضني لأول مرة وأنا بكامل وعي أن هذا الشخص هو والدي، ومن تلك اللحظة علاقتي فيه تغيرت وأصبحت أحدثه عن كل تفاصيل حياتي الصغيرة. وحتى اليوم هناك أمور لا أستطيع فعلها لوحدي، ولا أتردد في استشارته ومحاورته".

الأسير أيمن يُعرَف بين الأسرى بأنه "عميد أسرى القدس"، وهو أيضًا شخصٌ اجتماعيٌ يحبه جميع الأسرى ويستشيرونه في أمورهم، فيعرفونه بأنه "القدوة" للكبير قبل الصغير، دائم الابتسام والتفاؤل يمنح الأسرى الأمل ويرفع معنوياتهم بشكل مستمر.

الأسير أيمن يُعرَف بين الأسرى بأنه "عميد أسرى القدس"، وهو أيضًا شخصٌ اجتماعيٌ يحبه جميع الأسرى ويستشيرونه في أمورهم

أضاف محمد، "هو أيضًا يساعدني أنا وهو في داخل السجن ويمنحني السعادة والأمل".

يمضي أيمن وقته في السجن بممارسة الرياضة والقراءة والتعليم، وكان قبل اعتقاله يعمل كسائق تكسي يتنقل بين المدن الفلسطينية، "كان يحب الطلعات ومشاوير الطبيعة وشم الهوا. الآن دائمًا ما يقول لي إنه عصفور مقيد الجسد حر العقل والفكر، يشتاق طوال الوقت لأن يقود مركبته ويتنقل في شوارع فلسطين" وفق زوجته سهير.

وعن وضعه الصحي قبل إصابته بفايروس كورونا، أخبرتنا العائلة أنه كان يعاني آلامًا مستمرة في ركبتيه، ويعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية أيضًا، ووضعه الصحي يسوء أكثر فأكثر، لذلك كان يحتاج كل فترة التوجه للمستشفى لعمل عملية الجيوب، إلا أن إدارة سجون الاحتلال كانت تماطل في الترتيب للعملية أحيانًا، فيستغرق الأمر من أسبوعين إلى شهر، وهذا يؤثر سلبًا على صحته.


اقرأ/ي أيضًا:

هدايا الأسيرات: فيض حب وأمل حرية

مقالب الأسرى: نعبر عن إنسانيتنا