07-سبتمبر-2023
الرئيس محمود عباس

الترا فلسطين | فريق التحرير

أدانت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، الخميس، تصريحات كان قد أدلى بها الرئيس محمود عباس، في كلمته التي ألقاها أمام المجلس الثوري لحركة فتح أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، وتناولتها القناة 13 الإسرائيلية في برنامج تلفزيوني يوم أمس الأربعاء.

أدان الاتحاد الأوروبي في بيان تصريحات الرئيس محمود عباس، واعتبر أنها "كاذبة وخاطئة جدًا". كما أدانت إدارة جو بايدن للتصريحات "المعادية للسامية والبغيضة والصادمة"

وبحسب ما ورد في البرنامج التلفزيوني، فقد تطرق الرئيس عباس في كلمته إلى المحرقة، وقال:  "هتلر قام بحرق اليهود بسبب دورهم الاجتماعي كمرابين وليس بسبب العداء لليهود"، مضيفًا أن اليهود الأشكناز "لا ينحدرون من بني إسرائيل القدماء بل هم شعب تركي قديم يعرف باسم الخزر، الذين اعتنقوا اليهودية بشكل جماعي. الحقيقة التي يجب أن نوضحها للعالم هي أن يهود أوروبا ليسوا ساميين ولا علاقة لهم بالسامية”.

وتعقيبًا على ذلك، قال تسفيكا يحزيقلي، معلق الشؤون العربية في القناة 13، إن تصريحات عباس هي "امتدادٌ للأطروحات التي يتبناها منذ كان شابًا، التي أنكر فيها المحرقة النازية، وهذه جزءٌ من الرواية الفلسطينية التي تدرس لطلبة المدارس"، مطالبًا المجتمع الدولي، خاصة الدول المانحة، إجبار الرئيس عباس على الاعتذار.

إثر ذلك، أدانت إدارة جو بايدن للتصريحات "المعادية للسامية والبغيضة والصادمة" كما وصفتها المبعوثة الأمريكية الخاصة لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، مضيفة أن عباس "أهان خطابه الشعب اليهودي، وحرّف قضية المحرقة، وأساء وصف الهجرة الجماعية المأساوية لليهود من الدول العربية". وتابعت: "إنني أدين هذه التصريحات وأحث على تقديم اعتذار فوري".

كما أدان الاتحاد الأوروبي في بيان تصريحات الرئيس محمود عباس، واعتبر أنها "كاذبة وخاطئة جدًا". وأضاف بيان الاتحاد الأوربي: "تشويهات تاريخية من هذا القبيل يمكن أن تفاقم التوترات في المنطقة، وهي تلعب لصالح أولئك الذين لا يريدون حل الدولتين. إضافة لذلك، فإنها تغذي معاداة السامية وتشكل إهانة للملايين من ضحايا المحرقة وأٍسرهم".

يُشار أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس عباس انتقادات إسرائيلية وغربية بسبب تصريحات حول المحرقة، ففي عام 2018 أدلى الرئيس بتصريحات مشابهة عندما كان يتحدث أمام المجلس الوطني، حيث قال: "معاداة السامية في أوروبا لم تنشأ بسبب الدين اليهودي". واقتبس كلاما للمفكر الألماني كارل ماركس جاء فيه "المكانة الاجتماعية لليهود في أوروبا وعملهم في قطاع البنوك والتعامل بالربى، أديا إلى اللاسامية التي أدت بدورها إلى مذابح في أوروبا".

لاحقًا، اعتذر الرئيس عباس عن هذه التصريحات في بيان رسمي، قال فيه: "أعتذر للناس الذين شعروا بالإساءة من خلال تصريحاتي أمام المجلس المركزي الفلسطيني، وخصوصا الذين يدينون بالدين اليهودي، أنا أعتذر لهم".