17-أكتوبر-2023
صورة إرشيفية لفلسطيني مسن يعبر من نقطة تفتيش بينما يقف جنود الاحتلال. تصوير حازم بدر

صورة إرشيفية لفلسطيني مسن يعبر من نقطة تفتيش بينما يقف جنود الاحتلال | تصوير حازم بدر

مع بدء طوفان الأقصى، فرضت سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في المنطقة الخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، التي تسمى منطقة (H2).

ما يزيد عن ألف عائلة فلسطينية تعيش في أحياء هذه المنطقة، وأغلق الاحتلال كافة الحواجز الرابطة بين المنازل، والمؤدية للخارج، ولا يسمح للمواطنين بالتنقل إلا في ساعات محددة، وكل من يخرج حياته معرضة للخطر من المستوطنين، ومن غير المضمون السماح لهم بالعودة.

رئيس لجنة إعمار الخليل: الإجراءات المشددة والتضييقات قد يدفع المواطنين إلى الخروج من البلدة القديمة في الخليل، واللجوء إلى أقاربهم، وهو ما يهدف إليه الاحتلال. 

الجهات المختصة اتهمت الاحتلال بمحاولة استغلال الوضع الراهن لتنفيذ مخططه الأوسع، للاستيلاء على منازل الفلسطينيين في تلك المنطقة، وتهجير المواطنين منها بشكل قسري.

يعيش منسق "شباب ضد الاستيطان" الناشط عيسى عمرو في "بيت الصمود" في حي تل ارميدة الواقع ضمن هذه المنطقة، والإجراءات المشددة الجديدة طالته كغيره.

يقول عيسى عمرو لـ"الترا فلسطين"، إن الجيش والمستوطنين بزي عسكري هاجموا المنطقة في اليوم الأول لحرب غزة 2023، وأغلقوا 22 حاجزًا عسكريًا في المنطقة، وتم الإعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة، وفرضوا عليها منع التجول، وحددوا للناس مواعيد للخروج والدخول لإحضار الأكل والمستلزمات.

وأوضح عيسى عمرو، أن الجيش لا يسمح للأهالي بالخروج من منازلهم إلا ساعة واحدة كل 48 ساعة، وهذه الإجراءات تشمل المناطق داخل الحواجز الممتدة من باب الزاوية حتى محيط الحرم الابراهيمي ومحيط كريات أربع. 

وأفاد أن هذه الإجراءات حرمت المواطنين من الوصول إلى مناطق عملهم، والطلبة إلى المدارس، والمرضى من التوجه لأماكن علاجهم، مضيفًا أنه لا يفتح إلا حاجز واحد فقط، وقد يستغرق الانتظار في الطابور أكثر من ساعة ونصف، ومن يخرج من المنزل معرض للخطر من المستوطنين.

وتابع عيسى عمرو، أن المستوطنين يرتدون زي جيش الاحتلال، ويقومون بعمل جولات حول المنازل، التي تعيش فيها حوالي ألف عائلة فلسطينية.

بدوره أفاد رئيس لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، أنه في ظل الأوضاع الحالية، ينتهز الاحتلال الفرصة حتى يضيق الخناق على المواطنين، وفرض منع تجول على جزء كبير من المنطقة، التي تعاني بالأصل من تضييقات بسبب البوابات الحديدية والنقاط العسكرية، مؤكًدا أن ما يجري الآن هو منع تجول، وتحديد زمني لساعات الدخول والخروج. 

الاحتلال انتهز هذه الفرصة للضغط على الفلسطينيين لهجر المنازل، والعيش في مناطق بديلة، إذ تم فتح الحواجز وفق جدول زمني، ولكن لم يلتزم الاحتلال بهذه المواعيد على الأقل مرتين، ما يعني أن من يخرج فمن غير المضمون له أن يعود

وأكد عماد حمدان لـ"الترا فلسطين"، أن الاحتلال انتهز هذه الفرصة للضغط على الفلسطينيين لهجر المنازل، والعيش في مناطق بديلة، إذ تم فتح الحواجز وفق جدول زمني تم تزويد الارتباط والصليب الأحمر به، ولكن لم يلتزم الاحتلال بهذه المواعيد على الأقل مرتين، ما يعني أن من يخرج فمن غير المضمون له أن يعود. 

مضيفًا أن نتيجة لهذه الإجراءات المشددة والتضييقات؛ التي وصلت إلى حد منع إلقاء النظرة من الشباك والوقوف على الشرفة، قد يدفع المواطنين إلى الخروج من المنطقة، واللجوء إلى أقاربهم، وهو ما يهدف إليه الاحتلال.