أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عصر اليوم الاثنين، أن فحص الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين في أيار/ مايو الماضي، لم يتمكن من التوصل إلى نتائج نهائية وحاسمة، بعد تحليل جنائي وباليستي للرصاصة، ولم يتمكن من معرفة مصدر البندقية التي أطلقت الرصاص، بسبب تعرضها إلى أضرار بالغة.
يخالف إعلان الخارجية الأمريكية، كافة التحقيقات المستقلة التي أجريت من قبل وسائل إعلامية عالمية، مثل نيويورك تايمز وسي إن إن وواشنطن بوست
والتحقيق الذي أشرف عليه منسق الأمن الأمريكي مايكل فنزل، أشار إلى أن إطلاق نار من نقطة تمركز للجيش الإسرائيلي على الأرجح كان السبب في استشهاد صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة. لكنه حسب التصريحات الأمريكية لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن إطلاق النار كان متعمدًا، بل جاء نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي "ضد فصيل الجهاد الإسلامي الفلسطيني، والتي أعقبت سلسلة من العمليات في "إسرائيل"، كما جاء في البيان.
وكان منسق الأمن الأمريكي قد تمكن من الوصول إلى كافة التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية.
ويخالف إعلان الخارجية الأمريكية، كافة التحقيقات المستقلة التي أجريت من قبل وسائل إعلامية عالمية، مثل نيويورك تايمز وسي إن إن وواشنطن بوست، بالإضافة إلى مؤسسات حقوقية مثل بتسيلم، وشهادات الصحافيين الذين رافقوا شيرين أبو عاقلة لحظة استشهادها، التي أكدت في كافة التحقيقات على أن مصدر الرصاصة كان جنود جيش الاحتلال، مع التأكيد على أن المقاومين الفلسطينيين لم يتواجدوا في المنطقة المحيطة بالصحفيين ومن ضمنهم أبو عاقلة.
وعقب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، أصدر الجيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا قال فيه "لا يمكن تحديد إذا كانت أبو عاقلة قد أصيبت بنيران المسلحين الفلسطينيين الذين قاموا باطلاق النار في المنطقة بصورة عشوائية ودون تحكم أو بنيران خاطئة من جنود الجيش الإسرائيلي". وأضاف البيان "لقد أكد تحقيق الجيش الإسرائيلي بشكلٍ قاطع وبصورة جازمة بأنه لم يتم توجيه إطلاق النار من قبل قواتنا تجاه أبو عاقلة بشكل متعمد".
أتاح بيان الخارجية الأمريكية المجال أمام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس من أجل التنصل من المسؤولية عن اغتيال أبو عاقلة وإلقاء اللوم على الفلسطينيين
وأتاح بيان الخارجية الأمريكية المجال أمام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس من أجل التنصل من المسؤولية عن اغتيال أبو عاقلة وإلقاء اللوم على الفلسطينيين، الذي قال إن "المسؤولين عن الحادث هم في المقام الأول المسلحون الذين يعملون من بين السكان المدنيين. من واجب جنود الجيش وقادتهم حماية المستوطنين ولهم كل الدعم من المستوى السياسي لأداء مهمتهم، نحن نحافظ على طهارة السلاح ونفعل ما لا يفعله أي جيش لتجنب إيذاء المدنيين".