24-يناير-2023
التقرير الاستراتيجي لإسرائيل خلال 2023.. تحديّات وفرص

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

خلص تقرير التقييم الاستراتيجي لـ "إسرائيل" لعام 2023، إلى أن الساحة الفلسطينية هي الساحة الأكثر قابلية للانفجار في هذا العام، وأنّ الخطر الاستراتيجي الذي يواجه دولة الاحتلال يكمن في الإضرار بالعلاقات بين تل أبيب وواشنطن.

التقرير الذي أعدّه باحثون في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، يقدّم تحليلًا شاملًا للبيئة الاستراتيجية لـ "إسرائيل" من وجهة نظر الأمن القومي الإسرائيلي، وبما يتضمّن الإشارة للتهديدات والفرص المحتملة 

ويتحدث التقرير بالتفصيل، عن 3 تهديدات تواجه "إسرائيل" في العام 2023، وأن أكثرها إلحاحًا هو الساحة الفلسطينية، وانهيار السلطة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية لكن ذلك ليس أكبر خطر رغم أنه الأكثر عرضة للانفجار في هذه المرحلة، واستمرار بقاء السلطة الفلسطينية، رغم ما تعانيه من مشاكل وما يعتريها من عيوب، هو مصلحة إسرائيلية واضحة.

والتهديد الثاني وفق التقرير هو برنامج إيران النووي، وتمت الإشارة له بأنه أخطر تهديد خارجي محتمل لـ "إسرائيل"، ويدعي التقرير أن المشروع النووي الإيراني يشكل أخطر تهديد خارجي محتمل، وهو الآن في أخطر مراحله على الإطلاق، وهو قريب جدًا من أن يجعل إيران دولة على عتبة الحصول على قدرات نووية عسكرية، ويضاف إلى ذلك مواصلة المساعي الإيرانية لتعزيز وجودها في المنطقة.

أمّا التهديد الثالث الذي يواجه "إسرائيل" فيتمثّل -وفقًا للتقرير الاستراتيجي- بالمس والإضرار بالعلاقات السياسية الإسرائيلية والأمريكية. ويرى معدو التقرير أن الخطر الاستراتيجي الأهم الذي يتوجّب على "إسرائيل" تفاديه، يكمن في خطر لحاق الضرر بالعلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة ومع الدول الغربية، إذ إن اشتداد الاستقطاب والتطرف على جانبي المعسكرين السياسيين داخل الولايات المتحدة -الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري- يؤدي إلى تأكل النظام السياسي الداعم لـ "إسرائيل".

وأبرز التقرير ما وصفه بـ "تصاعد قوة التيار التقدمي في الولايات المتحدة" زاعمًا أنه ينكر شرعية "إسرائيل" والصهيونية التي يعتبرها تجليًا للتفوّق العرقي للبيض والكولونيالية، وانتشار هذا التيار في أوساط الشباب الأمريكي بجانب تعزيز معاداة السامية والعنصرية، يشكل تحديًا للشرعية والمكانة التي تتمتع بها "إسرائيل" في الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة. 

ويرجع التقرير أيضًا إمكانية لحاق الضرر بالعلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي لمخطط إضعاف الجهاز القضائي في "إسرائيل" من جانب حكومتها، إلى جانب تغيير نمط العلاقات مع السلطة الفلسطينية.

وبحسب التقرير فإنه بالإضافة إلى التهديدات الخارجية، فإن الاستقطاب الاجتماعي يزداد سوءًا في "إسرائيل"، ما يضعف المناعة الاجتماعية، الأمر الذي يتطلّب الحفاظ على نظام التوازنات الديمقراطي الأساسي مع التأكيد على استقلالية النظام القضائي.

بعد استعراض التهديدات، ماذا عن الفرص؟

ويشخص التقرير العديد من الفرص الاستراتيجية لـ "إسرائيل" في العام الجاري، ومنها توسيع التعاون في مجالات الدفاع والاستخبارات والتكنولوجيا مع الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط، وانتهاز ذلك باعتباره فرصة لزيادة حجم الصادرات وتطوير الصناعات العسكرية.

كما يطرح التقرير توصيات على الصعيد الاستراتيجي، أهمها اتّخاذ إجراءات فعّالة بغية الحفاظ على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة، وتعزيز التنسيق الوثيق والحميم مع الولايات المتحدة بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني، والحفاظ على استمرار الاتصالات مع قيادة السلطة الفلسطينية، والتأهب لرد عسكري على حزب الله.

وتسلم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، أمس الإثنين، تقرير التقييم الاستراتيجي لـ "إسرائيل" - 2023 من قبل باحثي معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، برئاسة رئيس المعهد، البروفيسور مانويل تراختنبرغ، ومدير المعهد الجنرال احتياط تمير هيمان.

وعقّب هرتسوغ على التقرير بالقول: "الساحة التي تثير القلق بشكل خاص هي الساحة التي تسمى الساحة الداخلية في التقرير، وأمن دولة إسرائيل وثيق الصلة بقوتها الوطنية. نحن نعيش في فترة أزمة ونزاع داخلي خطير، لكننا قادرون على التعاطي واحتواء أعمق الخلافات".

وقال مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تمير هيمان إن ميزان الأمن القومي الإسرائيلي مع بداية 2023 مستقر وإيجابي، وفيما يتعلق بأعدائها، فإن "إسرائيل" قوية من حيث القدرة العسكرية ومن حيث مكانتها الدولية، واليوم "تعد المناعة الاجتماعية الداخلية لإسرائيل قوية مقارنة بمنافسيها".