23-أبريل-2018

كشف العميل الذي تسبب في اغتيال المهندس يحيى عياش، تفاصيل جديدة عن عملية الاغتيال، مبينًا أنه يعيش في رعب بسبب الإنذارات المتكررة عن نية حماس تصفيته، مؤكدًا أن إسرائيل سحبت منه كل الامتيازات بعد افتضاح أمره وانتهاء العملية.

وظهر العميل في لقاء تلفزيوني هو الأول من نوعه، بثّته القناة الإسرائيلية الثانية، كشف فيه تفاصيل عن العملية، وأشار إلى أنه "قدم كل ثروته (20 مليون دولار) من أجل السلام"، إذ صادرتها السلطة الفلسطينية، لكنه بعد ذلك حاز معاملة سيئة من الإسرائيليين الذين رفضوا حتى منح الجنسية الإسرائيلية لزوجته.

العميل المتسبب باغتيال يحيى عياش يكشف عن فشل محاولة أولى لاغتيال عياش بسبب خلل في القنبلة

وبيّن العميل أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" لم يثق به ولم يطلعه على زرع عبوة ناسفة لاغتيال المهندس في الهاتف المحمول الذي أعطاه لابن اخته أسامة حماد رفيق يحيى عياش خلال الدراسة في جامعة بيرزيت.

اقرأ/ي أيضًا: العياش في حارتنا

وقال: "كان يحيى عياش وحماس أذكياء، فلم ينم في أي منزل أكثر من ليلة، وكان يتنكر بزي امرأة منقبة تحمل اسم أم حسن، وكان يصل منزل أسامة حماد للاتصال بوالده، فأسامة كان الشخص الوحيد من غزة الذي كان يعرفه عياش شخصيًا".

ويشرح تكليفه بالمهمة مبينًا أنه التقى بضباط في "الشاباك"، أحدهم يسمي نفسه "أبو نبيل"، وقد علم لاحقًا أنه آفي ديختر، الذي أصبح رئيسًا لـ"الشاباك"، ثم وزيرًا، وقد أبلغه بأن عياش يعرف ابن أخته، وأن أخته كانت تذهب إلى بيرزيت لزيارة ابنها حيث يدرس، وقد تعرفت هناك بعياش.

وأشارت القناة الثانية إلى أن عياش تحول إلى شبح بعد أن نجح بالإفلات من قبضة جيش الاحتلال و"الشاباك" على مدار ثلاث سنوات في الضفة الغربية التي كانت منطلقًا للهجمات التي دبرها في الأراضي المحتلة عام 48، موضحة أن عياش، عندما اشتد الخناق عليه في الضفة لجأ إلى غزة، وقد انضم لمساعدته رفيق الدراسة أسامة حماد، ابن أخت العميل.

وأضافت أن عياش اختفى في غزة عن أنظار "الشاباك" معتمدًا على شبكة مساعدين بناها هناك، وقد اعتاد على الاتصال بوالده هاتفيًا كل يوم جمعة، من خلال هاتف أسامة حماد، وعندما علم "الشاباك" بذلك قرر تلغيم الهاتف المحمول، لكن المحاولة الأولى لتنفيذ الاغتيال بهذه الطريقة باءت بالفشل.

يكشف العميل أنه سلّم الهاتف المحمول لـ"الشاباك" لتلغيمه، ثم سلّمه لابن أخته. في ذلك الحين، أنجب عياش طفلاً من زوجته التي انتقلت للإقامة في غزة، وكان يريد إبلاغ والده بالخبر من خلال هاتف حمّاد كما جرت العادة. آنذاك، كانت طائرة أباتشي تحلق في سماء المكان لتفجير الهاتف عن بعد، ولكن انقطاع أحد أسلاك القنبلة حال دون انفجار العبوة، لينجو عياش من الاغتيال.

يؤكد العميل أن "الشاباك" لم يبلغه بتلغيم الهاتف، لكنه طلب منه إحضار الهاتف مجددًا، فأعاد تلغيمه ثم التشويش على اتصالات عياش بوالده عبر الهاتف الأرضي، لضمان لجوئه إلى الهاتف الملغّم، وهذا ما حدث بالفعل.

إسرائيل ترفض منح جنسيتها لزوجة العميل الذي أسهم في اغتيال عياش، وتمنعه من لقاء أي مسؤول خلافًا لما اعتاد قبل الاغتيال

يقول العميل: "بعد أن اتصل عياش بوالده وقال له السلام عليك يا والدي، ضاع عياش. رأسي توقف عن العمل، لقد تفجر رأسي، فرحت جدًا، ولكن الفضيحة كانت من نصيبي". إثر ذلك أرسل شقيقه إلى منزل أختهما لاستطلاع الأخبار، وهناك اعترضه محمد الضيف وصادر بطاقة هويته الإسرائيلية، فاتصل العميل مع محمد دحلان - الذي كان مسؤولاً أمنيًا في السلطة - طالبًا منه إعادة الهوية، فتعهد له بذلك.

ويشير العميل إلى أنه فقد كل أمواله، وأنه يعيش في حالة رعب متواصل منذ اغتيال عياش، إذ يطلب منه "الشاباك" باستمرار الحرص على إغلاق نوافذ منزله خشية تصفيته، مضيفًا أنه قبل انكشاف أمره وانتهاء المهمة كان يستطيع الحديث مع أي مسؤول رفيع في إسرائيل، لكنه الآن لم يعد قادرًا على الحديث حتى مع موظفات هامشيات.


اقرأ/ي أيضًا:

فيديو | هكذا تُكافئ إسرائيل من خانوا بلادهم

عدنان الغول.. نصف المقاومة الفلسطينية

أبو هنود صياد النخبة الإسرائيلية