07-مارس-2018

نتنياهو بالنسبة لـ"الليكود" هو "ملك إسرائيل" - Getty

على الرغـــم من تسارع وتيرة التطورات في التحقيقات الجنائية التي تلاحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تظهر نتائج استطلاعات الرأي العام ذات المصداقية على المستوى الإسرائيلي نجاح حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، في الاحتفاظ بالحكومة إن اجريت انتخابات عامة مبكرة في "إسرائيل".

وحتى الآن، تظهر قواعد "الليكود" وقيادته تماسكًا حزبيًا، إذ لم يجرؤ أي من منافسي نتنياهو الداخليين على إطلاق أي تصريح ضده، وهذا يعود لعدم يقينهم حتى الآن بأن ملفات الفساد ستطيح بزعيمهم، ونتيجة فهمهم لطبيعة حزبهم الذي يعتبر امتدادًا لحركة "حيروت"، وهي حركة ملكية، أي أن من كان  يترأسها يعتبر ملكًا في نظر أتباعه، فمن صفات "الزعيم" وفقاً لاعتقادهم أن يكون كارزماتي، وقد كانوا يلقبون مناحيم بيغين بـ"ملك إسرائيل"، ولاحقًا أسبغوا هذا اللقب على شارون، وأخيرًا نتنياهو.

منافسو نتنياهو داخل حزب "الليكود" لا يطلقون تصريحات ضده لاعتقادهم أن ملفات الفساد قد لا تطيح به

صحيح أن التسريبات والمعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام العبرية حول فساد نتنياهو وأسرته ترسخ قناعة لدى قطاعات في إسرائيل مفادها أن نتنياهو لا يصلح لإدارة سدة الحكم، ولكن تلك القطاعات أصلاً ليست من مصوتي حزب "الليكود" التقليديين الذين يرون في نتتنياهو تجليًا لنجاح حزبهم في إدارة الدولة.

يقول المراسل السياسي حنان كرستيال، إن التأييد الذي يحظى به الليكود يشبه التأييد الذي تحظى به فرق كرة القدم، فالولاء يكون شاملًا حتى عندما يرتكب فريق كرة القدم خطأ. يضيف، "حتى لو حصل رئيس الوزراء على شمبانيا وسجائر فإنه يظل رئيس فريقنا، وبهذه الطريقة يفكر مصوتي حزب الليكود".

وإذا ثبت فساد نتنياهو، فهذا قد لا يعني بالنسبة للإسرائيليين أنه رئيس وزراء فاشل؛ وفقًا لمنطق الأرقام في الميدان الاقتصادي. ومع ذلك، في حال نجحت الشرطة في تقديم أدلة للمحكمة تدين نتنياهو، فإن مصيره سيكون السجن، ليحل مكانه في قيادة الحكومة سواء أُجريت انتخابات أم لا، واحد من ثلاث قيادات في حزبه، هم غدعون ساعر، ويسرائيل كاتس، ويولي أدلشتاين.

وتظهر استطلاعات الرأي العام التي أُجريت مؤخرًا في إسرائيل، أن كتلة اليمين ستكون الفائزة على أي حال في الانتخابات المقبلة. وبالنسبة للفلسطينيين، فإن بدائل نتتنياهو سواء من حزب "الليكود" أو أي حزب يميني آخر، لن تكون أفضل، ولن تختلف توجهاتها كثيرًا عن التوجهات التي يحملها نتنياهو بخصوص الملف الفلسطينيي، بل إن خليفة نتيناهو يدرك تمامًا أن مواقف نتنياهو المتصلبة في الملف الفلسطيني، كانت أحد أسباب نجاحاته الاقتصادية، وفي العلاقات الخارجية، وفي البقاء في الحكم كذلك.


اقرأ/ي أيضًا:

الخناق يضيق على نتنياهو.. أمامه 4 احتمالات

4 محطات ستحسم مصير نتنياهو

ما هو مستقبل نتنياهو في ظل شبهات الفساد