منذ السابع من أكتوبر، يستغل المستوطنون المتطرفون، العدوان الإسرائيلي على غزة، للاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
إذ تم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى المناطق الفلسطينية الزراعية القريبة من المستوطنات بالسواتر الترابية، سواء من قبل المستوطنين أو جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما حرم الفلسطينيين من أهم موسم زراعي لهم، وهو موسم قطف ثمار الزيتون.
سموتريتش وحزبه يسعيان إلى إلغاء موسم قطف الزيتون في المناطق القريبة المستوطنات
وبحسب مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود، فإن هناك 134 ألف دونم من الأراضي الزراعية القريبة من المستوطنات، و295 ألف دونم من الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، التي يمر المزارعون عبر البوابات للوصول إليها، قد تم منع الفلسطينيين من الوصول إليها لقطف ثمار الزيتون هذا العام.
وأفاد داوود لـ"الترا فلسطين"، بأن مساحة هذه الأراضي القريبة من المستوطنات أو تلك الواقعة خلف الجدار، والتي لم يصل إليها المزارعون، ويصل إلى نحو 430 ألف دونم، وهو ما يهدد مصير هذه الأراضي.
يترافق مع منع الفلسطينيين الوصول إلى أراضيهم، دعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قبل يومين، إلى إنشاء "مناطق أمنية حول المستوطنات في الضفة الغربية ومنع العرب من الاقتراب منها"، في دعم لرئيس اللجنة الفرعية للضفة الغربية في الكنيست، المستوطن تسيفي سوكوت، الذي طالب بنفس التوجه.
ويقول مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي، إن منع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم ليس بجديد، ولكن ما كان يجري هو في حالات معينة، أما اليوم فظهر بشكل كبير خلال الحرب، وبالتالي هناك تخوفات على مصير هذه الأراضي بأن تصادر بشكل نهائي.
ويؤكد التفكجي لـ"الترا فلسطين"، أن إسرائيل عندما قامت ببناء الجدار كانت ترسم حسب مخطط إسرائيلي واضح لترسيم الحدود من جانب واحد مع أي دولة فلسطينية ستقام مستقبلًا.
وتابع، بأن إسرائيل عندما قامت ببناء الجدار هي عمليًا كانت تضم الأراضي، ولكن دون الإعلان عن ذلك، وجرى الاتفاق حينها بأنه سيتم فتح بوابات للمزارعين، ولكن بنفس الوقت يستغلوا هذا الموضوع لإغلاق البوابات، لأنه حسب النظام العثماني في حال تركت الأرض 3 سنوات وعلى اعتبار أنها كانت أراضي دولة تعود ملكيتها للدولة، وهو ما تقوم به إسرائيل، كي تصنف هذه الأراضي بأنها أراضي دولة، حيث كانوا يسمحوا للمزارعين بدخول الأراضي مرة في الأسبوع، ومن ثم مرة في الشهر، وبعدها مرة العام، والآن تم منعهم، ولا ندري متى سيسمح لهم بالعودة للأراضي، وهذا فيما يتعلق بالأراضي الواقعة خلف الجدار.
أما فيما يتعلق بالمستوطنات، بحسب التفكجي، فإن مفهوم المستوطنة غير معروف، إن كان هو المنطقة المبنية، أو منطقة المخطط الهيكلي، أو مناطق النفوذ كاملة.
وأوضح، أن ما يجري اليوم هو السيطرة على كامل مناطق نفوذ المستوطنة، وليس المخطط الهيكلي أو المنطقة العمرانية، فمساحة البناء قد تكون 100 دونم، والمخطط الهيكلي قد يكون 1000 دونم، أما منطقة النفوذ فتكون 10 آلاف دونم.
وعلى سبيل المثال، مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق القدس، فإن المنطقة المبنية فيها هي 10 كم مربع، والمخطط الهيكلي 35 كم مربع، أما مناطق النفوذ فهي تصل لحدود البحر الميت شرقًا.
بالتالي، فإن القضية أخطر من ذلك، لأن عدد المستوطنين في الضفة الغربية زاد منذ عام 1992 من 110 آلاف إلى أكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، وهؤلاء بدأوا يقودوا معركةً لترحيل الفلسطينيين، وهذا ما يحدث على الأرض، سواء ما حدث في حوارة أو أكثر من منطقة بالتحديد في منطقة جنوب غرب نابلس، وهي منطقة تشتهر في الزيتون حيث يتم حرق الزيتون وإعدامه وطرد المزارعين، وبحسب التفكجي.
أما ما يحدث الآن هذه الأيام فهو استغلال الظروف الدولية والحرب والتأييد الدولي لـ"إسرائيل"، وبدأوا بتنفيذ مشروعهم لضرب الفلسطينيين من كافة النواحي.