15-ديسمبر-2022
الوزير الإسرائيلي عومير بارليف

الوزير الإسرائيلي عومير بارليف

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

كشفت وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المنصرف، عومر بارليف، على الهواء مباشرة، عن وثيقة مصنّفة على أنّها "سرية للغاية"، تؤكد أنه لم يصدر تعليمات لشرطة الاحتلال بحظر استخدام بندقية القنص القاتلة "روجر" داخل المسجد الأقصى المبارك.

سبق أن استخدمت شرطة الاحتلال هذه البندقية في القدس المحتلة لقمع انتفاضة القدس عام 2015 

وجاءت أقوال عومر بارليف التي اقتبسها من وثيقة سرية لشرطة الاحتلال ردًا على وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي لم يتسلّم مهام منصبه بعد، ايتمار بن غفير، ادعى فيها أن بارليف وضع قيودًا على الشرطة فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات في المسجد الأقصى.

أحد عناصر الاحتلال يصوّب بندقية من نوع "روجر" نحو متظاهرين في ترمسعيا - 2014 (بتسيلم)
أحد عناصر الاحتلال يصوّب بندقية من نوع "روجر" نحو متظاهرين في ترمسعيا - 2014 (بتسيلم)

وكانت قناة الكنيست التلفزيونية تبث الجلسة المخصصة للتمهيد لنقل الصلاحيات من الوزير المنصرف بارليف إلى الوزير الجديد ايتمار بن غفير، علمًا أنه تم تغيير اسم الوزارة إلى وزارة الأمن القومي بدلًا من وزارة الأمن الداخلي.

وتطرّق الوزير بارليف، أثناء كلمته، للحديث عن تعليمات سرية خاصة بطرق عمل جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" داخل المسجد الأقصى المبارك مشيرًا إلى أنه لم يفرض أي قيود بهذا الشأن، وحذفت الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام هذا المقطع.

وقرأ الوزير المنصرف بارليف خلال النقاش تقييمًا للأوضاع عشية مسيرة الإعلام الاستفزازية الأخيرة في القدس، للرد على اتهام ايتمار بن غفير قائلًا: "أنا لم أصدر أوامر بمنع استخدام القنابل الصوتية في المسجد الأقصى بل اشترطت، أن لا يتم ذلك إلّا بموافقة صريحة من قائد المنطقة. فالوضع في القدس وفي "إسرائيل" على وجه الخصوص متفجِّر للغاية، وفي ضوء ذلك يجب استخدام فقط إجراءات (الفا) وهي إجراءات تفريق التظاهرات بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واستخدام بندقية روجر".

سارع القائد العام لشرطة الاحتلال، يعقوب شبتاي، للمطالبة بحذف تصريح بارليف، ومنع نشره

وعلّقت حركة "السلام الآن" على ما كشفه بارليف، على حسابها في تويتر، بالقول: "الوزير بارليف، كشف معلومات سريّة: إسرائيل تطلق الرصاص الحي وتقتل فلسطينيين"، في إشارة لاستخدام بندقية القنص الفتّاكة "روجر".

وسبق أن استخدمت شرطة الاحتلال هذه البندقية في القدس المحتلة لقمع انتفاضة القدس عام 2015 بعد مصادقة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية آنذاك؛ يهودا فاينشتاين على قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي باستخدامها.

وسارع القائد العام لشرطة الاحتلال، يعقوب شبتاي، للمطالبة بحذف المقطع ومنع نشره.

وبندقية "روجر" أمريكية الصنع مزوّدة بمنظار قنّاص الأمر الذي يجعلها دقيقة جدًا في التصويب، ويتم فيها استخدام رصاص حيّ من عيار (0.22 ميليمترًا)، وهي من صناعة شركة Sturm Ruger & Company التي تعتبر رابع كبريات شركات تصنيع السلاح الفردي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشار إلى أنّ اللجنة القضائية التي تشكلت في "إسرائيل" للتحقيق بقتل الشرطة الإسرائيلية 13 فلسطينيًا من حملة الجنسية الإسرائيلية مع اندلاع الانتفاضة الثانية انتقدت استخدام هذه البندقية في قمع الاحتجاجات، وأظهرت التحقيقات أن معظم الشهداء داخل الخط الأخضر ارتقوا برصاص بندقية "روجر".

وثيقة أعدّها قسم الحراسات في شعبة العمليات بجيش الاحتلال: بندقية روجر سلاح قاتل، ولا يجوز استخدامها إلّا بحال "طرأت ظروف عملياتية تبرر إطلاق نار حي"

وتشير وثيقة أعدّها قسم الحراسات في شعبة العمليات بجيش الاحتلال إلى أن بندقية روجر سلاح قاتل، ولا يجوز استخدامها إلّا بحال "طرأت ظروف عملياتية تبرر إطلاق نار حي".

وبحسب المعطيات الإسرائيلية فإن عناصر جيش الاحتلال وشرطته استخدموا هذه البندقية خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة الثانية بحجة تفريق التظاهرات، ما أدى لوقوع عدد كبير من الشهداء في صفوف الأطفال والشبان في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر.

وفي أعقاب ارتفاع عدد حالات القتل الوفاة الناجمة عن الإصابة برصاص بندقية روجر اتّخذ النائب العام العسكري بجيش الاحتلال اللواء مناحيم فينكلشتاين قرارًا في ديسمبر 2001، يقضي باعتبار بندقية روجر سلاحًا للقتل، ثم عاود جيش الاحتلال وشرطته استخدام البندقية بعد أن توقف عن استخدامها في الضفة الغربية بحسب مزاعمه، خلال قمع المسيرات التضامنية مع قطاع غزة أثناء العدوان الموسّع الذي شنه عليها عام 2009.