12-مايو-2024
عملية طوفان الأقصى

تبين أن السياج الأمني مع غزة شبه وهمي فقد اختراقه في 44 نقطة

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكد تحقيقٌ لصحيفة "هآرتس"، أن الفشل الكبير في التصدي لعملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، يعود إلى سياسة الاستخفاف بإمكانيات حركة حماس العسكرية، التي سادت في الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك وجهاز الاستخبارات، ورافقها قمع كل الأصوات التي تحذر من نية حركة حماس اقتحام المستوطنات.

كل الأصوات التي تحدثت عن سيناريو اقتحام المستوطنات تم إسكاتها ولم تُمنح أي منصة للتحدث، بدءًا  من جهاز استخبارات قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، وفرقة غزة، وحتى هيئة الأركان

واستعرض تحقيق "هآرتس" جانبًا من التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي داخليًا حول الإخفاقات التي قادت إلى طوفان الأقصى، مبينًا أن قطاع الأمن بأكمله، كان يتعامل مع حركة حماس على أساس أنها غير قادرة على "غزو إسرائيل بريًا"، وأن أكثر ما يمكن أن تفعله هو إطلاق صواريخ بعيدة المدى.

وأوضح تحقيق "هآرتس"، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أوقفت بعد مواجهة أيار 2021 (درع القدس - حارس الأسوار) جمع المعلومات الاستخبارية حول التشكيلات التنفيذية الدنيا في حماس، وكوادر كتائب القسام، واكتفت بالتركيز على عدد قليل من الأشخاص الذي يشغلون مواقع قيادية عليا. ونتيجة لذلك، تم تحويل مصادر جمع المعلومات الاستخبارية للتعامل مع الصواريخ، وتكريس الجهد الاستخباري في مجال التعقب والرصد بعيدًا عن رجال حماس الميدانيين.

ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها قوله: "لم تكن لدينا مخاوف من إمكانية التسلل إلى المستوطنات أو احتلالها، لقد كانت هذه الفرضية ضمن سيناريوهات لم يصدقها أحد ولم يتعاطى أحدٌ معها بشكل جدي."

وتؤكد مصادر "هآرتس"، أن كل الأصوات التي تحدثت عن سيناريو اقتحام المستوطنات تم إسكاتها ولم تُمنح أي منصة للتحدث، بدءًا  من جهاز استخبارات قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، وفرقة غزة، وحتى هيئة الأركان، كما أن الجيش قلص عدد تشكيلات الأقسام والوحدات، وفي النهاية لم يبق إلا وحدة واحدة تضم ثلاثة ضباط وكانت مهمتها تعقب بعض كبار قادة حماس وليس أكثر.

وأوضح التحقيق، أن كل المحاولات لإدخال أشخاص محددين من كوادر حركة حماس في نطاق الأسماء الواجب تعقبها لم تجد من يستمع إليها، وأحد هؤلاء الأشخاص هو علي قاضي، وهو قائد كتيبة في جباليا، تبين أنه قادة عشرات المقاتلين في اقتحام مقر لفرقة غزة يوم السابع من أكتوبر.

وبحسب تحقيق "هآرتس"، فإن الفشل الاستخباراتي في عملية طوفان الأقصى بدأ منذ 21 أيار/مايو 2021، عندما انتهت مواجهة (درع الأقصى/حارس الأسوار)، ودخلت سياسةٌ جديدةٌ حيز التنفيذ، تقوم على أن الجدار الذي أقامه الجيش تحت الأرض بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف يحول دون أي محاولة من حماس لاقتحام المستوطنات، وأن كل ما تبقى على الجيش القيام به هو التصدي للصواريخ.

وأضاف التحقيق، أن عملية طوفان الأقصى أظهرت أن السياج الفاصل بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف "شبه وهمي"، فقد تمكن مقاتلو حماس من اختراقه في 44 نقطة، في حين أن وزير الجيش بيني غانتس، وهو عضو مجلس الحرب حاليًا، كان قد أعلن قبل عامين أن "منطقة غلاف غزة هي مشروع تكنولوجي وإبداعي هو الأول من نوعه"، وذلك في تعقيبه على إنشاء السياج الفاصل.

وتابع: "يبدو أن الجيش الإسرائيلي لم يأخذ في الاعتبار على الإطلاق احتمال أن يكون السياج الجديد أقل إحكامًا مما كان متوقعًا، أي ماذا سنفعل إذا نجحت حماس في اختراقه؟".

الجيش عندما يصل -أثناء معركة طوفان الأقصى- إلى قائد كتيبة أو فصيل في حماس وينجح في اغتياله، يحتفل بذلك، ثم يجعل من هذا الشخص قائدًا كبيرًا، ومسؤولاً عن عملية طوفان الأقصى

ورغم أن الاستخبارات الإسرائيلية، قبل طوفان الأقصى، ركزت على تتبع قيادات من مستوى معين في حماس، إلا أن بعض هؤلاء القادة مايزالون على قيد الحياة بعد أكثر من 6 شهور من الحرب، وفق ما أفاد به ضابطٌ في الاستخبارات لصحيفة "هآرتس"، مضيفًا أن الجيش "يفعل الآن ما لم يفعله حينها، فهو يبحث عن كل قصاصة من المعلومات حول قائد كتيبة أو فصيل في حماس".

وأكد ضابط الاستخبارات، أن الجيش عندما يصل -أثناء معركة طوفان الأقصى- إلى قائد كتيبة أو فصيل في حماس وينجح في اغتياله، يحتفل بذلك، ثم يجعل من هذا الشخص قائدًا كبيرًا، ومسؤولاً عن عملية طوفان الأقصى، رغم أن قبل السابع من أكتوبر لم يكن أحدٌ من قادة الاستخبارات يريد أن يسمع عن هؤلاء أي معلومة.