الترا فلسطين | فريق التحرير
عبّرت مؤسسات حقوقيّة عن اعتراضها على آلية تعامل منظمة الصليب الأحمر الدولي مع قضية الأسرى الفلسطينيين، وعدم قيامه بأي زيارة لهم منذ السابع من أكتوبر، في ظل تعرّضهم لهجمة كبيرة وتنكيل غير مسبوق.
رئيس نادي الأسير: يتذرّع الصليب الأحمر بأن الاحتلال يضع أمامه عراقيل تحول دون معرفة أحوال الأسرى.. لماذا يكتفي الصليب الأحمر بالصمت؟ ولا يعلن حقيقة ما يمارسه الاحتلال
وبخلاف ما جرت العادة منذ سنوات، نظّمت فعاليات الأسرى والأهالي وقفتهم الأسبوعية المساندة للأسرى يوم الثلاثاء أمام مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة، وليس أمام مقرّ الصليب الأحمر، كرسالة احتجاج على دور الصليب الأحمر، المتّهم بالتقصير في ملف الأسرى.
رئيس نادي الأسير: دور الصليب الأحمر لم يرتق للمستوى المطلوب
وقال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري لـ "الترا فلسطين" إن دور الصليب الأحمر لم يرتق للمستوى المطلوب منه كمؤسسة دولية حقوقية موجودة في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فإن عدم تمكن الصليب الأحمر من زيارة الأسرى منذ 4 أشهر يظهر عجز هذه المؤسسة الدولية عن القيام بدورها.
وأكد زغاري أن هذه المؤسسة لها صلاحيات أكثر بكثير من كل المؤسسات الفلسطينية الموجودة في الأراضي الفلسطينية للضغط على الاحتلال في ملف الأسرى كونها منظمة دولية. ويجب عليها أن تستخدم كل صلاحيتها وعلاقتها مع الدول للضغط على الاحتلال لكشف ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وجرائم داخل السجون.
وأفاد زغاري، أن هذا ما دفعهم مؤسسات أسرى للضغط على الصليب الأحمر من أجل أن ينهض من حالة العجز التي يمر بها. وبين أن الصليب الأحمر يتذرع بأن الاحتلال يضع أمامه عراقيل، وإذا كان هناك عراقيل من قبل الاحتلال فعلًا، فلماذا يكتفي الصليب الأحمر بالصمت؟ المطلوب الخروج من حالة الصمت، والإعلان بشكل رسمي وعلني أنّ الاحتلال يعرقل عمله، ويمنعه من القيام بدوره. لا أن يبقى صامتًا.
وبالتالي بحسب زغاري، جرى نقل مكان الاعتصام من أمام مقر الصليب الأحمر بسبب شعور المؤسسات والأهالي أن الصليب الأحمر لا يقوم بدوره مع حالة القلق التي يعيشها الأهالي، وما يردهم من معلومات حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى.
نقلت مؤسسات وأهالي الأسرى مكان الاعتصام الأسبوعي من أمام مقرّ الصليب الأحمر، احتجاجًا على تقاعسه
أما عن الخطوات التي سيقومون بها، قال زغاري إن مؤسسات الأسرى ستتدارس الأمر لتبلور موقفًا للإعلان عنه خلال الفترة القادمة.
أمين الشلة: بعد 7 أكتوبر الصليب الأحمر بلا مضمون
ووصف عضو نقابة المحامين ومسؤول ملف الأسرى فيها أمين الشلة، منظمة الصليب الأحمر بأنها باتت بعد 7 أكتوبر، مؤسسة "بلا مضمون". وأشار في حديثه لـ "الترا فلسطين" إلى أن لديهم ومنذ سنوات تساؤلات وملاحظات حول عمل وأداء الصليب الأحمر في فلسطين، فيما يخص ملف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
وخلال الأشهر الأخيرة، بات ظاهرًا أن الصليب الأحمر أصبح يخالف الدور الذي تأسس من أجله، للعمل في مناطق النزاعات المسلحة. وقال الشلة إن الصليب الأحمر كان مكلّفًا بمتابعة ملف الأسرى لكنّه لا يقوم بدوره المنوط به بموجب الاتفاقيات الدولية.
وأشاد الشلة بموقف مؤسسات الأسرى، وطالب بقطع العلاقات مع الصليب الأحمر وإغلاق مكاتبه في فلسطين، على حدّ قوله.
وقال إنّ هناك انعدامًا للمعلومات بشأن الأسرى، وتحديدًا أسرى قطاع غزة، والصليب الأحمر لا يتابع بشكل مطلق. بالتالي، وفي قد نصل لمرحلة نتهم الصليب الأحمر ليس بالقصور فقط، بل بشرعنة أعمال الاحتلال.
ويتهم عضو نقابة المحامين ومسؤول ملف الأسرى فيها، الصليب الأحمر بعدم الردّ على مخاطباتهم. وطالب المؤسسات المختصّة بقضايا الأسرى برفع صوتها، رفضًا لتقاعس الصليب الأحمر عن القيام بدوره. وتساءل: "إذا بقي الحال على ما هو عليه، لماذا الصليب الأحمر؟ ما الداعي لوجوده؟".