تتنافس 6 قوائم مستقلة على مقاعد مجلس بلدية البيرة، خلال المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي ستجري يوم السبت 26 آذار/ مارس الجاري.
وبالرغم أن هذه القوائم أعلنت تشرحها بصفحة مستقلة، إلا أن ما بين ثنايا تشكيلها، يكشف عن تحالفات عائلية وحزبية ومناطقية.
عند الحديث عن الانتخابات في البيرة يبدو واضحًا مدى تأثير العائلات في تشكيلة القوائم المتنافسة
وتعدّ بلدية البيرة من البلديات "الأغنى" في الضفة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألفًا بينهم 21440 ممن يحق لهم الاقتراع.
ومنذ قدوم السلطة الفلسطينية أجريت الانتخابات المحلية ثلاث مرات، وفي المرات الثلاث كان رئيس البلدية في البيرة واحدًا من عائلاتها، وكانوا على الترتيب: جمال الطويل، فوزي عباد، عزام اسماعيل قرعان، وهذه المرة في 2022، ستكون الرابعة.
وبدا لافتًا أنّ غالبية أعضاء المجلس البلدي الأخير، عادوا للترشّح من جديد، البعض منهم بنفس التحالفات والقوائم، والبعض شكلوا قوائم جديدة.
اقرأ/ي أيضًا: كيف أُنزلت مدينة البيرة عن عرش عراقتها؟
وبالحديث عن القوائم، ترشّحت القائمة رقم (1) باسم "البيرة الزاهرة"، وفيها 9 مرشحين (3 إناث، 6 ذكور)، ويترأسها المحامي جعفر الطويل، وهو عضو بلدية سابق، وفاز في الانتخابات الماضية بمقعد وحيد عن نفس القائمة، وهو الوحيد من بين أعضاء المجلس البلدي الأخير الذي كان معارضًا لمشروع المخطط الهيكلي.
أما القائمة رقم (2) فهي "المساواة والتمكين الوطني" وفيها 13 مرشحًا (5 إناث، 8 ذكور)، ويترأسها أسامة الطيبي، وتأتي بعده في القائمة عضوة البلدية السابقة تمارا حداد. وهذه القائمة هي خليط تحالف بين جبهة النضال (يسار) ومستقلين.
أما القائمة رقم (3) فهي "قائمة البيرة المستقلة"، وفيها 9 مرشحين (3 إناث، 6 ذكور) ويترأسها عضو البلدية السابق أيضًا عمر عطا الذي كان قد شارك في الانتخابات الماضية في قائمة "صوت البيرة" مع الرئيس السابق عزام إسماعيل، لكنّه هذه المرة شكّل قائمة لوحده ومعه فيها ثانيًا، عضو البلدية السابق أيضًا جمال شلطف.
منذ قدوم السلطة الفلسطينية أجريت الانتخابات المحلية في البيرة ثلاث مرات
الجديد في انتخابات البيرة هذه المرة، هي القائمة رقم (4) والتي حملت عنوان "البيرة تجمعنا"، وهي القائمة الوحيدة التي تحضر بشكل كامل بـ 15 مرشحًا على عدد مقاعد المجلس وفيها (3 إناث، 12 ذكور).
يترأس هذه القائمة إسلام الطويل وهو شخصية من خلفية إسلامية، وإن ترشّح بصفة مستقلة، ومعه في القائمة عدد آخر من المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامي، لذا تحضى هذه القائمة بدعم غير رسمي من حركة حماس.
اللافت في هذه القائمة أنها راعت وجود العائلات في البيرة ويرأسها شخصية من كبرى عائلات البيرة (الطويل)، عدا عن وجود شخصيات من تخصصات مختلفة، ويقول القائمون عليهم إن عندهم رغبة جامحة للتغير.
أمّا القائمة رقم (5) فهي "قائمة صوت البيرة"، وفيها 11 مرشحًا (3 إناث، 8 ذكور)، يترأسها رئيس آخر مجلس بلدي في البيرة عزام إسماعيل قرعان.
وبالرغم أن "الحاج إسماعيل" كما يسمى كان قد حصد 5 مقاعد في آخر انتخابات لبلدية البيرة عام 2017، وقد مهدت له هذه المقاعد الطريق لترأس المجلس البلدي، إلا أنه يترشح هذه المرة وقد خرج من قائمته القديمة عدد من الأسماء، وسط حالة من السخط في البيرة على مشروع المخطط الهيكلي الأخير.
ومن الأسماء التي انشقت عن قائمة "صوت البيرة"، عمر محمود عطا الذي شكّل قائمة باسم "البيرة المستقلة" ومعه في الترتيب الثاني جمال شلطف.
كما انشق عن قائمة "صوت البيرة" العضو السابق جهاد زهور وترشح في قائمة "البيرة المستقلة" لينضم إلى حلف العضوين السابقين عمر عطا وجمال شلطف.
والقائمة رقم (6) المتنافسة على انتخابات بلدية البيرة، هي "القائمة الوطنية للبناء والتطوير" وفيها 9 مرشحين (3 إناث، 6 ذكور) ويترأسها منيف طريش وهو عضو بلدية سابق.
ويبرز في هذه القائمة وجود رجال أعمال معروفين، وطريش كان قد ترأس في الانتخابات الماضية قائمة باسم "قائمة الوطن المهنية" وحققت آنذاك 5 مقاعد مناصفة مع قائمة "صوت البيرة" لعزام إسماعيل.
وفي الانتخابات الماضية شاركت "قائمة الوطن المهنية" وحققت 5 مقاعد، إلا أنها تغيب باسمها هذه المرة، في حين يتوزع الأعضاء الفائزين منها على القوائم المذكورة أعلاه، كما هو الحال مع عضو البلدية السابق ضياء معلا الذي يترشح باسم قائمة "صوت البيرة" مع عزام إسماعيل.
ما لا يقل عن نصف أعضاء المجلس السابق عادوا من جديد إلى قوائم انتخابات بلدية البيرة
وبحسب المعطيات التي جمعها "الترا فلسطين" فإن ما لا يقل عن نصف أعضاء المجلس السابق عادوا من جديد إلى قوائم انتخابات بلدية البيرة، وفي ترتيب متقدم في القوائم، ما يعني أن فرص فوزهم مرتفعة، باستثناء القائمة الجديدة والتي تحضر للمزاحمة بقوة هذه المرة في ظل رغبات بالتغيير، وهي قائمة "البيرة تجمعنا" برئاسة إسلام الطويل.
ووفق مصدر مطلع على مجريات الانتخابات في البيرة، يُلاحظ استثناء أحد أكبر أحياء المدينة (أم الشرايط) من وجود مرشحين بارزين من هذا الحي الذي يعاني الإهمال بالأصل، كما يقول سكانه، إذا ما قورن بالأحياء الأخرى في البيرة على غرار بطن الهوى والإرسال والبالوع.
اقرأ/ي أيضًا: