30-أغسطس-2022
شارع رام الله - بيتونيا - عين عريك

الترا فلسطين | فريق التحرير

لعبور مسافة لا تزيد عن ثلاثين مترًا، انتظر الصحافي إبراهيم الرنتيسي صباح الثلاثاء، أكثر من نصف ساعة، وذلك في طريقه من قريته رنتيس وصولًا إلى رام الله.

منذ نحو عام ونصف بدأت أعمال إعادة تأهيل وصيانة شارع الرابط بين رام الله والقرى الغربية (دير بزيع - عين عريك - بيتونيا)، أو كما يطلق عليه محليًا "شارع الموت"، غير أن أعمال الصيانة لم تنته حتى اليوم، على الرغم من انتهاء المهلة الممنوحة للمقاول أكثر من مرة، آخرها كانت هذا الشهر. 

يقول الرنتيسي لـ"الترا فلسطين"، إن الطريق من رنتيس وحتى المقطع الواصل بين عين عريك ودير بزيع حيث يجري العمل لا تأخذ معه بالسيارة سوى 15 دقيقة، ولكن بسبب حفرة يجري العمل عليها في هذا المقطع منذ أسبوع، اضطر للوقوف في طابور طويل لأكثر من نصف ساعة.

أزمة شارع رام الله - القرى الغربية، تثير حنق المسافرين

ويشير الرنتيسي إلى أنّ "الأزمة الخانقة سببها مقطع صغير فيه حفرة، ولا يوجد من يهتم بالأمر ولا توجد كرامة للناس، بالرغم أنّ إصلاح هذه الحفرة بسيط، إلا أنّ الأعمال متوقّفة، وكل ما جرى هو تغيير موضع الجرافة من جانب إلى آخر طوال هذه الأيام".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوجّه سكان قرى غرب رام الله وعددهم عشرات الآلاف، انتقادات لاذعة لوزارة الأشغال العامة وللمقاول، بسبب "البطء الشديد" في إنجاز أعمال إصلاح وتأهيل الشارع.

وكتب حماد دار سليمان: "نشكر وزارة الأشغال العامة على ثقتها العالية بالمقاول، الذي يتعامل معنا كقطيع أغنام، لم يكترث للأزمة اليومية، لم يكترث لبدء المدارس، لم يكترث لإجراءات السلامة العامة، لم يكترث لأرواح البشر".

ووجّه صامد نوفل حديثه إلى وزارة الأشغال والمقاول وكل من له علاقة بـ "شارع الموت" وسائقو العمومي الذين يتجاوزون في الأزمة، قائلًا: "الله لا يخلف عليكم، الله لا يعطيكم العافية فوق تعبكم".

ويقول زيد عطايا من الحراك الغربي لإعادة تأهيل وإصلاح "شارع الموت"، إنه ومع بدء العام الدراسي في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، زادت المعاناة اليومية للمواطنين، وتفاقمت أزمة السير مع زيادة عدد المسافرين يوميًا.

أزمة مرورية خانقة

ويوضح عطايا لـ"الترا فلسطين" أن العمل بدأ في المشروع قبل عام ونصف، وذلك بعد سنوات من المطالبة، وغالبية العمل في المشروع تم إنجازه، ولكن بقي مقاطع معيّنة بين عين عريك ودير بزيع بطول 50 مترًا، تحتاج لتغيير جذري وتهبيط في الشارع.

وهذا المقطع الحيوي -وفق عطايا- يتم العمل فيه نهارًا وذلك بإغلاق اتجاه، والإبقاء على الآخر، وهو ما يفاقم الأزمة. 

زيد عطايا: يعمل المقاوم في الشارع لأيام ثم يتغيّب لأسبوع، وهناك ملاحظات على جودة العمل 

ويشير عطايا إلى أن العمل في المشروع كان من المقرر أن ينتهي في آذار/ مارس، ولكن تم التمديد للمقاول من قبل وزارة الأشغال حتى شهر حزيران/ يونيو، لأن المقاول أضرب عدة أسابيع بسبب خلافات مالية مع الحكومة، ومن ثم تم التمديد له مرة أخرى حتى شهر آب/ أغسطس الجاري، والآن من المفترض أن ينتهي العمل، ولكن الشهر شارف على الانتهاء، ولم ينته العمل، وهناك مقطع طويل آخر يبدأ من بيتونيا، حيث تم جرد الإسفلت، ولم يتم استكمال تعبيده.

 

الأزمة الصباحية الروتينية في شارع قرى غرب رام الله الله لا يصبحك بخير ياللي ببالي🙃

Posted by ‎زيد عطايا‎ on Monday, August 29, 2022

ويتابع عطايا أنّ هناك عدم استمرارية في إنجاز العمل، حيث يتم العمل لأيام ثم يتغيّب العاملون لأسبوع، كما أن جودة العمل لا ترتقي للمستوى المطلوب، فهناك مقاطع بحاجة لتوسعة ولم يتم توسعتها، وهناك أطراف جرى صبّها بالاسمنت دون المطلوب، كما أن بعض مقاطع الشارع التي تم تعبيدها، تضررت بسبب المطر في الشتاء المنصرم، ما يلحق أضرارًا في المركبات التي تعبر الشارع. 

ويحمّل عطايا المسؤولية بالدرجة الأولى بوزارة الأشغال العامة، لأنها "لا تقوم في دورها الكامل في الضغط على المقاول لاستكمال العمل، والمقاول غير مبال ولا رقابة ولا محاسبة على العمل"، وفق قوله. 

من جهتها، ترد منى التكروري مدير الأشغال العامة والإسكان في محافظة رام الله والبيرة، بالقول إن العمل جارٍ في المشروع، وبالفعل كان هناك في السابق بعض المعوقات وتم العمل على حلها. وتضيف في حديث مع "الترا فلسطين"، أن هناك مقطعًا بين دير بزيع وعين عريك طوله 300 متر يحتاج إلى إعادة إنشاء، ويجري العمل عليه، وكي يتم التسهيل على حركة المواطنين، تم الطلب من المقاول أن يعمل ليلًا. 

مديرة الأشغال العامة والإسكان في رام الله والبيرة تطالب المواطنين بالقليل من الصبر والتعاون حتى إنهاء هذا المقطع من الشارع  

ولم تحدد التكروري أي موعد لإنهاء العمل في هذا الشارع، وقالت إنه يتم الضغط كي يتم الانتهاء في أقرب وقت، وطواقم الأشغال العامة موجودة في الموقع ليلًا ونهارًا.

وأضافت أنهم قاموا بكل التسهيلات اللازمة كي تمر مركبات المواطنين، وتم وضع طبقة إضافية من "البسكورس" مكان الحفر، بالتالي "لا يوجد أي مشكلة، والأزمة ليست حادة"، وفق قولها.