08-أبريل-2024
الأسير الشهيد وليد دقة

الأسير الشهيد وليد دقة (من لوحة لسهاد الخطيب)

ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيليّ -حتى الآن- إصدار قرار بالإفراج عن جثمان الشهيد الأسير وليد دقة، بحسب ما أكده رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، في الوقت الذي يقول أسعد دقة إن سلطات الاحتلال تعاقب العائلة بجثمان وليد حتى بعد استشهاده، وأن تحرير جثمانه متوقّف على قرار من وزير الأمن القومي المتطرّف ايتمار بن غفير.

ظلّ وليد دقة الذي صار الآن شهيدًا، الأسير المستهدف طوال سنوات سجنه، فهو مفكّر ومثقف، ونجح بتهريب نطفة محررة أدت إلى ميلاد طفلته "ميلاد"

وعقب إعلان استشهاد الأسير وليد دقة، زعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير في منشور على منصة اكس، أن حياة المعتقل وليد دقة انتهت بموت طبيعي، متجاهلًا الإهمال الطبي الطويل الذي تعرض له، ورفض علاجه بعد أن وصل مرضه مرحلة خطيرة. وأبدى الوزير الإسرائيلي المتطرّف أسفه لأنّ حياة وليد انتهت (بشكل طبيعي) وليس بالإعدام كما ينبغي، كما قال.

وقال عبد الله الزغاري لـ الترا فلسطين إن الطاقم القانوني يبذل جهودًا قانونية من أجل التواصل مع مصلحة السجون الإسرائيلية للتأكد من تسليم جثمان وليد وإلقاء عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ولكن حتى اللحظة لا توجد أي معلومات. وأشار إلى أنّ لديهم تخوّفات من أن يتم احتجاز جثمان الشهيد وليد كما حصل مع عدد من الأسرى الشهداء الذين ارتقوا داخل السجون وكان آخرهم الشهيد عاصف الرفاعي.

أسعد دقة: محاولة لمعاقبة العائلة

بدوره قال أسعد دقة شقيق الأسير وليد لموقع "عرب 48"، إن الأمر الآن متوقف على قرار من الوزير ايتمار بن غفير، وهناك رفض لإطلاق سراح الجثمان حتى بعد استشهاد وليد، وذلك في محاولة لمعاقبة العائلة.

وأفاد دقة، بأن جثمان وليد ما يزال في معهد الطب العدلي في "أبو كبير" ولا يوجد أي مبرر قانوني لعدم تحرير الجثمان.

وبحسب دقة، فإن الأمر لم يتوقف على احتجاز الجثمان، بل إن سلطات الاحتلال طالبت العائلة بعدم السماح بتجمهر الناس لديهم، وعدم استقبال المعزين وفتح بيت عزاء لوليد. وأكد أن المؤسسة الأمنية إجرامية فهي تسعى لعرقلة أي أمور حتى بعد استشهاد وليد.


اقرأ/ي أيضًا: إعدام بطيء وإهمال طبي متعمد.. استشهاد وليد دقة بعد 38 عامًا في مواجهة الأسر


وقال إن السلطات الإسرائيلية حتى الآن لم تبلغ العائلة بشكل رسمي باستشهاد وليد، وعلموا بذلك من خلال المستشفى ووسائل الإعلام. وطالب كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية والقيادات الرسمية في كافة المناطق السعي للإفراج عن جثمان وليد.

وأضاف: "كنّا نأمل أن تكون الصفقة بالإفراج عن وليد على قيد الحياة، والآن نأمل بأن لا تكون هناك صفقة دون الإفراج عن جثمان وليد دقة".

سياسة مماطلة

بدورها قالت المحامية نادية دقة لموقع "عرب 48"، إنه لا معلومات لديهم حول إن كان سيتم الإفراج عن جثمان وليد، وبأن هناك سياسة مماطلة في إعطاء الأجوبة لذا لا تفاصيل لديهم. وأكدت أنه لا يوجد غطاء قانوني لاحتجاز جثامين شهداء أسرى من الداخل ممن يحملون جنسية إسرائيلية لأغراض تفاوضية مثلما يتم احتجاز جثامين شهداء من الضفة والقدس، ولكن هناك صلاحيات منحت للشرطة بعد ما حدث في 2017 مع شهداء أم الفحم على إثر عملية قاموا بها عند باب الأسباط.

وبحسب قولها، فإن هذه الصلاحيات تعطي الشرطة الإسرائيلية صلاحية وضع شروط تقيّد الجنازة وظروف استلام الجثمان وبيت العزاء.


اقرأ/ي أيضًا: 

وليد دقة: عن الحب الذي يسمح للمسافة بالانحسار

وليد دقة.. أوديسة الزمن الموازي


وتعرّض الأسير الشهيد وليد دقة منذ أكثر من عام لانتكاسات صحية بعد أن ظهرت إصابته بمرض خطير وهو السرطان في النخاع العظمي، وتنقل مرارًا بين عيادة سجن الرملة ومستشفى "آساف هروفيه"، وكان من المفترض أن يبقى في المستشفى لأنه يحتاج مراقبة طبية في وحدة عناية مكثفة، ولكن الاحتلال تعامل معه كباقي المعتقلين وتعرض للتنكيل والنقل.

وبحسب رئيس نادي الأسير، فإن وليد دقة تعرض في آخر أيامه لانتكاسة صحية ومكث في مستشفى "آساف هروفيه" حتى استشهد يوم أمس الإثنين (7 نيسان/ ابريل).

وفيما يتعلق بتشريح الجثمان، قال الزغاري إن أسباب استشهاد وليد معروفة لديهم، وهذه جريمة طبية تعرض لها، ولم يقدّم له العلاج الطبي المناسب.

وكان من المفترض أن يتم إطلاق سراح وليد قبل عام بعد إنهاء فترة حكمه، ولكن الاحتلال أصدر حكمًا جديدًا بإضافة عامين لفترة حكمه، بحجّة إدخال هاتف إلى السجن. ولكن هذه التهمة لم يسبق وأن حكم على أسرى سابقين بمثل هذه المدة لنفس السبب، لكن وليد كان مستهدفًا لأسباب عديدة، فهو مفكر ومثقف، وأيضًا بسبب قيامه بتهريب نطفة محررة أدت إلى ميلاد طفلته "ميلاد"، كما يقول الزغاري.

وحول عدد جثامين الأسرى الشهداء المحتجزين، قال رئيس نادي الأسير، إن هناك 20 جثمانًا لأسرى شهداء ارتقوا داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي أو بسبب الضرب المبرح، بينهم 14 أسيرًا استشهدوا بعد السابع من أكتوبر، آخرهم وليد دقة.