قبل يومين، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الأستاذ ياسر الحج محمد (63 عامًا) من منزله في قرية المغيّر شمال شرق رام الله، وأخضعوه للتحقيق عدة ساعات في مركز شرطة مستوطنة "بنيامين"، رغم حالته الصحية المتردية.
بنظرة أولى على الأخبار المنشورة على الترا فلسطين عن قرية المغيّر، فإنها تتراوح بين اعتداءات لمستوطني تدفيع الثمن، وقطع أشجار زيتون للأهالي، وقتل شاب وإصابة آخرين..
ومنذ 14 يومًا يفرض جيش الاحتلال حصارًا خانقًا على قرية المغير، يتخلله إغلاق لمدخل القرية الرئيس بحاجز عسكري، ينكل بأهالي البلدة، ويجبرهم على الانتظار لساعات تحت أشعة الشمس اللاهبة.
وقد أصدر نادي الأسير بيانًا حمّل فيه الاحتلال المسؤولية عن مصير "الحج محمد" معلّم الرياضة السابق، سيما وأنه اعتقل "بهدف الضغط على نجله محمد لتسليم نفسه". وأوضح أن "ياسر" يعاني من مشاكل حادة في القلب، ويحتاج متابعة صحية حثيثة.
والأستاذ ياسر عكف على استصلاح الأراضي وحمايتها من التوسع الاستيطاني في قريته المغير، بعد تقاعده من التعليم. يقول لـ "الترا فلسطين" إن جيش الاحتلال داهم منزله فجرًا، وبعد تفتيش وعبث بالمحتويات، اقتاده الجنود قسرًا على الأقدام، لمسافة بعيدة رغم حالته الصحية، ومن ثم نقلوه إلى معسكر "جبعيت"، ومن هناك إلى مستوطنة "عوفرا"، قبل نقله للتحقيق في مركز شرطة "بنيامين".
وأضاف أن التحقيق معه كان حول نجله محمد، في محاولة منهم لانتزاع اعتراف منه، بأن من يظهر في صور عرضوها عليه هو "محمد"، وبأن هذه الملابس له، لكنّه أنكر معرفته بصاحب الصور. وأكد أن ضابط الشرطة أبلغه بأن حقيقة ما يجري مفادها: "بدنا نربيكم"، بسبب استمرار أبناء القرية في استهداف سيارات المستوطنين على شارع "الون" الاستيطاني.
لكن الأستاذ ياسر ردّ عليه، بأن أرضه تعرّضت للتخريب قبل أشهر من قبل المستوطنين، وأعدموا الأشجار فيها، وأحرقوا سيارته، "أين أنتم إذًا من هذه الاعتداءات علينا؟"!. وبين أن جيش الاحتلال أفرج عنه وعن نجله محمد بعد اعتقال ليوم، وبكفالة مالية.
يقول رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، إن ما يجري هو عقاب جماعي تنتهجه قوات الاحتلال بحق أهالي المغير بهدف تركيعهم، والحيلولة دون تصديهم لاعتداءات المستوطنين المتكررة على أراضي القرية وممتلكات المواطنين.
وبين أبو عليا في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أن جيش الاحتلال يتناوب مع المستوطنين في استهداف قرية المغير، وهذه الأيام ينكل جيش الاحتلال بهم، ويغيب المستوطنون عن المشهد، وقبلها شن المستوطنون هجمات كبيرة.
وأفاد أن من يقود التحريض على المغير هم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي ورئيس مجلس المستوطنات في الضفة، والذين أقاموا خيمة عند مدخل القرية الشرقي، وترددوا عليها عدة أيام في الأيام الأولى من حصار القرية. وأوضح أن الاعتداءات تتراوح بين الاقتحامات شبه اليومية للقرية ليلًا، وبأعداد كبيرة من الجنود المشاة، واعتقال عدد من شبان القرية والأولاد ومعهم آباؤهم، للضغط عليهم، وإغلاق مداخل القرية، الذي أثّر على الحياة التعليمية ووصول الطلبة إلى الجامعات، ودخول المدرسين من خارج القرية.
أما اعتداءات المستوطنين، فتتمثل -وفق أبو عليا- بتخريب الأراضي ومحاولة الاستيلاء عليها، والاعتداء على المزارعين، وعلاوة على التحريض الممنهج من قبل المستوطنين على أهالي قرية المغير في الصحافة العبرية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
لكن أبو عليا شدد على أن أهالي المغيّر لن يرضخوا ولن تفلح معهم هذه الإجراءات، لأن الثمن مقابل ذلك هو الاستيلاء على أراضي القرية لصالح المستوطنين.
وخلال أقل من عام، قتل جيش الاحتلال الشاب رائد النعسان والفتى أمجد أبو عليا، علاوة على إصابة العشرات، خلال مواجهات شهدتها المغير.