14-يونيو-2024

عيسى عمرو

الترا فلسطين | فريق التحرير

مضت 10 أيام منذ الاعتداء على الناشط الحقوقي عيسى عمرو، بالضرب المبرح على يد 3 أشخاص في وضح النهار في قلب مدينة الخليل، دون أي تدخل لاعتقال الجناة أو فتح تحقيقات في الاعتداء، رغم تقديم عمرو شكوى رسمية مرفقة بتقرير طبي إلى جهاز الشرطة الفلسطينية.

وفيما يقول عمرو إن ما تعرض له هو "محاولة اغتيال نتيجة مواقفه السياسية المعارضة، وقد نجا من هذه المحاولة بأعجوبة"، بحسب تعبيره. فيما تقول مصادر أمنية إن "ما جرى مع عمرو هو خلاف شخصي مع أقاربه"، وفق قولها.

أصيب عيسى عمرو في الرأس وتم تهشيم عظمة الكتف الأيمن لديه، كما أصيب في يديه وقدمه اليسرى

بدورها، أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن عمرو قدم شكوى إليها باعتداء أقارب له عليه، لكن خلفيات الحادث غير معروفة بالنسبة إليها.

وفي التفاصيل، يقول عيسى عمرو لـ "الترا فلسطين" إنه "يعيش في منزل في منطقة تل ارميدة في الخليل محاط بالبؤر الاستيطانية منذ فترة طويلة، ويتعرض المنزل باستمرار لاعتداءات المستوطنين، ولكن بعد أن اعتدى المستوطنون عليه مؤخرًا وسرقوا كاميرات المراقبة، اضطر للخروج من المنزل لشراء كاميرات مراقبة جديدة".

وأضاف عمرو، أنه "بعد خروجه من محل بيع كاميرات المراقبة وخلال تواجده في منطقة الفحص في الخليل، هجم عليه 3 أشخاص بدون لثام، واعتدوا عليه بالضرب بواسطة مواسير حديد، وبأعجوبة هرب منهم عند عائلة فلسطينية قريبة".

وقال عمرو، إنه "أصيب في الرأس وتم تهشيم عظمة الكتف الأيمن لديه، كما أصيب في يديه وقدمه اليسرى، ونُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج".

عمرو وهو ناشط حقوقي ومنسق تجمع شباب ضد الاستيطان، قال إن "أجهزة الأمن الفلسطينية موجودة بشكل يوميّ في هذه المنطقة التي تعرض فيها للاعتداء، ويستطيعون الوصول إليها بكل سهولة، ولكن حتى الآن الشرطة لم تتوجه إلى موقع الحادث لأخذ تسجيلات الكاميرات"، بحسب قوله.

واتهم عمرو بأن "هناك تواطؤًا بين المجرمين وبعض المتنفذين في أجهزة الأمن والسلطة، حيث لم يتم حتى الآن فتح تحقيق أو التوجه للموقع لأخذ تسجيلات كاميرات المراقبة، فلا يعقل أن مدافعًا عن حقوق الإنسان يتم الاعتداء عليه في وضح النهار من قبل أشخاص معروفين"، بحسب وصفه.

عيسى عمرو:  "هذه ليست المرة الأولى، إذ تم إطلاق النار على بيت أهلي في نفس الأسبوع الذي اغتيل فيه نزار بنات"

وفي الوقت الذي رفضت فيه محافظة الخليل التعليق على ما تقدم به عمرو، قال مصدر خاص من محافظة الخليل رفض الكشف عن اسمه لـ "الترا فلسطين"، إن عمرو لم يتقدم بشكوى إلى أجهزة الأمن، ولا يوجد هناك تحقيق.

وأضاف المصدر، أن ما جرى هو خلاف شخصي مع أشخاص من نفس عائلة عمرو، و"يحاول الناشط عيسى عمرو استغلاله لصالحه، لذا لم تتدخل المحافظة".

لكن عمرو رد على ذلك بأنه قدم شكوى لعناصر الشرطة في مستشفى الهلال الأحمر في الخليل مرفقة بتقرير طبي، مضيفًا "لا يوجد لدي أي خلاف شخصي، فأنا إنسان ضد الاستيطان ومعارض، وهناك من يحاول الترويج بأن الاعتداء شخصي، وأن هناك خلافًا شخصيًا ولكن لا يوجد لديّ أي خلافات شخصيّة، وأنا معارض ضد الشخصيات الفاسدة في السلطة"، وفقه.

وأردف عمرو، أن "هذه ليست المرة الأولى، إذ تم إطلاق النار على بيت أهلي في نفس الأسبوع الذي اغتيل فيه نزار بنات، وتم الاعتداء عليّ في الشارع على يد أشخاص محسوبين على حركة فتح بشكل مباشر، وأحدهم وصفني بالجاسوس في مقابلة تلفزيونية، وصدر بيان من حركة فتح يدعو لمقاطعتي، وهناك حملة تشهير كبيرة ضدي ووضعي على قوائم العار".

عمرو عيسى
أصيب عيسى عمرو في الرأس وتم تهشيم عظمة الكتف الأيمن لديه، كما أصيب في يديه وقدمه اليسرى

وأضاف عمرو، أنه "في كل مرة يقدّم فيها شكوى فإن الأجهزة الأمنية لا تتدخل، ولكن هذا هو أخطر اعتداء عليه، على يد أشخاص معروفين وهم محسوبين على أجهزة الأمن، من بينهم مطلوب بقضايا نصب واحتيال، وهم من أصحاب السوابق"، وفق قوله.

من جانبه قال مدير مكتب الهيئة المستقلة في جنوب الضفة الغربية المحامي فريد الأطرش إن عيسى عمرو تقدم بشكوى لديهم حول الاعتداء.

وأضاف الأطرش في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، بأنهم خاطبوا مدير عام الشرطة وتواصلوا مع النيابة العامة من أجل التحقيق في الاعتداء الذي تعرض له عيسى عمرو، ويأملون أن يكون هناك تحقيق جديّ ومتابعة للموضوع.

وبحسب إفادة عيسى، قال الأطرش، إنه تعرّض لاعتداء من أفراد معروفين من عائلته، ويأمل أن يكون هناك تحقيق لمعرفة خلفيات الاعتداء.