يشتكي نازحون في المحافظة الوسطى في قطاع غزة من آلام في البطن وحالات إعياء بعد تناولهم للخبز غير الناضج، ويعتبرون أن شكله غير المنتظم يعد انعكاسًا لسوء الإدارة واستهانة بصحتهم الجسدية والنفسية من قبل المخابز.
المخابز في المنطقة الوسطى تعمل حاليًا بأقصى طاقتها الإنتاجية، حيث تنتج مليون رغيف خبز كل صباح لتلبية احتياجات النازحين
أزمة الخبز غير الناضج، وسريع التعفن، ضاعفت من فصول معاناة المواطنين والنازحين في المحافظة الوسطى، فإلى جانب أزمة الخبز هذه، يعاني النازحون من شح الماء الصالح للشرب، وانتشار الأمراض المعدية، وصعوبة الحصول على أماكن للنزوح، وقبل ذلك كله، الموت الذي تلاحقهم به آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
📹 خبز عفن وغير ناضج.. معاناة جديدة في ظل المجاعة في #غزة pic.twitter.com/7mXwip6IQA
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) June 10, 2024
أحمد البنا، أمين سر جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، ومالك مخبز البنا، يقول إن المخابز في المنطقة الوسطى تعمل حاليًا بأقصى طاقتها الإنتاجية، حيث تنتج مليون رغيف خبز كل صباح لتلبية احتياجات النازحين.
وعلق أحمد البنا على شكوى المواطنين من عدم نضج الخبز قائلًا: "نحن في حرب، ولدينا مليون نسمة في المنطقة الوسطى، ولسنا مستعدين لهذه المرحلة. المخابز تحتاج الغاز لتحمير الخبز من الأسفل، وهو أمر غير متوفّر حاليًا، لذلك نحن أمام خيارين: إما الإغلاق أو العمل بهذا الشكل".
أثناء تجولنا في أحد المخابز في المنطقة الوسطى، لاحظنا أنهم يسرعون الشريط (القشاط) الناقل للخبز تحت النار لإنتاج أكبر عدد من الأرغفة في أقل وقت ممكن، مما يؤثر على نضج الخبز بشكل كامل.
من جانبه، مدير عام السياسات في وزارة الاقتصاد أسامة نوفل، يقول إن تشغيل المخابز يتم من خلال برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، الذي يوفير الطحين والسولار للمخابز بشكل مجاني، ليتم بيع الخبز للمواطنين مقابل 5 شواكل فقط.
ورغم دعم المخابز بالطحين والسولار، إلا أن أحمد البنا يؤكد أن مالكي المخابز يتحملون تكلفة توفير الغاز والسكر والخميرة والملح والنايلون ورواتب الأيدي العاملة، مشيرًا إلى شح المواد في الأسواق وارتفاع أسعارها.
ويؤكد أسامة نوفل، أن النزوح الكبير من رفح إلى المنطقة الوسطى زاد من الضغط على المخابز وأرهقها، مما أثر على جودة الخبز.
وقال: "عدم دخول أي أسطوانة غاز إلى قطاع غزة منذ ما يقارب 13 يومًا، وزيادة جزء من إنتاج مخابز الوسطى إلى مدينة خانيونس، أثّر بشكل كبير على جودة الخبز".
وأوضح أسامة نوفل، أن الرقابة على الخبز كانت متوفرة قبل عملية النزوح من رفح وإغلاق المعبر، وحينها كانت جودة الخبز أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
وأضاف، "اليوم، إذا طالبت المخابز بالعمل بنفس الآلية السابقة، ستطالبني بتوفير الغاز، وهذا أمر لا أستطيع توفيره كوزارة الاقتصاد. نأمل خلال أيام أن يتم فتح المعبر وإدخال الغاز، بالإضافة إلى وجود خطة لفتح بعض المخابز في منطقة خانيونس".
يُذكر أن برنامج الغذاء العالمي أعلن وقف عمله في قطاع غزة مؤقتًا، على أثر مجزرة النصيرات، ولم يعلن موعدًا محددًا لاستئناف العمل، وباعتباره المصدر الذي يوفر الطحين والسولار، فإن توقف عمله يُنذر بمضاعفة أزمة الخبز بشكل كبير في الأيام القادمة.
