الترا فلسطين | فريق التحرير
سنةٌ مرّت على إصابة المصور الصحافي معاذ عمارنة في عينه، وهي سنةٌ صفتها "الخذلان" وفق معاذ الذي فقد عينه ومصدر رزقه، في ظل تقصير من كافة الأطراف المعنية، ما دفع صحافيين لإطلاق حملة إلكترونية لتحريك قضيته والتذكير بالحادثة.
تابع معاذ ملف علاجه طوال السنة الماضية بمفرده دون تعاون نقابة الصحافيين
وعادت القضية إلى الواجهة بعد فيلم وثائقي قصير نُشر حديثًا بعنوان "معاذ"، عرض لأول مرة مشاهد لإصابة معاذ برصاصة اخترقت عينه واستقرت في رأسه. وروى معاذ خلال الفيلم تفاصيل إصابته ومعاناته مع الرصاصة التي لم يتمكن الإطباء من استئصالها حتى اليوم، مشيرًا إلى "الخذلان" الذي يعيشه منذ ذلك الحين.
وقال عمارنة لـ الترا فلسطين، إنه تعرض للخذلان في عدة قضايا، أبرزها ملف علاجه الذي تابعه بمفرده دون أي تعاون من نقابة الصحافين في موضوع التحويلة أو ترتيب المواعيد الخاصة به في المستشفيات طوال رحلة العلاج.
ويواصل عمارنة شرح إحساسه بالخذلان من قبل نقابة الصحافيين، مبينًا أنها كانت قد وعدته بأن وظيفته جاهزة وسيتسلمها بعد انتهاء مراحل العلاج، مضيفًا أنه بعد انتهاء العلاج "تم تأجيل الأمر والتذرع بأن الشهادات لا تُناسب الوظيفة"، رغم أن النقيب أكد له بأن "إصابته تغنيه عن أي شهادة".
نقابة الصحافيين وعدت عمارنة بوظيفة بعد انتهاء علاجه لكنها الآن تتذرع بأن الشهادة غير مناسبة
وأشار إلى أن النقابة أسهمت في تقديم ملف قضيته أمام محكمة الجنايات الدولية، لكنه في الوقت ذاته كان يعاني في استصدار الأوراق اللازمة للسفر عند تلقيه أي دعوة من الخارج، حيث كان يتم تأجيل القيام بالإجراءات اللازمة "حتى يموت الأمر" وفق تعبيره.
وفي تعقيبه على الفيلم، قال عمارنة في منشور شاركه على حسابه في موقع فيسبوك: "بعينٍ واحدة أواجه مصيري الجديد (..) فقدت عيني، لكنّي لم أفقد الأمل، لن أفقد البسمة، ولا حتى إرادة التحدي، رغم الخوف من المجهول".
ومع حلول الذكرى الأولى للجريمة الإسرائيلية، هبَّ صحافيون لتحريك ملف زميلهم والمطالبة بحقوقه وعلى رأسها تعويضه بما يتناسب مع إصابته، وتوفير وظيفة له تتناسب مع ظرفه الخاص الذي أحدثه جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص عليه أثناء ممارسة عمله الصحافي، وعندما كان مرتديًا الزي الرسمي الكامل الذي يُشير لعمله.
وفي تعليقه يقول الصحافي أنس حواري: " نحن لا نموت فقط برصاص الاحتلال، يقتلنا الخذلان أولًا"، مطالبًا بتوفير فرصة عمل لعمارنة، ومؤكدًا أن "الصحافي يترك لمواجهة مصيره بمفرده عندما يتعرض لأي مصيبة".
من جانبه، وصف الصحافي إبراهيم الرنتيسي ردة الفعل القوية لحظة إصابة معاذ بأنها "فزعة عرب قصيرة الأمد".
أما الصحافية ساجدة بني شمسة فقالت إن كل ما حصل عليه معاذ هي "وعودات كاذبة"، مؤكدة أن المسؤولين لم يحركوا ساكنًا لمساعدته.
بدورها، بدورها، قالت الصحافية مجدولين حسونة إن عمارنة منذ إصابته "لم يستمع إلا لصوت الألم، ومازال يبتسم".
اقرأ/ي أيضًا:
تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل مرعبة إبان النكبة
كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة