21-أغسطس-2017

صورة تعبيريّة/ getty

من جديد يعود المعلم الفلسطيني إلى سلك التدريس في الكويت، للمرّة الأولى منذ رُبع قرن، ليُسهم في الارتقاء بالعمليّة التربوية، مُعيدًا إلى الأذهان تجربته السابقة في ستينيّات وسبعينيّات القرن المنصرم، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الكويتية اليوم الاثنين (21 آب/ اغسطس).

عودة المعلمين والمعلمات الفلسطينيات تأتي بعد موافقة مجلس الوزراء الكويتي على قرار يقضي بإعادة توظيف المدرسين الفلسطينيين بعد توقف دام أكثر من 25 عامًا على خلفية الموقف الرسمي الفلسطيني حينها، بشأن الغزو العراقيّ للكويت عام 1990.

 وزارة التربية الكويتية تعاقدت مع 105 معلمين ومعلمات من فلسطين، لتدريس الرياضيات والعلوم 

هذه العودة للمعلمين الفلسطينين، بدأت في الثالث من نيسان/ ابريل 2016، حين راسلت وزارة التربیة الكويتیة السفارة الفلسطینیة بالكويت، لاستقدام معلمين للعمل في الكويت، رغبةً منھا في تحسین مسار التعلیم في مدارسھا الحكومیّة، وفق ما صرح به وزير التربیة الكويتي السابق بدر العیسى.

الأمر الذي عقّب عليه السفير الفلسطيني في الكويت رامي طهبوب، بالقول في حينه إنّ "وزارة التربیة الكويتیة تنوي الاستعانة بمدرسین فلسطینیین لتحسین جودة التعلیم لديھا مع الموسم الدراسي الجديد 2017-2018، لما رأته في المدرس الفلسطیني من مھارات ساھمت في بناء الكويت في بداية نھضتھا".

المعلمون الفلسطينيون الأوائل في الكويت، بمدرسة المباركية، عام 1940

اقرأ/ي أيضًا: مدرسة "الخان الأحمر".. هل يقول طلبتها وداعًا؟

وكانت الخطوة التالیة لوزارة التربیة الكويتیة، تنفیذ قرار مجلس الوزراء فعلیًا، ببدء إجراءات التعاقد مع 105 من المعلمين/ المعلمات، وصل منهم 19 بالفعل إلى الكويت.

وكالة الأنباء الكويتية نقلت عن وكیل وزارة التربیة ھیثم الأثري، أنّ النقص في الكوادر التعليمية بالكويت وتحديدًا المواد العلمية، دفعهم للاستعانة بالمعلمین الفلسطینیین، لما يتمتعون به من قدرة ودراية وخبرة، لیشاركوا في العملیة التعلیمیة.

وتحدّث الأثري عن أنّ "المعلم الفلسطیني مارس العملیة التعلیمیة منذ ستینیات القرن الماضي في الكويت بكل طاقة وأمانة".

اقرأ/ي أيضًا: هكذا أتذكر الأستاذ نزيه

رئيس اللجنة التعليمية بمجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، قال إنّ "لدينا خبرة سابقة عن جودة المعلم الفلسطیني، وھو سیدعم فتح آفاق جديدة من التعاون بشتى المجالات"، مشيرًا إلى أنّهم (المعلمون) أمام امتحان صعب.

 الرئيس عبّاس حثّ المعلمين المبتعثين إلى الكويت على الإصرارا للنجاح، لفتح المجال أمام المعلم الفلسطیني للعودة بقوة

وسبق أن قال الرئيس عباس إنّ الكويت تتذكر المعلم الفلسطيني بأنه المعلم الأول الذي أخلص وبذل كل ما يستطيع من أجل إعلاء وتعليم أبناء الشعب الكويتي بكل أمانة واقتدار، مشددًا على ضرورة أن يعزز الوفد هذه الذاكرة من خلال الذهاب بتبني النهج الأول للمعلم الفلسطيني إلى دولة الكويت.

اقرأ/ي أيضًا: قصص لطلاب يُجيدون الحديث عن فلسطين

وفي سنوات الستينيات من القرن المنصرم، وصلت نسبة الفلسطيينين الذين يعملون في سلك التدريس بالكويت، نحو 49% في المدارس الحكومية، حیث أثبتوا كفاءة وقدرة على إثراء العملیة التربوية، الأمر الذي ساھم في إقرار إعادتھم.

 أول بعثة تعليمية فلسطينية للكويت كانت في ثلاثينّات القرن الماضي، وضمّت 4 مُدرسين

ساھم المعلم الفلسطیني في النھضة التعلیمیة بالكويت منذ عام 1936، وفي اعتماد مناھج أكثر موضوعیة، فكانت أول بعثة تعلیمیة في الكويت من المدرسین الفلسطینیین تضم أربعة معلمین وھم: أحمد شھاب الدين، خمیس نجم، محمد المغربي، وجابر حسن حديد) أعقبتھا بعثة أخرى في العام التالي.

ومع افتتاح مدارس جديدة للبنین في العام الدراسي 1940/1939 جاءت البعثة الثالثة وضمت خمسة مدرسین من فلسطین. أما المعلمات الفلسطینیات فتمت الاستعانة بھن في العام الدراسي 1938/1937 عندما تم التعاقد مع أول معلمتین مؤھلتین، هما: وصیفة عودة وشقیقتھا رفقة عودة.

معلّمون فلسطينيون بالكويت، تجمعهم صورة تذكارية
معلّمون فلسطينيون بالكويت، تجمعهم صورة تذكارية

اقرأ/ي أيضًا:

التنمية والتعليم في فلسطين.. المنهج استعماري!

مدارس بلدية الاحتلال في القدس: تحرش ومخدرات وأكثر

تسييس غير المسيّس.. نقابة المعلمين نموذجًا