الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف موقع بولتيكو أنه في غضون ساعات من عملية طوفان الأقصى الشهر الماضي، بدأت شركة أمريكية مختصة بالطائرات بدون طيار في وادي السيليكون تدعى Skydio في تلقي رسائل البريد الإلكتروني من الجيش الإسرائيلي.
وبحسب الموقع، كانت الطلبات مخصصة لطائرات الاستطلاع قصيرة المدى بدون طيار التي تنتجها الشركة، وهي مركبات طائرة صغيرة يستخدمها الجيش الأمريكي للتغلب على العوائق بشكل مستقل وإجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل المعقدة مثل المباني.
علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أثاروا مخاوف بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي للتكنولوجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لاستهداف الفلسطينيين.
وفي الأسابيع الثلاثة التي تلت العملية، أرسلت Skydio أكثر من 100 طائرة بدون طيار إلى قوات الاحتلال، مع وعود لإرسال المزيد مستقبلًا.
Skydio ليست الشركة التكنولوجية الأمريكية الوحيدة التي تلقت طلبات من سلطات الاحتلال، إذ شكل العدوان على غزة سوقًا متطلبًا وجديدًا على التكنولوجيا الدفاعية المتطورة، التي يتم توفيرها في كثير من الأحيان من الشركات الصغيرة والحديثة، الواقعة خارج "المفاوضات التقليدية" بين الدول للحصول على الإمدادات العسكرية، بحسب بوليتكو.
وتستخدم إسرائيل بالفعل طائرات بدون طيار ذاتية القيادة من شركة Shield AI للقتال الداخلي عن قرب، ويقال إنها طلبت 200 طائرة بدون طيار من نوع Switchblade 600 Kamikaze من شركة أمريكية أخرى، وفقًا لموقع DefenseScoop . وقال جون جروين، الرئيس التنفيذي لشركة Fortem Technologies، التي زودت القوات الأوكرانية بالرادارات والطائرات المستقلة المضادة للطائرات بدون طيار، إنه يجري "محادثات مبكرة" مع الإسرائيليين حول ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة يمكن أن تعمل في البيئات الحضرية والمكتظة في غزة.
وشرح "بلوتيكو" أن علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أثاروا مخاوف بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي للتكنولوجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لاستهداف الفلسطينيين، مشيرين إلى تقارير تفيد بأن الجيش استخدم الذكاء الاصطناعي لضرب أكثر من 11 ألف هدف في غزة منذ 7 أكتوبر\تشرين الأول، ولم يقدم جيش الاحتلال أي تفاصيل عن استخدامه الذكاء الاصطناعي في عدوانه.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت، في الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، في تنفيذ سياسة خارجية جديدة تحكم الاستخدام العسكري المسؤول لمثل هذه التكنولوجيات.
وتم الكشف عن هذه السياسة لأول مرة في لاهاي في فبراير الماضي، وأقرتها 45 دولة أخرى، وهي محاولة لإبقاء الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة ضمن القانون الدولي للحرب.
لكن "إسرائيل" لم توقع على المعاهدة، مما يترك فجوة متزايدة في الجهود الناشئة للحفاظ على عمل الأسلحة عالية التقنية ضمن الخطوط المتفق عليها، وفقًا لبولتيكو.
وفي غزة، يتم استخدام الطائرات بدون طيار إلى حد كبير للمراقبة واستكشاف المواقع والبحث عن المقاومين، وفقًا لمطوري التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية والأمريكية والمراقبين الذين قابلهم موقع بولتيكو.
ونقل الموقع قلق المختصين من أن جيش الاحتلال يستخدم أنظمة توصيات غير موثوقة للذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف العمليات المميتة.
ففي حين أن العديد من الطائرات بدون طيار التي صنعتها الولايات المتحدة والمزودة بالذكاء الاصطناعي التي تم إرسالها إلى الاحتلال ليست مسلحة وغير مبرمجة من الشركات المصنعة لتحديد مركبات أو أشخاص محددين، فإن هذه الروبوتات المحمولة جوًا مصممة لتترك مساحة للعملاء العسكريين لتشغيل برامجهم المخصصة.
وقال مات محمودي، الذي كتب تقرير منظمة العفو الدولية في شهر مايو يوثق استخدام "إسرائيل" لأنظمة التعرف على الوجه في فلسطين، لصحيفة بوليتيكو، إنه تاريخيًا، لم يكن لدى شركات التكنولوجيا الأمريكية المتعاقدة مع سلطات الاحتلال سوى القليل من المعرفة أو السيطرة على كيفية استخدام الحكومة الإسرائيلية لمنتجاتها، مشيرًا إلى عدة حالات قام فيها الجيش الإسرائيلي بتشغيل برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص به على أجهزة مستوردة من دول أخرى لمراقبة حركة الفلسطينيين عن كثب.
الولايات المتحدة الأمريكية تختبر أسلحتها المزودة بالذكاء الاصطناعي في مناطق الحرب، كون ذلك أسرع في فهم التقنيات الجديدة، بدلًا من استخدامها في وقت السلم.
ومما يزيد المشكلة تعقيدًا الخطوط غير الواضحة بين التكنولوجيا العسكرية وغير العسكرية، فمن الممكن استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض تجارية، ولكن أيضًا لأهدافٍ عسكرية، ويسمى هذا اصطلاحًا "الاستخدام المزدوج"، ما يشكل صعوبة لتنظيمها دوليًا.
وأمريكيًا، لم تعتمد وزارة الخارجية إلا مؤخرًا سياسات لمراقبة الأضرار التي لحقت بالمدنيين بسبب الأسلحة المزودة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن لا يزال تنفيذ هذه السياسات يطرح علامات استفهام عدة، فقد كتب جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، أنه تم إلغاء تقرير مخطط له حول تنفيذ سياسات المراقبة لأن الوزارة أرادت تجنب أي نقاش حول مخاطر الإضرار بالمدنيين في غزة من جراء نقل الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل".
وأكد بولتيكو أن بعض المراقبين يرون أن البنتاغون يستمد بعض الفوائد من مراقبة الأنظمة العسكرية الجديدة التي تم اختبارها خارج الولايات المتحدة، وتعليقًا على هذا قال مارك كانسيان أحد كبار المستشارين في برنامج الأمن الدولي التابع لمركز CSIS إن "القيمة الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة هي أنها ستختبر كل هذه الأشياء الجديدة ميدانيًا"، وهي عملية تستغرق وقتًا أطول بكثير في بيئات وقت السلم، ولكن استخدامها في وقت الحرب "يسمح للبنتاغون بوضع رهاناته على التقنيات الجديدة بثقة أكبر".