وصف عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود عميت هليفي، المواليد في قسم الولادة في مستشفى الشفاء بـ"المخربين"، وذلك في مقابلة مطولة بثها التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان".
وقال هليفي لمراسل القناة: "أنت تذكر أن هيرتسي، رئيس الأركان، تفاخر بمداهمة مستشفى الشفاء، حيث عثر في أحد الأقسام على 150 مخربًا وقتلهم، وفي اللحظة ذاتها في قسم الولادة وُلد 300 مخرب"، بحسب تعبيره.
عندما رد الصحفي بأنهم "300 طفل وليسوا مخربين"، أجاب هليفي: "بل أنهم مخربون"
وعندما رد الصحفي الإسرائيلي على عضو الكنيست بأنهم "300 طفل وليسوا مخربين"، أجاب هليفي: "بل أنهم مخربون. هيرتسي هاليفي، رئيس الأركان، يقول أنا لا أوزع على هؤلاء الأطفال كتبًا، لقد منح هؤلاء الأطفال من أقسام الولادة لحماس. هؤلاء الذين تقولون عنهم أنهم أطفال يخرجون إلى الشارع لرصد أماكن تواجد الدبابات"، وفق مزاعمه.
وأكد هليفي: "قبل كل شيء، يجب أن نسيطر على الأرض، ويجب أن لا نسمح لحماس بأن تتعاظم مجددًا. وهذا ما نقوم به الآن، فنحن ببساطة نقدم لها كل ما يلزمها لتتعاظم. لم نقتل أئمتها، ونسمح لهم بإلقاء المواعظ وإعداد المقاتلين، ونمنحهم المعابر والبنى التحتية المدنية، وكما قلت لك، هذه هي الأساسيات الضرورية لازدهار حماس، وفعل ذلك ليس تصحيحًا للوضع".
وأضاف هليفي: "الاستنتاج العقلاني من أحداث 7 أكتوبر برأيي هو أن لا تكون هناك مناطق خارج السيطرة في ’أرض إسرائيل‘، وهذا ينطبق على رام الله كما ينطبق على غزة. لن تكون هناك مناطق خارج السيطرة، هناك دولة هي إسرائيل، وكما يقولون ’من النهر حتى البحر، إسرائيل ستكون حرة‘".
ويستمر ساسة الاحتلال بالتحريض ضد مستشفيات قطاع غزة، واعتقال الطواقم الصحية في القطاع، كان آخرها التحريض على مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة الطبيب محمد أبو سلمية بعد إطلاق سراحه.
عارض زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إطلاق سراح أبو سلمية، وقال إن الإفراج عنه "سقوط أخلاقي وأمني وقيمي"
وأثار إطلاق سراح أبو سلمية، موجة من التصريحات التحريضية في إسرائيل عليه، وتبادل لـ"الاتهامات" حول المسؤول عن الإفراج عنه.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات وزراء حكومة الاحتلال وزعماء الأحزاب في الكنيست، التي جاءت في سياق التحريض على مدير مستشفى الشفاء في غزة تعقيبًا على نشر شريط فيديو يظهر الدكتور محمد أبو سلمية، الذي اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر، بعد إطلاق سراحه في غزة، بالإضافة للإفراج عن 50 أسيرًا من قطاع غزة.
وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية: "قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء تم دون علم المستوى السياسي أو قادة الأجهزة الأمنية"، وأضافت: "الإفراج عن مدير مشفى الشفاء خطأ خطير وفشل أخلاقي"، وأوضحت: "نتنياهو أوعز بتشكيل لجنة لفحص أسماء الأسرى الذين انتهى التحقيق معهم لضمان عدم تكرار الخطأ نفسه".
وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير طالب بإقالة قائد جهاز الشاباك بعد الإفراج عن أبو سلمية.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن بن غفير هاجم في مجموعة الواتساب، الخاصّة بوزراء الحكومة، إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء، وقال إنّ "على رئيس الشاباك ترك منصبه والعودة إلى منزله"، مضيفًا أنه أي رئيس الشاباك، ويوآف غالانت وزير الجيش، يفعلان ما يريدانه.
كما عارض زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إطلاق سراح أبو سلمية، وقال إن الإفراج عنه "سقوط أخلاقي وأمني وقيمي".
وكانت مجموعة من الناشطين والمتطوعين، أعلنت شهر حزيران\يونيو المنصرم، على أنها تعمل على إعادة ترميم مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، بعد أن تعرض للاقتحام والقصف، وتدمير معظم أقسامه على يد جيش الاحتلال.
واستطاع المتطوعون ترميم أجزاء كبيرة من مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي تحت عنوان "وعد حنعمرها".
تحريض مستمر
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد كشفت في مقال، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن المسؤولين الإسرائيليين استخدموا مصطلحات ضد الفلسطينيين تتجاوز في كثير من الأحيان "حدود التحريض".
ونقلت نيويورك تايمز عن الخبراء قولهم إن هذا التحريض الجمعي أصبح "طبيعيًا" ومطروحًا في النقاشات العامة، في حين كانت الدعوة لـ"محو غزة والتطهير العرقي والإبادة النووية لقطاع غزة محظورة" قبيل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
محامي إسرائيلي في مجال حقوق الإنسان: عندما يدلي الوزراء بتصريحات كهذه، فإن ذلك يفتح الباب أمام الجميع
وكان وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، قد صرح، بعد يومين من عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، أن "إسرائيل تقاتل حيوانات بشرية، وسوف تتصرف وفقًا لذلك". وأعلن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأسبق: "إننا نحارب النازيين".
فيما استخدم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اقتباسًا من نص مقدس من التوراة، يفسر على أنه دعوة لإبادة الرجال والنساء والأطفال والرضع من الفلسطينيين، يدور حول قصة العماليق التوراتية.
وتقول التايمز إنه اُسْتُخْدِمَت اللغة التحريضية من الصحفيين والجنرالات المتقاعدين والمشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ووفقًا للخبراء الذين يتتبعون التصريحات، قالت منظمة FakeReporter، إن الدعوات إلى "تسوية غزة أو محوها أو تدميرها" قد وردت حوالي 18 ألف مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في منشورات عبرية على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مقابل ذكرها 16 مرة فقط في الشهر والنصف الذي سبق الحرب على غزة.
في حين جمع يهودا شاؤول، المدير المشارك لمؤسسة أوفيك، وهي مؤسسة فكرية في القدس، 286 بيانًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يصنفها على أنها تنطوي تحريضًا على السلوك غير القانوني ضد الفلسطينيين، وتشمل قائمته إيال غولان، مغني البوب الإسرائيلي؛ سارة نتنياهو، زوجة بنيامين نتنياهو؛ ويينون ماجال، مذيع القناة 14 اليمينية الإسرائيلية.
وقال مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، إن "هذه ليست مجرد تصريحات لمرة واحدة، أُدْلِي بها في خضم اللحظة"، وأضاف أنه "عندما يدلي الوزراء بتصريحات كهذه، فإن ذلك يفتح الباب أمام الجميع".
وذكر مايكل سفارد في أن قيام "إسرائيل" بتجريد سكان غزة من إنسانيتهم، يمكن أن يفتح الباب لمزيد من التمييز وسوء المعاملة ضد الفلسطينيين في "إسرائيل"، مشيرًا إلى أن ذلك سيجعل الإسرائيليين أكثر اعتيادًا على عدد القتلى المدنيين في غزة.