الترا فلسطين | فريق التحرير
أكد تحقيقٌ إسرائيلي، أنه بفضل الإجراءات الرسمية المعمول بها، ستتكفل "الدولة الإسرائيلية" جزءًا من أموال التبرعات التي يتم جمعها لصالح الإرهابي عميرام بن أوليئيل، قائد محرقة عائلة دوابشة في قرية دوما قضاء نابلس قبل ثماني سنوات، التي ذهب ضحيتها الأب سعد دوابشة وزوجته رهام دوابشة ورضيعهما علي دوابشة، وأصيب الطفل الآخر أحمد دوابشة.
حملة التبرعات التي انطلقت الأسبوع الماضي نجحت في جمع أكثر من 1.6 مليون شيكل، وبموجب المادة 46 من قانون ضريبة الدخل، ستحصل جمعية "حونينو" القائمة على حملة التبرعات على أموال من "الدولة الإسرائيلية" قد تتجاوز نصف مليون شيكل
وبحسب التحقيق الذي أعده أوري بلاو، لصالح مركز "شمومريم" المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، فإن حملة التبرعات التي انطلقت الأسبوع الماضي نجحت في جمع أكثر من 1.6 مليون شيكل، وبموجب المادة 46 من قانون ضريبة الدخل، ستحصل جمعية "حونينو" القائمة على حملة التبرعات على أموال من "الدولة الإسرائيلية" قد تتجاوز نصف مليون شيكل.
والمعلوم أن جمعية "حونينو" القائمة على حملة التبرعات، هي جمعية يمينية تقدم العون القانوني والمالي لعناصر تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي اليهودي في حال اعتقالهم، وهي جمعية معترفٌ بها بموجب المادة 46 من قانون ضريبة الدخل. وفي عام 2021، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه البيانات، حشدت جمعية "حونينو" تبرعات بقيمة 7 ملايين شيكل. وبموجب البند 46، لكل تبرع يتجاوز 200 شيكل، يمكن طلب إعفاء ضريبي من ضريبة الدخل.
وعلى موقعها الإلكتروني، تقول جمعية "حونينو" إنها مهتمة "بالمساعدة والإغاثة والتأهيل الاقتصادي والروحي والعقلي للسجناء والمعتقلين وعائلاتهم. وتلبية الاحتياجات الدينية للسجناء والمعتقلين وعائلاتهم، والمساعدة المالية والقانونية لليهود الذين وقعوا في محنة و/أو الذين تم اعتقالهم و/أو سجنهم و/أو تم أسرهم بسبب الوضع الأمني و/أو بسبب عملهم لصالح دولة إسرائيل".
وعن المادة 46 كتب المستشار القانوني للجنة المالية في الكنيست: "يحق للجهات المانحة من القطاع الخاص الحصول على خصم ضريبي بنسبة 35% مقابل مساهمتها، ويحق للشركات الحصول على خصم ضريبي بنسبة 23% مقابل مساهمتها. ويشكل هذا البند القانوني دعمًا غير مباشر من الدولة الإسرائيلية ومن جميع دافعي الضرائب لمختلف الجمعيات، فمن خلاله، تمنح الدولة إعفاء ضريبيًا مقابل التبرعات المقدمة لهذه المؤسسات العامة، وبالتالي تشجيع التبرع بالأموال لها و لأغراضها".
وأجرى معد التحقيق أوري بلاو عملية حسابية بناءً على بند 46 لمعرفة حجم المساهمة الحكومية الإسرائيلية في إجمالي التبرعات للإرهابي عميرام بن أوليئيل، وتوصل إلى أن حجم الدعم الحكومي الإسرائيلي لإجمالي التبرعات التي تم جمعها لعميرام بن أوليئيل يصل نصف مليون شيكل، أي ما يعادل ثلث التبرعات.
حجم الدعم الحكومي الإسرائيلي لإجمالي التبرعات التي تم جمعها لعميرام بن أوليئيل يصل لنصف مليون شيكل، أي ما يعادل ثلث التبرعات
وبيّن معد التحقيق، أن جمعية "حونينو" تتلقى التبرعات من الولايات المتحدة أيضًا، التي تمر عبر الصندوق المركزي الإسرائيلي، وهو صندوق معترف به لأغراض ضريبية في الولايات المتحدة.
وانطلقت حملة جمع التبرعات، الأسبوع الماضي، تحت عنوان "نضع حدًا للمؤامرة"، في ظل مطالبات أعضاء كنيست بتحسين ظروف سجن الإرهابي عميرام بن أوليئيل، وقد أعلن القائمون على الحملة أنها "ستساعد في دعم أنشطة الإفراج عن عميرام بن أوليئيل"، أي أنها لا تقتصر على تحسين ظروف سجنه.
ومع انطلاق حملة التبرعات، أعلنت عضو الكنيست ليمور سونهار ميلخ، من حزب "القوة اليهودية"، دعمها للإرهابي عميرام بن أوليئيل، ووصفته بأنه "رجل صالح وقديس" حسب تعبيرها. كما دافع وزير التراث عميحاي إلياهو من حزب "القوة اليهودية" أيضًا عن الإرهابي بن أوليئيل، وقال إنه "لا يثق بمنظومة القضاء الإسرائيلية" التي أدانت الإرهابي وحكمت عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات.
وكشفت القناة 13 أن المغني الإسرائيلي الشهير أرئيل زيلبر، انضم إلى المتبرعين للإرهابي عميرام بن أوليئيل، علمًا أن المغني أرئيل زيلبر، حائز على جوائز إسرائيلية هامة لمساهمته الفنية، ومن المقرر أن يقام له حفلٌ كبيرٌ خلال الشهر المقبل في قاعة الثقافة في تل أبيب، بمناسبة بلوغه 80 عامًا.
وأعلن يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعمه لعميرام بن أوليئل، وشارك، يوم الجمعة الماضي، منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي دافع فيه عن الإرهابي، وذلك في الوقت الذي كان نتنياهو يلقي خطابه في الأمم المتحدة، وكان يائير برفقته في نيويورك.
يُشار أن جمعية "حونينو" لم تكن الوحيدة التي جمعت تبرعات للإرهابي عميرام بن أوليئيل. فقد كشف تحقيق مشترك بين منظمة "شومريم" ووكالة "أسوشيتيد برس" أن جمعية "شالوم أسيرايخ" تبرعت أيضًا لعميرام وإرهابيين يهود آخرين من خلال جمعية أمريكية. ثم بعد نشر التحقيق، توقفت الجمعية الأمريكية عن التعاون مع جمعية "شالوم أسيرايخ".
وأشار تحقيق "شومريم" إلى حوادث سابقة تصدر فيها عمل جمعية "حونينو" والمادة 46 عناوين الأخبار، ففي عام 2015 تم الكشف أن جمعية "حونينو" تدعم ماليًا أفراد عائلات اليهود الضالعين في جرائم قتل على أساس قومي. وعلى هذا الأساس، أوقف صندوق "إسرائيل" المركزي مؤقتًا جمع التبرعات للجمعية في الولايات المتحدة. كما تقدم عضو الكنيست السابق موشي راز بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للتدخل لدى وزارة المالية الإسرائيلية بإلغاء المنحة الخاصة بالجمعية. وردت وزارة المالية، أن جمعية "حونينو" تعهدت في جلسة استماع بوقف تحويل الأموال لليهود المدانين بالإرهاب، والتركيز على تقديم المساعدة القانونية لهم، ليقرر موشي راز إثر ذلك سحب الالتماس.
في عام 2015 تم الكشف أن جمعية "حونينو" تدعم ماليًا أفراد عائلات اليهود الضالعين في جرائم قتل على أساس قومي
وأفاد الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس ابو عرقوب، أن المعلومات المتاحة في وسائل الإعلام الإسرائيلية تظهر أن جمعية "أسيرايخ" -التي تعني بالعربية "أسرى إسرائيل"- هي جمعية مسجّلة لدى مُسجل الجمعيات الإسرائيلي، وهي الجهة الحكومية التي تملك ترخيص الجمعيات، مبينًا أن جمعية "أسيرايخ" تقدم الدعم المالي للإرهابيين اليهود الذين أدانتهم محاكم إسرائيلية بتنفيذ عمليات إرهابية أسفرت عن قتل فلسطينيين، ومن بينهم مرتكبو جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير في القدس، وجريمة حرق عائلة دوابشة في دوما.
وأكد أنس أبو عرقوب، أن القيادي في تنظيم "تدفيع الثمن"، المحامي حنمل دروفمان، هو المستشار القانوني لهذه الجمعية، قبل أن يصبح مدير مكتب وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير.
يُشار أن المحكمة المركزية الإسرائيلية في اللد حكمت على الإرهابي عميرام بن أوليئيل إن بالسجن المؤبد ثلاث مرات، ثم أيدت المحكمة العليا الحكم، ردًا على استئناف الإرهابي بن أوليئيل ضد الحكم. ولم يكن عميرام بن أوليئيل وحده في تنفيذ جريمته، غير أن الإرهابيين الآخرين حصلا على حكمين مخففين جدًا، ولم يكن الحكم المؤبد إلا لقائد الخلية.