26-أبريل-2024
جيش الاحتلال

الترا فلسطين | فريق التحرير

بيّن تحقيق أجرته قناة "كان" الإسرائيلية أن جنود الاحتلال، الذين يحملون جنسيات أجنبية ويشاركون في العدوان على قطاع غزة، يخشون من كشف هوياتهم على يد نشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الأجنبية، مما قد يؤدي إلى مواجهتهم بتحقيقات سياسية واجتماعية، وتزايد المخاوف من محاكمتهم في بلدانهم الأصلية.

واكتسبت القضية أهمية أكبر، بعد إعلان جنوب إفريقيا عزمها محاكمة مواطنيها الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب عند عودتهم إلى بلادهم. هذا الإعلان أثار قلقًا لدى المسؤولين الإسرائيليين والمجندين والجنود الذين يحملون جنسيات مزدوجة.

الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا أكدت أنه تم إعداد ملف بأسماء جميع الجنوب أفريقيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي

وتناول التحقيق مجندة تُعرف باسم "أنجيلا"، وكانت قد هاجرت إلى جنوب إفريقيا قبل نحو عشر سنوات. وخدمت "أنجيلا" في الجيش الإسرائيلي بالخدمة الإلزامية وتقوم حاليًا بالخدمة الاحتياطية. تم الكشف عن هويتها في الإعلام الجنوب أفريقي في السابق، مما أدى إلى إطلاق حملة إعلامية ضدها وملاحقتها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت "أنجيلا": "لو سافرت إلى جنوب إفريقيا، ربما تم اعتقالي ومحاكمتي كنموذج"، وأضافت أن الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا أكدت أنه تم إعداد ملف أو وثيقة بأسماء جميع الجنوب أفريقيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي.

وتتبنى جنوب أفريقيا مواقف قوية ضد الاحتلال، لا سيما خلال العدوان على القطاع، وليس فقط من خلال محاكمة الاحتلال في لاهاي، بل أيضًا من خلال تهديدات واضحة بمحاكمة الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر جنوب إفريقية ويخدمون في الجيش الإسرائيلي، ويشاركون في جرائم الحرب في القطاع.

واستحضرت القناة تصريحات وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية ناليدي باندور، التي قالت فيها: "أصدرت رسالة تحذير لمواطني جنوب إفريقيا الذين يخدمون مع الجيش الإسرائيلي: عندما تعودون إلى البلاد، سنقوم بمحاكمتكم".

لم تقتصر الظاهرة على جنوب أفريقيا، بل امتدت المخاوف لجنود يحملون جنسيات أوروبية وغربية

وأدلى المحامي دافيد بنيامين، الذي كان يعمل سابقًا ضابطًا في النيابة العسكرية وهو الآن يشغل رتبة مقدم في جيش الاحتياط، بتصريح للقناة قائلاً: "هناك دول معينة، وأهمها جنوب إفريقيا، تهدد بتوقيف مواطنيها الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وذلك وفق القانون الجنوب إفريقي الذي يمنع مواطنيها من الخدمة في قوات جيش أجنبي".

من جانبها، اعتبرت "أنجيلا"، أن موقف جنوب أفريقيا لا ينبع من معاداة للسامية، وقالت: "المشكلة ليست بسبب معاداة السامية أو الصهيونية، بل هي نتيجة لتاريخ جنوب إفريقيا و الأبارتهايد وغضب الجالية المسلمة بسبب ما يحدث للشعب الفلسطيني". 

ونوهت القناة بأن هذه الظاهرة ليست مقتصرة فقط على جنوب أفريقيا، حيث تم الكشف في هولندا عن تفاصيل حول مجندة إسرائيلية من أصل هولندي نشرت فيديو داخل مركبة عسكرية عبر تطبيق تيك توك، مما أدى إلى ملاحقة والدتها التي تعيش هناك، وتقدمت منظمة إسلامية بشكوى لمكتب المدعي العام. كما تقوم منظمات داعمة لفلسطين في هولندا بالكشف عن هويات الجنود الإسرائيليين من ذوي المواطنة المزدوجة.

وفيما يتعلق بالوضع في هولندا، قال المحامي دافيد بنيامين: "هناك جالية يهودية كبيرة في هولندا ولديها مشاعر صهيونية، ويوجد الكثير من المتطوعين في الجيش الإسرائيلي من هولندا، يفتخرون بخدمتهم في الجيش الإسرائيلي، ولكنهم يخشون الإفصاح بذلك خوفًا من استخدام ذلك ضدهم".

ومن ثم استعرضت القناة قصة مجندة أخرى من كندا، التي قالت: "نشأت في كندا التي تدعم دائمًا إسرائيل، وبشكل مفاجئ بدأت أشعر بالخوف من التعرض للملاحقة بعد ازدياد الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين، وبدأت أفكر إن كنت سأتعرض لمشاكل هناك؟".