04-نوفمبر-2023
مخيم جباليا

مخيم جباليا. تصوير أنس الشريف

الترا فلسطين | فريق التحرير

أثبتت صحيفة نيويورك تايمز  الأمريكية في تحقيق نشرته، أمس الجمعة، أن اللقطات التي نشرها جيش الاحتلال والتي يدعي فيها استشهاد رئيس وحدة الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس محمد العصار يوم الأربعاء، هي في الواقع لقطات أظهرت الهجوم على جباليا يوم الثلاثاء، والتي زعمت "إسرائيل" أنها استهدفت فيه القيادي في حماس إبراهيم البياري.

وذكرت التايمز أن جيش الاحتلال رفض التعليق على ما أسمته الصحيفة بـ"التناقض" في رسائله العامة حول الهجوم المتكرر على جباليا. 

وكان الاحتلال قد نشر لقطات عبر منصة X أعلن فيها عن استشهاد القيادي  إبراهيم البياري يوم الثلاثاء الماضي، ومن ثم لقطات ادعى فيها استشهاد محمد العصار يوم الأربعاء الماضي.

ووجدت التايمز أن الاحتلال استخدم ما لا يقل عن قنبلتين زنة ألفي رطل خلال الهجوم الجوي، يوم الثلاثاء الماضي، على جباليا، وذلك وفقًا لتحليل  قام به خبراء لصور الأقمار الصناعية والصور ومقاطع الفيديو.

وكتبت أن استخدام "إسرائيل" لمثل هذه القنابل، وهي ثاني أكبر نوع في ترسانتها، ليس بالأمر غير المألوف، والحجم بشكل عام هو الأكبر الذي تستخدمه معظم الجيوش بشكل منتظم. ويتم استخدامها لاستهداف البنية التحتية تحت الأرض، لكن انتشارها في منطقة كثيفة السكان ومكتظة مثل جباليا يثير تساؤلات حول ما أسمته "التناسب"، وإن ما كانت الأهداف المقصودة لـ"إسرائيل" تبرر عدد الشهداء المدنيين والدمار الذي تسببه ضرباتها.

وكان الاحتلال قد ارتكب ثلاث مجازر في جباليا خلال يومين، والذي أوقع مئات الضحايا ما بين شهداء وجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، ودمر حيًا سكنيًا كاملًا.

وأظهرت الأدلة والتحليلات، التي قدمتها صحيفة نيويورك تايمز، أن حجم الحفرتين الناتجتين من القصف وصل إلى حوالي 13 مترًا، وهي أبعاد تتفق مع الانفجارات تحت الأرض التي قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة في التربة الرملية الخفيفة، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها شركة Armament Research Services، وهي شركة استشارية لأبحاث الذخائر، في عام 2016.

تظهر بعض الحفر الناتجة عن الغارة الجوية التي وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الأول في صورة القمر الصناعي هذه التي تم التقاطها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني.
صورة قمر صناعي للحفر الناتجة عن قصف الاحتلال للحي السكني في جباليا.

وقال مارك غارلاسكو، أحد مؤلفي الدراسة، في لقاء مع نيويورك تايمز إن القنابل ربما كانت تحتوي على "صمام تأخير"، والذي يؤخر التفجير حتى أجزاء من الثانية بعد اختراق السطح أو المبنى بحيث تصل القوة التدميرية للانفجار إلى عمق أكبر.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإنه عادة ما يتم تجهيز القنابل بمجموعات توجيه تسمى ذخائر الهجوم المباشر المشترك، مما يحولها من ما يسمى بـ"القنابل الغبية" إلى أسلحة دقيقة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وقال مارك غارلاسكو، الذي يعمل مستشارًا عسكريًا لمنظمة PAX الهولندية، إنه من غير الواضح من خلال الصور وحدها ما إذا كانت القنابل مجهزة برؤوس حربية خارقة للتحصينات، والتي تم تصميمها لاختراق الهياكل العسكرية المعززة.

صورة جوية للحفر التي تسبب بها القصف العشوائي لجباليا.
صورة جوية للحفر التي تسبب بها القصف العشوائي لجباليا.

وذكرت الصحيفة أن القنبلة الوحيدة الأكبر حجمًا في ترسانة الاحتلال تتراوح ما بين 4500 إلى 5000 رطل، وأضافت أن 83 دولة وقعت، بما فيها الولايات المتحدة ولكن ليس "إسرائيل"، على التزام بالامتناع "حسب الاقتضاء، عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان" بسبب احتمال إلحاق الأذى بالمدنيين.

فيما قال عمر شاكر، مدير مكتب "إسرائيل" وفلسطين في هيومن رايتس ووتش: "إن القصف الإسرائيلي المستمر لغزة، بما في ذلك الهجوم على جباليا، يضخم هذا القلق عدة مرات".