الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف تقرير نشرته صحيفة "the marker" العبرية الاقتصادية، من إعداد الصحفي والمعلق الاقتصادي إيتان أفريل، أن أثرياء أمريكيين يقفون خلف محاولات "القضاء على إسرائيل الليبرالية" وفق وصفه، وهم يمولون مركز الأبحاث الأغنى في "إسرائيل"، وهو "منتدى كوهلت"، مؤكدًا أن هذا المنتدى هو من أعد قانون الجنسية ومقترحات التعديلات القضائية التي أثارت رفضًا عارمًا في "إسرائيل"، بسبب تقليصها لقوة السلطة القضائية لصالح الكنيست والحكومة.
"منتدى كوهلت" يملك علاقات وثيقة مع عدد كبير من أعضاء الكنيست الحاليين والسابقين والناشطين السياسيين من أحزاب اليمين، ويُروج للخطة التي تقدم بها الوزير ياريف ليفين بالتعاون مع عشرات الخبراء القانونيين والاقتصاديين
وقال إيتان أفريل في تقريره، إن هناك إجماعًا في "إسرائيل" بأن وزير القضاء ياريف ليفين رغم تأهيله العلمي القانوني، لكن ليس بإمكانه إعداد مقترح التعديلات القانونية التي اقترحها، وأن وزارة القضاء عمومًا ليس لها علاقة بمسودات القوانين، مبينًا أن كبار المسؤولين في وزارة القضاء والمستشار القانوني للحكومة اطلعوا على وثيقة ياريف ليفين لأول مرة قبل يومين فقط من كشفه لها.
وأكد إيتان أفريل، أن الجهة التي صاغت التعديلات المقترحة هو "منتدى كوهلت" وأشخاص آخرون مختصون في القانون مرتبطون بهذا المنتدى، مبينًا أن بصمات منتدى "كوهلت" واضحة في كل مكان، فبعض الملاحظات التفسيرية المتعلقة بالتغيير في تكوين لجنة اختيار القضاة مقتبسة بالكامل تقريبًا من دراسة أجريت لصالح المنتدى في عام 2019.
وأوضح أفريل، أن "منتدى كوهلت" يملك علاقات وثيقة مع عدد كبير من أعضاء الكنيست الحاليين والسابقين والناشطين السياسيين من أحزاب اليمين، ويُروج للخطة التي تقدم بها الوزير ياريف ليفين بالتعاون مع عشرات الخبراء القانونيين والاقتصاديين.
وأضاف، أن "منتدى كوهلت" منذ إنشائه قبل عقد من الزمن، كان يعمل بشكل كامل من وراء الكواليس، من خلال ميزانية سنوية تبلغ عشرات ملايين الشواقل، وهي توفر رواتبًا لنحو 100 باحث وموظف، ينشرون مقالات رأي ومدونات، وبالنشر على مواقع التواصل أيضًا، بما في ذلك "Tiktok".
ويقترح "منتدى كوهلت"، بحسب التقرير، سياسات تعارض مبدأ تحديد الحد الأدنى للأجور، ومبدأ دولة الرفاهية، وتناهض أيضًا سلسلة من حقوق العمال، كما ترفض توسع نطاق عمل القطاع العام. وتقوم وجهة نظر "منتدى كوهلت" على أساس القومية وفرض نظام استبدادي وديمقراطية رمزية وسوق حرة، خاصة لمن يمتلكون الثروة، وهؤلاء يتمتعون بالإعفاءات الضريبية.
وأفاد إيتان أفريل، أن أكبر ممولي "منتدى كوهلت" هما آرثر دانشيك وجفيري ياس، وهما من اليهود الأمريكيين أصحاب المليارات. وجفيري ياس هذا، ورد ذكره لأول مرة في تقرير نشرته صحيفة "the marker" في عام 2021، أوضحت فيه أنه "شخص عبقري في الأمور المالية". أما دانشيك فهو من المستثمرين الأوائل في الشركة المالكة لتطبيق "Tiktok"، وهو مدير الشركة بموجب الـ15% التي يمتلكها من أسهم الشركة.
"نهاية هذه القصة معروفة مسبقًا، ورأيناها بالفعل مرات عديدة في التاريخ. يتمتع الأغنياء والحكومة نيابة عنهم بثروة البلاد، ويعملون على مدار الساعة للتأكد من أنها لن تتغير، وأن لا أحد لديه القوة السياسية لتحديها".
وأوضح، أن جفيري ياس حل منذ العام الماضي في المرتبة 37 في قائمة أغنى رجل في العالم وفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ". بينما يحتل آرثر دانشيك المرتبة 104 في قائمة مجلة "Forbes" لأغنى أغنياء أمريكا، مؤكدًا أن التبرعات الضخمة التي يقدمونها سنويًا لمنتدى "كوهلت" لا تلحق الضرر بأرصدتهم البنكية.
وأشار أفريل إلى أن جفيري ياس وآرثر دانشيك يتصرفان "بسرية غير عادية" ومن وراء الكواليس مثل "منتدى كوهلت". لكن في واحدة من المرات القليلة التي تحدث فيها جفيري ياس، أوضح أنه يعارض تطبيق أي نوع من التنظيم القانوني على الشركات، وأكد أنه ينكر وجود أزمة مناخ، ويرفض المساهمة في معالجتها، كما يعارض أي تدخل حكومي في أعماله وأمواله.
ولخص إيتان أفريل، طموحات "منتدى "كوهلت" والقائمين عليه في "إسرائيل" بقوله: "نهاية هذه القصة معروفة مسبقًا، ورأيناها بالفعل مرات عديدة في التاريخ. يتمتع الأغنياء والحكومة نيابة عنهم بثروة البلاد، ويعملون على مدار الساعة للتأكد من أنها لن تتغير، وأن لا أحد لديه القوة السياسية لتحديها".