19-يوليو-2021

مدينة اللد في 13 أيار/ مايو تزامنًا مع العدوان على القدس وغزة (AHMAD GHARABLI/Getty)

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير 

يدير جهاز "الشاباك" الإسرائيلي "معركة هادئة" لاعتقال الشبان الفلسطينيين الذين شاركوا في التظاهرات داخل الخط الأخضر، تزامنًا مع العدوان على قطاع غزة.

 "معركة هادئة" يديرها جهاز "الشاباك" الإسرائيليّ تهدف لاعتقال المشاركين في مواجهات الداخل الفلسطيني 

وجاء في تقرير أعدّه معلّق الشؤون العسكرية أمير بخبوط في موقع "واللا" العبري أنه ومنذ قيام "إسرائيل" لم يجد جهاز "الشاباك" نفسه مضطرًا لمواجهة هذا الكمّ من العمليات التي نفذها فلسطينيون يحملون الهوية الإسرائيلية، مثلما حدث مؤخرًا.

وأضاف التقرير، بدا واضحًا أنّ جهاز "الشاباك" أطلق معركة خفيّة ضد منفذي العمليات، حيث جرى اعتقال المئات، واقتياد المشتبه بهم إلى زنازين التحقيق.

ووفق ما أورده التقرير ففي الأيام العادية، فإن ضباط الميدان ورؤساء الأقسام معتادون على مواجهة عمليات أكثر حساسية وسرية مثل محاولات تجنيد لجمع المعلومات الاستخبارية أو تنفيذ "عمليات".

وبحسب الموقع فإن الشبان الذي اعتقلهم جهاز "الشاباك" اعتادوا على أن يجري اعتقالهم من قبل الشرطة، وأن يخضعوا لأساليب تحقيق تقليدية تتسم بالقسوة والسرعة، وفي النهاية يلتقون بمحاميهم وفي الغالب فإن الطريق نحو الإفراج يكون قصيرًا.

ويقول محقق سابق في "الشاباك" إن المعتقلين وجدوا أنفسهم هذه المرّة أمام نمط تحقيق مختلف، فالقانون يتيح منع زيارتهم من جانب المحامي، كما أن المحقق في محادثاته معهم يحاول اختراق أدمغتهم بواسطة اللغة والكلمات وفهم الثقافة العربية والإطار الجغرافي القادم منه الأسير، ويتحدث معهم عن تفاصيل الحياة محاولًا معرفة شخصياتهم وخلفياتهم، مدّعيًا أنّ "قوّة الشاباك لا تنبع من قوته وإنما من ذكائه"، على حد قوله.

وطبقًا للموقع فإن التعليمات الصادرة عن رئيس "الشاباك" نداف أرغمان تشير إلى أنه يتوجّب فك ألغاز كل عمليات إطلاق النار وإلقاء الزجاجات الحارقة، والوصول لكل من شارك في ذلك خلال المظاهرات. وتنفيذًا لتعليمات أرغمان جرى تحديد 90 حادثة واضحة، و66 عملية صنفت "إرهابية" من بينها 30 عملية خطيرة، جزء منها عمليات إطلاق نار، جرى فك ألغاز 22 منها، وبقيت 8 قيد التحقيق، و40 عملية إلقاء زجاجة حارقة وإحراق دوريات شرطة، وجزء من الضالعين باتوا مطاردين.

وأشار الموقع إلى أنّه ولفهم حجم التحدي الماثل أمام قسم "إسرائيل والخارج" في "الشاباك" يجب إدراك أنه وخلال السنوات العشر الماضية وقعت 30 عملية نفذها فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية، وكانت دوافعها جميعها شخصية، لكن، وبشكل مفاجئ وقعت 70 عملية على خلفية قومية.

واعتبر "واللا" أنّ دخول "الشاباك" على مسار الأحداث جلب معه حالة ردع سريعة، وبناءً على ذلك تراجعت حدّة العنف خلال أربعة أيام، فمصطلح "مخابرات" باللغة العربية له مدلول رادع في الشرق الأوسط وليس فقط في إسرائيل" على حدّ قوله.

 موقع واللا: التحدي الآن يكمن في مواصلة مراقبة الجمر الكامن تحت الرماد للتأكد من عدم اشتعال النار مجددًا 

وأكد معد التقرير أن جهاز "الشاباك" نفذ عمليات مسبقة قبل إطلاق معركته الهادئة وهي عبارة عن "سلسلة مصادقات قضائية من أجل زيادة دقة عمليات الاعتقال"، وذلك تلميحًا لاستخدام الوسائل التقنية في التجسس وانتهاك الخصوصية باختراق هواتف وحواسيب، وهي تقنيات يستخدمها في العادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تسري داخل الخط الأخضر.

وختم الموقع بالقول إنّ إغلاق الحساب من جانب "الشاباك" مع المتظاهرين باعتقالهم ومحاكمتهم كانت البطانية التي ألقيت على شعلة النار ومكنت من إخمادها، مضيفًا أنّ التحدي الآن يكمن في مواصلة مراقبة الجمر الكامن تحت الرماد للتأكد من عدم اشتعال النار مجددًا.


 اقرأ/ي أيضًا: 

 فلسطينيو الداخل في مواجهة إرهاب مشترك بين أذرع الدولة والمستوطنين

فلسطينيون من الداخل والقدس تعرضوا للابتزاز بعد رحلات إلى فلل في أريحا