23-مارس-2023
جو بايدن ونتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير

استعرض الكاتب الإسرائيلي باراك رابيد، ملامح أزمة قال إنها نشأت بين إدارة جو بايدن وحكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وذلك في مقال نشره موقع "واللا" العبري وموقع "اكسيوس" الأمريكي، مساء اليوم الأربعاء.

أوضح رابيد، أن العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو وقعت خلال فترة وجيزة في أزمة خطيرة تُظهر بشكل إضافي التدهور العام في "مكانة إسرائيل الدولية" منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة

وقال باراك رابيد، إن إدارة بايدن اتخذت "خطوة غير عادية" عندما استدعت السفير الإسرائيلي في واشنطن لإجراء محادثة استيضاح، معتبرًا أن هذه الخطوة "تهدف إلى إرسال إشارة لبنيامين نتنياهو أنه بعد أقل من ثلاثة أشهر من أداء حكومته اليمين تواصل تأزيم العلاقات مع البيت الأبيض". وأفاد أن مصدرًا مطلعًا على تفاصيل المحادثة بين السفير والمسؤول الأمريكي، أوضح أنها كانت "صعبة ومتوترة للغاية".

وأوضح رابيد، أن العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو وقعت خلال فترة وجيزة في أزمة خطيرة تُظهر بشكل إضافي التدهور العام في "مكانة إسرائيل الدولية" منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة، مبينًا أن جزءًا كبيرًا من أسباب الانتقاد في العالم وتزايد الضغط الدولي نابع من قرارات وبيانات متهورة لوزراء الحكومة.

وتابع: "على الرغم من أن نتنياهو يرأس أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، إلا أنه عندما تولى منصبه قررت إدارة بايدن تجنب المواجهة معه وأملت أن يكون ممكنًا العمل معًا لتحقيق المصالح المشتركة، مثل احتواء إيران وتوسيع اتفاقية أبراهام التطبيعية. نتنياهو نفسه حاول تهدئة مخاوف العالم بشأن حكومته، وأكد لكبار المسؤولين في إدارة بايدن وكذلك في المقابلات التي أجراها مع وسائل الإعلام الأمريكية أنه سيكون ممسكًا بيده عجلة القيادة وليس شركاءه المتطرفين في الائتلاف الحكومي".

وأفاد باراك رابيد أن مسؤولين كبار في إدارة جو بايدن أبلغوه أنهم يعلمون أن الأزمة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستكون مسألة وقت فقط، لكنهم حاولوا تأجليها قدر الإمكان، ولذلك في الأسابيع الأولى بعد تشكيل الحكومة حافظوا على ضبط نفس نسبي، حتى في مواجهة تحركات مثل الإعلان عن منح تراخيص بناء في المستوطنات على نحو غير مسبوق  وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية.

وأضاف، أن البوادر الاولى للتدهور في العلاقة ظهرت بعد تصريح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول وجوب "محو" قرية حوارة، إذ شكلت التصريحات "صدمة" للأمريكيين، خاصة أنها جاءت بعد يوم واحد من القمة السياسية - الأمنية في العقبة، ولذلك تقرر مقاطعة المسؤولين الأمريكيين لسموتريتش في زيارته إلى الولايات المتحدة، بل إن نقاشات جرت لرفض منح سموتريتش تأشيرة دخول.

القشة التي قصمت ظهر البعير"، يواصل باراك رابيد كلامه، فهي المصادقة على قانون إلغاء فك الارتباط في شمال الضفة الغربية، إذ اعتبرت إدارة بايدن هذه الخطوة انتهاكًا للالتزام الذي قدمته حكومتان إسرائيليتان، بما في ذلك الحكومة الحالية

وبيّن رابيد، أن بايدن أجرى مكالمة هاتفية "غير عادية" مع نتنياهو يوم الأحد، أعرب خلالها عن قلقه من خطة الإصلاحات القضائية التي ستؤدي لإضعاف القضاء، ثم تبع ذلك إدانة شديدة من الإدارة الأمريكية لادعاء بتسلئيل سموتريتش أن الشعب الفلسطيني "اختراع" وظهوره بجوار خريطة "أرض إسرائيل الكاملة".

"أما القشة التي قصمت ظهر البعير"، يواصل باراك رابيد كلامه، فهي المصادقة على قانون إلغاء فك الارتباط في شمال الضفة الغربية، إذ اعتبرت إدارة بايدن هذه الخطوة انتهاكًا للالتزام الذي قدمته حكومتان إسرائيليتان، بما في ذلك الحكومة الحالية، للولايات المتحدة. وبحسب رابيد، فقد قررت الخارجية الأمريكية اتخاذ خطوة دبلوماسية أخرى غير عادية، فاتصل مسؤول كبير في الخارجية مع السفير الإسرائيلي واستدعاه لإجراء مكالمة مع نائبة وزيرة الخارجية.

ونوه أن آخر مرة استدعت فيها واشنطن سفيرًا إسرائيليًا لمحادثة غير عادية كانت في شهر آذار/مارس 2010، عندما أعلنت إسرائيل اسصدار تراخيص للبناء في في مستوطنة "غفعات شلومو" في شرق القدس، أثناء زيارة جو بايدن (الذي كان نائب الرئيس حينها) إلى "إسرائيل".