07-نوفمبر-2023
مستشفى الشفاء

منذ بداية العدوان الحالي على قطاع غزة، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، يحرض على مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والذي يُعدّ المركز الطبي الأساسي والأهم في القطاع، والذي يضم مئات الجرحى وآلاف النازحين.

ويقدم المتحدث باسم الاحتلال، مزاعمه من أجل تبرير استهداف المستشفى، أو السيطرة عليه، مع قراءة الحالة الميدانية، التي تظهر توجه جيش الاحتلال وتقدم عدوانه البري، باتجاه مستشفى الشفاء من أجل احتلاله.

وجاء كل الحديث والتحريض الإسرائيلي، من أجل تبرير احتلال الموقع الطبي في غزة، بالإضافة المستشفى الإندونيسي في الشمال، وغيرها من المراكز الطبية والعلاجية.

التحريض الإعلامي الإسرائيلي الأبرز، يدور حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما قد يكون مقدمة من أجل احتلاله

من جانبها، دعت حركة حماس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة مستشفيات غزة للتحقق من رواية إسرائيل الكاذبة بشأن استخدام الحركة لها كمواقع مقاومة.

وأضافت الحركة في بيانها يوم أمس: "ما ساقه الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني، في مؤتمره الصحفي، مجرّد كذِب وفبركات إعلامية وافتراءات مفضوحة".

ومنذ بداية الأيام الأولى للعدوان البري، يواصل المتحدث باسم جيش الاحتلال، التحريض على مستشفى الشفاء، بالتزامن مع قصف في محيط كافة المستشفيات، في محاولة لنزع الشرعية والإنسانية عن كل ما يتواجد في قطاع غزة، تساوقًا مع الحملة الإسرائيلية التي لا ترى وجودًا لأي مدني في قطاع غزة.

getty

تحريض إعلامي على مستشفى الشفاء

وبالطبع، يتلقف الإعلام العبري، كل هذه المزاعم، ويدعم تحويلها إلى حقائق، في ظل إعلام مجند بالمعنى الحرفي، يرفع شعارات "شعب المقاتلين"، و"معًا ننتصر"، على صفحاته الأولى وفي مواقعه الإلكترونية، ويستخدم لغة إبادوية ضد سكان  قطاع غزة.

ونشر المهندس المعماري الإسرائيلي تسفي ألهايني، مقالًا على صفيحة "يديعوت أحرونوت"، يتحدث عن تاريخ مستشفى الشفاء معماريًا، افتتح بجملة أساسية تزعم "سيطرة حركة حماس عليه".

واعتمد التقرير بالأساس على مزاعم المتحدث باسم الجيش، محاولًا استعراض تاريخ المستشفى، الذي يقول إنه "إسرائيل بنته"، والحقيقة هي حصول توسيعات فيه المستشفى الذي بني في عهد الاستعمار البريطاني، ما بعد احتلال 1967.

وفي "تقرير" لها، نشرت مراسلة الشؤون الفلسطينية، في القناة 12 الإسرائيلية، مزاعم جيش الاحتلال، بتواجد عناصر المقاومة، في مستشفى الشفاء، زاعمةً أن "البنية التحتية المركزية لحماس" تتواجد في المستشفى.

وفي تقرير على موقع "واي نت"، النسخة الإلكترونية من صحيفة يديعوت أحرونوت، تفاخر الصحفي الإسرائيلي إيتمار إيشنر، في فعالية ما يروجه المتحدث باسم جيش الاحتلال.

وأشار المقال التحريضي، إلى أن صحيفة "التلغراف" و"صن"، اعتمدتا على المتحدث باسم جيش الاحتلال، للحديث عن "المستشفيات في قطاع غزة"، وحركة حماس.

وأكد على أن هذا النشر، لم يحدث، إلّا بعد تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري.

getty

ويواصل رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق مئير بن شبات، توجيه تعليماته التحريضية، قال في مقال: "بقدر ما تكون المستشفيات في غزة بمثابة مقر قيادة، وتوفر المأوى لنشطاء حماس وقناة إمداد منتظمة لهم، فمن الأفضل العمل ضدهم مبكرًا.. وبما أنه سيتعين علينا التعامل معهم في كل الأحوال، فمن الأفضل أن يتم ذلك مبكرًا وتجنب الأضرار المحتملة بسبب التأجيل"، وفق مقاله.

تاريخ من التحريض

ظهر التحريض الأول على مستشفى الشفاء، في عام 2008-2009، خلال العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، بعد حوالي عام من حصاره الشامل.

وكان من تصدر هذا التحريض صحيفة "هآرتس"، عن طريق معلقها العسكري عاموس هارئيل، الذي قال: "يختبئ كبار مسؤولي حماس في غزة في "مخبأ" بنته إسرائيل، كما يشتبه مسؤولو المخابرات: يُعتقد أن العديد منهم موجودون في أقبية مجمع مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الذي تم تجديده أثناء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة".

وكررت وسائل إعلام إسرائيلية، وكذا صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية" التحريض على المستشفى، في العدوان الكبير عام 2014.

أمّا الطابق السفلي، الموجود تحت المستشفى، والذي تتحدث عنه دولة الاحتلال، فهي من قامت بتشيّده، وقامت باستخدامه على أساس عسكري.

ومنذ بداية العدوان، طالب جيش الاحتلال بإخلاء عدة مستشفيات، وهي مهمة مستحيلة، وارتكبت "إسرائيل" مجزرة في المستشفى المعمداني، كما أخرجت 16 مستشفى عن الخدمة، وحوالي 34 مركزًا صحيًا، كما هددت عدة مستشفيات بالنار، من بينها مستشفى الشفاء، الذي قصفت مدخله قبل أيام، وقامت بقصف أحد مبانيه أمس، بالإضافة إلى قصف محيط مستشفى القدس طوال اليوم الماضي.

ويسعى جيش الاحتلال إلى تحقيق "صورة نصره"، فوق المجزرة المستمرة، من خلال السيطرة على المركز الطبي الأكبر في قطاع غزة.