07-نوفمبر-2023
gettyimages

مصادر أكدت لـ"الترا فلسطين" على وجود خطة من أجل إعادة العمال إلى قطاع غزة (الترا فلسطين)

تنفي السلطة الفلسطينية، الشروع باتخاذ إجراءات من أجل ترحيل نحو 6 آلاف عامل من قطاع غزة يتواجدون  في الضفة الغربية، بعد اعتقالهم وإلغاء تصاريح عملهم في الداخل، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، إلا أن مجموعة من العمال ومصادر مطلعة أكدت "الترا فلسطين"، شروع السلطة بإجراءات، ما تصفه بـ"الترحيل الطوعي للعمال" إلى قطاع غزة.

وأفاد مصدر أمني خاص لـ"الترا فلسطين"، أن السلطة الفلسطينية شرعت بإجراء ترتيبات مع الصليب الأحمر الدولي، في سبيل إعادة العمال إلى قطاع غزة.

السلطة ترتب إجراءات ترحيل العمال إلى قطاع غزة، من الضفة الغربية، رغم نفي مصادر رسمية القيام بهذه الخطوة

توجهنا إلى مركز رام الله الترويحي، حيث يتواجد ما يزيد عن 500 عامل من قطاع غزة، وأكد كل من توجهنا إليه بالسؤال حول بداية إجراءات ترحيلهم إلى غزة هذه المعلومة، وبأن كل من يرغب بالعودة قام بتسجيل بياناته لدى المسؤولين عنهم في المجمع.

ووفق العمال، الذين تحدثنا معهم، فإن المعلومة الأساسية التي يعرفونها، تتعلق بـ"ترتيبات تجريها السلطة الفلسطينية عبر الصليب الأحمر لإعادتهم إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم".

وأكد أشرف زبن من بيت لاهيا لـ"الترا فلسطين"، أنه تم جمع بطاقات الهوية منهم وأخذ البيانات اللازمة الليلة الماضية، لكل من يرغب بالعودة إلى قطاع غزة اختياريًا، وذلك عبر معبر كرم أبو سالم.

وأكد زبن، بأنه يرفض العودة إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فالظروف هناك تشابه الظروف التي يعيشها في رام الله، إذ لن يستطيع العودة إلى أسرته في شمال القطاع.

getty

من جانبه، قال أحد العمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، وهو من مدينة رفح، إنه قام بتسجيل اسمه من أجل العودة إلى غزة، ولكن لا يوجد شيء واضح بالنسبة إليهم، فلم يقدم لهم الكثير من التفاصيل حول الموضوع.

أحمد صلاح هو الآخر من بين عمال غزة الذي قام الاحتلال بنقلهم إلى رام الله، أكد لـ"الترا فلسطين" بأن باب التسجيل لكل من يرغب بالعودة إلى قطاع غزة تم فتحه، لكنّه لم يقم بالتسجيل لأن لديه مستحقات مالية في إسرائيل تتجاوز 5 آلاف شيقل، وسوف ينتظر حتى يصل إليه أجره ومن ثم يعود.

في جلسة جماعية ضمت 6 عمال، حاورناهم حول فكرة الترحيل إلى غزة، أكد كلهم العمال بأنهم سجلوا الأسماء للعودة، ويرغبون بذلك، وبأنهم تم إبلاغهم بأن الترحيل سوف يكون اليوم (الثلاثاء) عند الساعة الرابعة عصرًا، ولكن جرى تأجيل الموعد، دون تقديم أي تفاصيل أو معلومات واضحة حول الأمر.

اللافت في الأمر، أن بعض العمال سجلوا أنفسهم على قوائم العودة إلى غزة، بالرغم من رفضهم لذلك، في ظل تخوفات وحديث متكرر بين العمال، بأنه سيتم إخلاء الموقع الذي يتواجدون فيه بعد إرجاع أكبر عدد منهم إلى غزة، وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم.

وأكد مصدر خاص رفض الإفصاح عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح لـ"الترا فلسطين"، أن وزارة العمل وبصفتها رئيسة اللجنة التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية، لمتابعة ملف العمال هي من تتولى إجراءات الترتيب مع الصليب الأحمر من أجل بدء ترحيل العمال.

getty

في المقابل، نفى رئيس وحدة تنظيم التشغيل الخارجي وداخل الخط الأخضر في وزارة العمل عبد الكريم مرداوي لـ"الترا فلسطين"، الشروع بإجراءات ترحيل العمال، وبأن هناك قرار برفض هذه الفكرة طالما هناك خطر على حياتهم.

وأكد مرداوي، بأنه في حال كان هناك هدنة وعاد الهدوء إلى غزة قد يتم البدء بهذه الإجراءات.

ورغم تسجيل أسماء العمال على لوائح من أجل العودة إلى قطاع غزة، إلّا أن مرداوي، قال إن "هناك عمال هم من يطالبون بالعودة إلى قطاع غزة، ومنهم من أبدى الاستعداد للتوقيع على تعهد بأنه يتحمل مسؤولية نفسه"، مشيرًا إلى أن لم يتم الشروع بأي إجراءات من أجل الترحيل.

بدورها، نفت مديرة مكتب رام الله والبيرة في الصليب الأحمر سهى مصلح لـ"الترا فلسطين"، تدخل الصليب حاليًا في أي عملية ترحيل للعمال إلى غزة، وبأن الصليب الأحمر لم يقوم بإي إجراءات.

getty

من يتحمل مسؤولية العمال؟

وبالرغم من تعهد السلطة الفلسطينية سابقًا، بتحملها مسؤولية كافة نفقات العمال ومعيشتهم خلال وجودهم في الضفة الغربية، إلا أن العمال أكدوا صرف الأونروا مبلغ 700 شيكل هذا اليوم.

مرداوي، أكد هو الآخر بأن الجهات الرسمية ملزمة بتوفير احتياجات العمال، وبأنه تم صرف مبلغ لدفعة من العمال بقيمة 700 شيكل عبر الأونروا، وسوف تصرف للبقية 700 شيكل أيضًا عبر البنك الدولي بعد يومين.

من جانبه أفاد رئيس اتحاد عمال فلسطين شاهر سعد لـ"الترا فلسطين"، بأن الاتحاد حول مبلغ مليون شيكل للمحافظات من اتحاد العمال العالمي، وذلك كنوع من المساهمة في تغطية الطعام للعمال، موضحًا بأن عدد عمال غزة في الضفة الغربية يصل على 5800 عامل.