08-أكتوبر-2022
.

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤولية جنوده عن قتل المسن عمر أسعد (80 عامًا) مطلع العام الحالي والذي استشهد نتيجة التنكيل فيه من قبل جنود كتيبة "نيتسح يهودا"، خلال اقتحام جنود الكتيبة قرية جلجليا شمال شرق رام الله. وجاء الاعتراف الإسرائيلي، بعد إعلان وزارة الأمن الإسرائيلية عن قرارها تعويض عائلة أسعد، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بمبلغ يصل إلى 500 ألف شيكل.

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤولية جنوده عن قتل المسن عمر أسعد (80 عامًا) مطلع العام الحالي

وتسعى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن يساهم هذا التعويض في إغلاق الملف وإيقاف تبعاته، وذلك باعتبار أن أسعد يحمل الجنسية الأمريكية، وكانت قضيته قد أثارت ضجةً، من ضمنها مطالبة الإدارة الأمريكية بتوضيحات وتحقيقات حول ما حصل مع أسعد وسلوك أفراد الجيش الإسرائيلي الذي أفضى إلى موت المسن أسعد.

وزعم جيش الاحتلال أن قيادة الجيش في الضفة الغربية أجرت تحقيقًا في ملابسات اعتقال أسعد والتحقيق معه، قبل أن ينسحب جيش الاحتلال من القرية ويتركه عدة ساعات داخل منزل قيد البناء مما أدى إلى استشهاده. وأفاد التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن سلوك "الجنود كان غير أخلاقي ويتعارض مع روح وقيم الجيش الإسرائيلي، كما أنه تم توبيخ قائد السرية واستبعاد الجنود المتورطين بالحادثة من العمليات الميدانية". يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه العديد من المنظمات الحقوقية والتقارير الإعلامية، إلى أن سلوك جنود كتيبة "نيستح يهودا" هو فعل مُتأصل في جيش الاحتلال وبنيوي، ولا يشكل استثناءً عن العنف الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وكتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للواء "كفير" هي كتيبة أسسها جيش الاحتلال لضم الجنود المتدينين للخدمة العسكرية، وبرز اسم الكتيبة في وسائل الإعلام بسبب اعتداء جنودها على الفلسطينيين والتنكيل بهم.

وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، انتشر مقطع مصور لعدة ثواني يظهر عناصرًا من جنود الكتيبة ينكلون في شبان فلسطينيين بشكلٍ وحشي غرب مدينة رام الله.

هذا وكان جيش الاحتلال قد تنصل من مسؤوليته عن استشهاده المسن عمر أسعد في بداية الحدث، واعتبر أنه لا يوجد رابط بين استشهاد عمر أسعد ونشاط جنوده في قرية جلجليا.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد كشفت في مطلع شهر أيلول/ سبتمبر من العام الحالي عن اهتمام أظهرته وزارة الخارجية الأمريكية بنشاط كتيبة "نيستح يهودا" على خلفية التقارير المتكررة في الشهور الماضية حول جرائم ارتكبها جنودٌ في هذه الوحدة، أبرزها التسبب باستشهاد المسن عمر أسعد، ومؤخرًا التنكيل بفلسطيني أعزل.

وأوضحت "هآرتس" في حينه، أن السفارة الأمريكية في القدس المحتلة تلقت طلبًا من السلطات الأمريكية بإعداد تقرير داخلي عن أنشطة كتيبة "نيتسح يهودا"، ولهذا الغرض أجرى موظفو السفارة الأمريكية مقابلات مع إسرائيليين وفلسطينيين وجمعوا منشورات في وسائل إعلام وتقارير لمنظمات حقوقية عن أحداث شارك فيها جنودٌ من الكتيبة.

وأضافت، أن الأمريكيين مهتمون بالمدى الطويل لتواجد كتيبة "نيتسح يهودا" في الضفة الغربية، التي تتواجد في مدة تتراوح ما بين 8 -10 شهور سنويًا فهي تتواجد من ثمانية إلى عشرة شهور، ولذلك فإنهم يريدون فحص إن كان يجدر بهم توصية جيش الاحتلال بنقلها من الضفة.

وأشارت "هآرتس" في تقريرها إلى أن كتيبة "نيتسح يهودا" التي تأسست في أواخر التسعينات لتجنيد الشباب الحريديم المتطرفين، الذين يرفضون الخدمة في الكتائب المختلطة مع النساء ويريدون المحافظة على المعايير الدينية، ولكن بعد سنوات من تأسيسها أصبحت ملجأ لعناصر تنظيم تدفيع الثمن الإرهابي ونشطاء اليمين المتطرف الذين لا يتم قبولهم في وحدات أخرى من جيش الاحتلال. مشيرة إلى أن الخلفية الأيديولوجية للعديد من الجنود في هذه الكتيبة والأجواء السائدة فيها، وأحيانًا الإشراف المتراخي من قبل القيادة العليا في جيش الاحتلال، ساهم في ارتفاع نسبة الانتهاكات الموثقة التي يرتكبها جنود هذه الكتيبة بحق الفلسطينيين.