الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن أنّ جيش الاحتلال فكك كتيبة هندسية قتالية تابعة له، بسبب التنكيل بالجنود المستجدين من جانب قادتهم وزملائهم القدامى.
خطوة غير عادية لم يسبق لها مثيل في الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة
وقالت الصحيفة إن الشتائم والعنف الجسدي والحرمان من حقوق الجنود الجدد أدت لاتخاذ الجيش الإسرائيلي قرارًا غير عادي سيتم بموجبه حل الفرقة 605 التابعة للجيش الإسرائيلي، على أن يتم توزيع مقاتليها وضباطها على وحدات أخرى.
وأكد ضابط كبير للصحيفة العبرية أن الحديث يدور عن "خطوة متطرّفة لاجتثاث ظاهرة مقلقة"، وسيتم تقديم لوائح الاتهام قريبًا ضد الجنود والضباط المعتدين.
وبحسب الصحيفة فإن ما حدث في كتبية المعدات الهندسة الميكانيكية التابعة لواء الهندسة القتالية 605 أن "الجنود القدامى منعوا زملاءهم الجدد من النوم في الأسرّة السفلية، وتعالى الصراخ من الجنود الجدد بعبارات مثل "حتى متى؟"، وتم إجبار الجنود المستجدين على تناول بعض منتجات الألبان مثل الجبن الأصفر والامتناع عن الاستحمام قبل الجنود القدامى. وأشارت إلى أن الجنود الشبان الذين تجرأوا على خرق هذه القوانين تعرّضوا للسب من قبل قدامى المحاربين، وأحيانًا تعرضوا للضرب الجسدي.
وطبقًا للصحيفة، حاول قادة اللواء مكافحة الظاهرة الخطيرة، ولكن بعد كل المحاولات الفاشلة، وافق كبير الضباط، العميد عيدو مزراحي، في خطوة غير عادية لم يسبق لها مثيل في الجيش في السنوات الأخيرة، على تفكيك الكتيبة التي تعمل بشكل روتيني على أدوات هندسية مثل جرافات D-9 مع الدبابات برفقة قوات المشاة، وفي الأيام المقبلة سيتم تفريق حوالي 100 مقاتل وضابط، وسيتم إعادة تأسيس الكتيبة بمقاتلين وقادة جدد.
وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أتاح العديد من الفرص لضباط الكتيبة لتصحيح الأخطاء وإرساء النظام والانضباط في الكتيبة، لكن الثقافة الإجرامية التي تغللت أدت لفقدان السيطرة واستمرار حوادث العنف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن استعراض القوة من قبل المقاتلين المخضرمين أدى إلى إلحاق ضرر حقيقي بقيمة الكتيبة ونسيجها الاجتماعي.
وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن التحقيق الذي تجريه الشرطة العسكرية في شكاوى الجنود الجدد في الكتيبة وصل خلال الأسابيع الماضية إلى مراحل متقدمة، وتم جمع الكثير من الأدلة ضد المقاتلين والقادة في الكتيبة، في إطار بلورة لوائح اتهام في النيابة العسكرية التي من المحتمل أن توجهها قريبًا بحق الضباط والجنود الذين اعتدوا على زملائهم.
التحقيق الذي تجريه الشرطة العسكرية في شكاوى الجنود الجدد في الكتيبة وصل خلال الأسابيع الماضية إلى مراحل متقدمة
وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن اثنين من المقاتلين أجبروا على التقاعد من الكتيبة بعد تعرضهم لإصابات جسدية وعقلية ناجمة عن سوء المعاملة. وقال أحد جنود الكتيبة إن الجنود الشباب الذين عملوا كحراس مطبخ تعرضوا للتهديد من قبل طهاة قدامى، ولم يتم الإبلاغ عن التهديدات وعندما تجرأ أحد الجنود الشباب على النوم بمفرده في الغرفة، غضب المحاربون القدامى منه وسمحوا له بالنوم فقط على سرير بدون فراش ملائم، وبعد رفضه ذلك، تم ضربه بعصا مكنسة في ساقيه.
وقال أعضاء بارزون في اللواء للصحيفة: "كان نصف أفراد الكتيبة يستيقظون ظهرًا بينما النصف الآخر من الجنود الشباب يستيقظون ويعملون منذ ساعات الصباح".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي تعقيبًا على التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "الجيش يأخذ أي سلوك غير محترم من جانب منتسبيه على محمل الجد، وسيعمل بكل الأدوات اللازمة لضمان سلوك يتوافق مع قيمه في جميع وحداته. في الكتيبة المذكورة الظواهر والأعراف غير اللائقة تطورت بشكل لا يتوافق مع روح الجيش، وبعد اكتشاف هذه الظواهر، اتخذ القادة ضد الضالعين بها إجراءات انضباطية بعد عملية فحص مطوّلة، ويقوم قادة الألوية الآن بإعادة بناء الكتيبة. ويعمل في الكتيبة الآن جنود من خدمة الاحتياط. وتم نقل معظم المقاتلين لسلاح الهندسة".
