كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، أن زيارة جينيفر لوبيز إلى "تل أبيب" والقدس، تُصنف في إسرائيل تحت بند "الدعاية الجديدة"، إذ أوصلت من خلالها إسرائيل دعايتها إلى عشرات ملايين الأشخاص الذين يُتابعون حسابات لوبيز على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك وفق ما أوردته الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، بعنوان "طريق محاربة BDS؟ صور جينيفر لوبيز في إسرائيل كنزٌ دعائيٌ استراتيجي".
جينيفر لوبيز وزوجها نشرا صورهما في القدس و"تل أبيب" مع الكثير من المديح لإسرائيل والإسرائيليين
وصلت لوبيز إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، من أجل الغناء في حفلٍ بمدينة "تل أبيب"، حضره أكثر من 50 ألف شخص، وقد استمرَّت زيارتها خمسة أيام، حرصت خلالها على نشر صورٍ في حساباتها الشخصية توثق رحلاتها وجولاتها، إحداها كانت تمتطي فيها جملاً بمدينة القدس، وكتبت على هذه الصور تعليقات فيها الكثير من المديح مثل "أي طاقة رائعة في تل أبيب".
اقرأ/ي أيضًا: جينيفر لوبيز تؤدي طقوسًا عند حائط البراق
هذه الصور حظيت بمشاهدة أكثر من 182 مليون شخص، من بينهم 92 مليون متابع من موقع انستغرام، إضافة إلى مئات آلاف "اللايكات" والتعليقات، ومئات التغطيات من قبل الصحافة الصفراء في العالم. أيضًا زوج لوبيز، لاعب البيسبول السابق أليكس رودريغز، شارك تفاصيل زيارته لثلاثة ملايين متابع له على انستغرام، وكتب: "الناس هُنا رائعين، وثمة طاقة هنا، سأعود إلى هنا وأوصي الآخرين بزيارة إسرائيل".
"جينيفر لوبيز ليست الفنانة العالمية الوحيدة التي وصلت إلى إسرائيل وغادرتها بعد أن كتبت عن مشاعرها الإيجابية. إذن ما هو سر سحرها؟ ولماذا بدت خلال الأيام الماضية بأنها نجحت في الدعاية لإسرائيل بمستوى من الصعب تقليده؟" هذا السؤال طرحته "معاريف" على خبير الدعاية الإسرائيلية يردين بن يوسف، فأجاب، "جوهر اللعبة هو التلقائية، لم تبذل جهدًا لإقناع الآخرين" وفق ادعائه.
ورأى بن يوسف، أن ظهور لوبيز بملابس السباحة مع أطفالها، رفع مستوى الموثوقية إلى 8 درجات من أصل 10 درجات، فنجحت في الوصول إلى جماهير واسعة، مبينًا أن نجاح هذه الزيارة بالنسبة لإسرائيل يكمن في امتلاك لوبيز جماهير غير يهودية، ومن خارج "الجمهور الموالي لإسرائيل".
إسرائيل وصلت من خلال لوبيز إلى جمهور غير يهودي ولا يؤيد إسرائيل، ومن الهيسبانو أيضًا
وتابع، "هناك تواصلٌ مع أشخاص من أماكن لا تعرفنا، أصبحوا قادرين على التواصل مع تجربة لوبيز في إسرائيل دون أن يشعروا بأننا نقنعهم بشيء ما" على حد قوله.
اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تستخدم دعاية رخيصة وفعالة عالميًا
ويقصد بن يوسف، باستهداف جماهير تقع خارج نطاق المتعاطفين مع إسرائيل، الجمهور الذي تنتمي إليه لوبيز، ويعرف بـ"هيسبانو"، وهو مصطلحٌ يُطلق على الأشخاص والشعوب والثقافات المرتبطة ارتباطًا تاريخيًا مع أسبانيا، والمنحدرين من شبه الجزيرة الأيبيرية التي تشمل البرتغال وأسبانيا وأندورا و جبل طارق وبعض الجزر الجنوبية لفرنسا، إضافة للدول التي خضعت للاستعمار من قبل الإمبراطورية الإسبانية في الأمريكيتين وآسيا.
بن يوسف هذا، يُدير مجموعة “Act.il” التي تضم 19 ناشطًا يعملون انطلاقًا من حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة "حوارٍ إيجابيٍ" حول إسرائيل. وهذه المجموعة، تدير تطبيقًا على الهواتف الذكية يحمل نفس اسمها، يزود كل إسرائيلي أو أي شخص يدعم إسرائيل في العالم مضامين لمشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تحسين صورة إسرائيل، ولتقليص تأثير جهود نزع الشرعية عنها.
هذه المجموعة جاء تأسيسها ثمرة لمشروع مشترك للمجلس الإسرائيلي الأمريكي، وهو منظمةٌ أمريكيةٌ غير ربحيةٍ تمثل أكثر من 250 ألف إسرائيلي أمريكي، والمركز المتعدد الأغراض في هرتلسيا، وهذا المشروع يهدف لبناء مجتمعات أون لاين متخصصة في "الجيل الجديد في الدعاية لإسرائيل."
ويرى البرفسور إيلي أبرهام من قسم الإعلام في جامعة حيفا، أن أهمية زيارة لوبيز لإسرائيل تكمن في التواصل مع جماهير كانت مستهدفة من قبل الجهود التي تبذلها حركة مقاطعة إسرائيل "BDS"، مبينًا أن إسرائيل تبذل منذ سنواتٍ جهودًا ترمي إلى تقويض الحلف بين أنصار الفلسطينيين و"هيسبانو" عبر جلب قياداتها إلى إسرائيل، من أجل إنتاج "حوار آخر وعلاقات ودية وتواصل".
الدور الدعائي لصالح إسرائيل الذي أدته لوبيز سواءً بمعرفتها أو دون قصد، يمكن اعتباره تجليًا لتوجهٍ قائمٍ في وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ سنواتٍ عديدةٍ، يقوم على استخدام قادة الرأي العام ونجوم الفن والرياضة والطبخ في العالم في نشر الرواية الإسرائيلية، مثلاً مؤخرًا استضافت إسرائيل "نجومًا" في عالم الطبخ يحظون بمتابعة واسعة، واستخدمتهم في التسويق لها، وعرضتهم في سياقاتٍ تُخفي ممارستها للاحتلال، وتُظهر وجهًا آخر يصفه خبراء الدعاية الإسرائيليين بأنه "وجهٌ مشرق".
اقرأ/ي أيضًا: