الترا فلسطين | فريق التحرير
هاجم المعلق العسكري صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، حكومة بنيامين نتنياهو "لأنها لا تُقدم شيئًا إضافيًا في ملف الأمن عن حكومة بينيت - لابيد"، محذرًا من عواقب الخطوات الانتقامية التي يقترحها المستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، للرد على عمليتي "نفيه يعقوب" و"راموت" الأخيرتين.
بعض أطراف الحكومة الحالية كانوا يهاجمون الحكومة السابقة لأنهم كانوا حينها في المعارضة، ويوزعون الوعود "الفارغة" عند عودتهم إلى السلطة. والآن عندما عادت المسؤولية إليهم، وكما كان متوقعًا، فإنهم غير قادرين على توفير الأمن
وقال عاموس هرئيل في مقالٍ بعد عملية "راموت" التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ليست عاجزة تمامًا في مواجهة العمليات الفلسطينية المتواصلة، بل يبذل الجيش وجهاز الشاباك "جهودًا هائلة" -وفق وصفه- في محاولة إحباط هذه العمليات، وهذه الجهود تفلح أحيانًا، وتفشل أحيانًا لسبب أساسي هو غياب أي خلفية تنظيمية منظمة للمنفذين.
وأضاف، أن عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية لم تتوقف في الأسبوعين الماضيين، لكن طالما أن هذه العمليات لا توقع قتلى إسرائيليين فإنها لا تلقى اهتمامًا كبيرًا من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مؤكدًا أنه ليس هناك أملٌ أصلا بتوفير "حماية محكمة في مواجهة الإرهاب" على حد تعبيره.
وأكد عاموس هرئيل، أن حكومة اليمين المتطرف الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو لا تختلف في الملف الأمني عن الحكومة السابقة بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد، لكن الفارق أن بعض أطراف الحكومة الحالية كانوا يهاجمون الحكومة السابقة باتهامات عدوانية بعد كل عملية لأنهم كانوا حينها في المعارضة، ويوزعون الوعود "الفارغة" بإلحاق هزيمة "بالإرهاب" عند عودتهم إلى السلطة.
وتابع: "الآن عندما عادت المسؤولية إليهم، وكما كان متوقعًا، فإنهم غير قادرين على توفير الأمن، ويستبدلون الاتهامات القديمة بخدع جديدة: المزيد من التهديدات الفارغة، واستمرار صراع قوى بين أعضاء الحكومة، ومحاولات خرقاء لتحميل المسؤولية للمنظومة القضائية. هذا ما حدث أمس أيضًا، عندما ظهر ايتمار بن غفير متهمًا القضاء بإعاقة هدم منازل منفذي العمليات".
ووصف هرئيل، المستوطن الوزير ايتمار بن غفير بأنه "منفوخ وفارغ"، منوهًا أنه سارع لإغلاق منزل عائلة الشهيد حسين قراقع، وكرر الدعوة لتطبيق قانون الإعدام، "وكأن ذلك سيردع شخصًا قرر بالفعل أن يموت".
أعرب عاموس هرئيل عن اعتقاده بأن تجد حكومة نتنياهو نفسها في "فخ أكبر" بعدما بدأت بفرض إغلاق على بعض أحياء القدس، وتنفيذ اعتقالات منهجية، مشيرًا للفشل الذي حدث عندما اتخذ جيش الاحتلال مثل هذه الإجراءات تجاه مخيم شعفاط
وانتقد هرئيل أيضًا، دعوة ايتمار بن غفير إلى تنفيذ "عملية السور الواقي 2" في القدس، قائلاً إنها لا تشكل حلاً للمشكلة، وبن غفير في الأصل ليس مؤهلاً لتنفيذ مثل هذه العملية. وأضاف: "بعد حوالي ستة أسابيع من توليه منصبه، تبين أن الوزير ايتمار بن غفير هو استمرار مباشر للسياسي والمحامي والمجرم الأيديولوجي بن غفير: قزم بلا أدنى تأثير ريادي، ينضح من فمه سيلاً مستمرًا من التحذيرات التي لا قيمة لها، ولا تقدم أي حل جديد للإرهاب".
ورأى هرئيل، أن الطريق الوحيد المتاح حاليًا أمام حكومة نتنياهو للخروج من "الحالة المعقدة" القائمة هو التلويح بالمزيد من التهديدات للفلسطينيين، والقيام بعقوبات جماعية في الضفة الغربية وشرق القدس، وهذه الخطة ذاتها كان قد حذر منها نتنياهو نفسه، بناءً على تحذيرات المؤسسة الأمنية بعد موجة العمليات في عام 2015.
وأعرب عن اعتقاده بأن تجد حكومة نتنياهو نفسها في "فخ أكبر" بعدما بدأت بفرض إغلاق على بعض أحياء القدس، وتنفيذ اعتقالات منهجية، مشيرًا للفشل الذي حدث عندما اتخذ جيش الاحتلال مثل هذه الإجراءات تجاه مخيم شعفاط شمالي القدس أواخر العام الماضي، حيث اضطر الجيش في النهاية لرفع الحصار بعدما كاد التوتر في المخيم يؤدي لمواجهات واسعة النطاق.