17-يونيو-2019

عرض رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، على كبار ضباطه، خطة يهدف من ورائها لإحداث ثورة داخل الجيش، تقوم على مبدأ أن "النصر في أي معركةٍ مقبلةٍ ضد لبنان أو غزة يتطلب على الأقل تدمير 50% من قوة العدو"، وأن فعالية الوحدات القتالية ستُقاس في المعارك وفقًا لعدد القتلى والجرحى الذي ستوقعه في صفوف الجانب الآخر.

خطة كوخافي: فعالية الوحدات القتالية ستُقاس وفقًا لعدد القتلى والجرحى الذي ستوقعه في العدو

أطلق كوخافي على خطته اسم "تنوفاه"، وهي كلمةٌ عبريةٌ تعني بالعربية "القوة الرافعة"، وقد جاءت لتحل مكان الخطة الاستراتيجية "غدعون" التي صاغها رئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت.

التدقيق في تفاصيل خطة "تنوفاه" يعطى انبطاعًا أن كوخافي يريد أن يرسم لنفسه صورة "الجنرال المنتصر" عبر إنتاج صورة النصر الحاسم الواضح للعيان، غير القابل للنقاش، من خلال استخدام الكثافة النارية وتدمير نصف قوة الخصم، عبر معركةٍ بريةٍ تضمن حسم المعركة، ويضرب على ذلك مثلاً -وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرنوت"- اجتياح بيت حانون في قطاع غزة  أثناء "عملية  الرصاص المصبوب" عام 2008.

ومن أجل تحقيق الخطة أهدافها، يُتوقع أن يتزود جيش الاحتلال بوسائل قتاليةٍ متطورةٍ ورجالٍ آليين ذاتيي الحركة والتوجيه، وأجهزة ليزريةٍ هجومية، إضافة لاستخدام تكتيكاتٍ قتاليةٍ جديدة، لتحقيق "التدمير المنهجي للعدو" عبر إسقاط المئات من القتلى في صفوفه، بخلاف ما طبقه جيش الاحتلال في المواجهات السابقة مع غزة أو لبنان، كما قال المعلق العسكري لـ"يديعوت" ألكس فيشمان خلال استعراضه خطة كوخافي.

وبحسب "يديعوت"، فإن خطة كوخافي ستدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل وتنتهى في عام 2024، وهي تختلف عن خطة "غدعون" التي صاغها آيزنكوت وكانت تعتمد على مبدأ المواظبة على "تقليم" قدرات "العدو" العسكرية خلال "المعركة بين حربين" بشن الغارات المتتالية ضد مواقع إيران وحزب الله في سوريا.

اعتماد خطة كوخافي يعني تبني عقيدة قتالية تختلف عن التي ينفذها جيش الاحتلال منذ عقدين

ويطمح كوخافي من وراء خطته إلى تدمير آلاف الأهداف يوميًا بالتوزاي مع الحفاظ على كثافةٍ ناريةٍ ثابتةٍ بغية حسم المعركة في أقصر فترة ممكنة. لكن المعلق العسكري فيشمان رأى أن العجز المالي في الميزانية العامة في إسرائيل الذي تجاوز خلال الشهورة الماضية  52 مليار شيكل، يفرض على الحكومة الإسرائيلية في حال صادقت على خطة كوخافي تخصيص المزيد من الميزانيات للجيش، وإلزام المستوى السياسي الإسرائيلي بتبني رؤيةٍ سياسيةٍ وعقيدة قتاليةٍ تختلف عن تلك التي اعتادت عليها خلال العقدين الماضيين.

ويخلص فيشمان إلى أنه من الصعب على الحكومة الإسرائيلية المصادقة على خطة كوخافي لأنها تتضمن في جوهرها اجتياحًا بريًا، في وقتٍ يخشى فيه المستوى السياسي الإسرائيلي من مثل هذه الخطوة لأنها ستكون مصحوبة بسقوط قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال، على حد تقديره.


اقرأ/ي أيضًا: 

جنرالات لنتنياهو: تجنب عملية برية في غزة

خيارات صعبة أمام إسرائيل بعد فشل القبة الحديدية

لهذا السبب فشلت القبة الحديدية في حماية "تل أبيب"