02-يوليو-2024
شارع صلاح الدين

(ultrapal) حول الاحتلال شارع صلاح الدين إلى ركام

بدأت شركة كهرباء غزة، اليوم الثلاثاء، العمل في شارع صلاح الدين غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، لإعادة تشغيل محطة تحلية المياه والصرف الصحي، وذلك بعد الدمار الذي طاله منذ بدء الحرب. وبحسب التقارير، سيتم التشغيل من خلال شركة الكهرباء الإسرائيلية، وسيكون أول استخدام للطاقة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.

يعتبر شارع صلاح الدين الذي يربط قطاع غزة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال لمسافة نحو 45 كيلومترًا، شريان الحياة لسكان القطاع، ومن علامات الجمال التي عُرِفت بها غزة، إلا أن قوات الاحتلال قد أحالته وكافة المناطق المحيطة به إلى أكوام من الركام، كما غيّرت معالم المنطقة، وأعاقت التنقل من خلاله.

شركة الكهرباء
شركة الكهرباء | الترا فلسطين 

واستخدمت قوات الاحتلال شتى أنواع الأسلحة والقذائف المتاحة في عملية تدمير الشارع والمناطق المحيطة به، من بينها الأحزمة النارية على مساحات واسعة من الطريق، وقنابل الطيران الحربي عالية التدمير، والقذائف المدفعية، والقذائف الحارقة، وهجمات الطيران المروحي والمسير. 

ومن أبرز الآليات المستخدمة في عمليات التدمير، هي الجرافة التابعة لجيش الاحتلال D9، حيث جرّفت مساحات واسعة من الطريق، ودمرت أعدادًا كبيرة من المصانع، والمنازل، والمخازن على جانبي الطريق.

تجولّ "الترا فلسطين"، على طول الطريق الواصل من مدخل مدينة دير البلح، وحتى مدخل مخيم النصيرات، مرورًا بجانب الطريق المطلّ على مخيم المغازي والبريج وقرية الزوايدة والمصدر. ورصد جانبًا من الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال، خلال الاجتياح البري في كانون الثاني/يناير الماضي، وما بعده من استهدافات جوية ومدفعية. 

مخزن الاتصالات الفلسطينية
مخزن الاتصالات الفلسطينية | الترا فلسطين  

وكان التدمير هدفًا واضحًا للحملة على منطقة صلاح الدين، حيث جرى تدمير ما تبقى من بُنىً تحتية اقتصادية، علمًا أن المنطقة المحيطة بشارع صلاح الدين، هي منطقة صناعية وتجارية، حيث تقع مئات المباني والمصانع والمخازن على جانبي شارع صلاح الدين. ولم تسلم أي من هذه البنى التحتية من التدمير أو الإحراق. 

أحد المصانع المستهدفة كان مصنع "شومر للبسكويت" في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو من أكبر مصانع القطاع، وكان يشغّل مئات العمال قبيل الحرب، أحرقه جنود الاحتلال، ثم قصفته طائرات الاحتلال الحربية جوًا، وجُرِّفَت مخازنه ونظام الطاقة الشمسية المزود به عن طريق الجرافات العسكرية.

كما دمرت قوات الاحتلال معارض ومخازن شركات مواد البناء، كالإسمنت والحجارة (البلوك)، والأرضيات (السيراميك)، والحديد، والألمنيوم، وغيرها من المخازن، وعملت على إتلافها بشكل تام، وركزت قوات الاحتلال على تدمير التجمعات السكنية والأبراج، والمنازل، وإحراقها.

شارع صلاح الدين
شارع صلاح الدين | الترا فلسطين 
شارع صلاح الدين
شارع صلاح الدين | الترا فلسطين 

أحد المرافق السكنية التي دمرها الاحتلال هو ما يعرف بقصر أبو فتوح، وهو أحد أجمل المباني والأكثر تكلفة في قطاع غزة، ويقع مقابل شارع صلاح الدين، في قرية المصدر.

بدوره، قال المواطن محمد نصار، في حديث لـ "الترا فلسطين"، إنه لم يعرف معالم المنطقة الوسطى، عندما وصل لشارع صلاح الدين، وأضاف "أعيش في المنطقة الوسطى منذ أن ولدت، ولكنني ضللت الطريق لمنطقة سكني، الشارع الواصل من طريق صلاح الدين لمنطقتنا، حلّ مكانه ركام مصانع جُرِّفَت، وعندما وصلت لمنزلي وجدته مدمرًا جزئيًا، ووضعت خيمة بجانبه وأقمت فيها".

وشدد نصار على أن الهدف من التدمير، هو قطع أرزاق آلاف العمال، ولكي يمرّ كل فلسطيني من بين هذا الخراب الشامل، ويتحسر على واقعه. واستدرك قائلًا: "لكن هذا الدمار وهذه المجازر، ستبقى وقودًا يغذي دافع الفلسطينيين للمقاومة والكفاح، وسيأتي اليوم الذي نعمّر فيه ما خربه الاحتلال".

وطال الدمار عددًا من المخابز والمصارف، وصالات الأفراح، وحظائر المواشي، ومحطات الوقود، ومقار الشرطة والمؤسسات الحكومية، والمساجد، والمراكز التعليمية، والمطاعم والمقاهي، وغيرها من المرافق.

كما دمر الاحتلال كامل البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي، الذي ساهم في الأزمة الحالية، وترتب عليها العديد من الأزمات الصحية والطبيعية. ولا تزال شواهد جرائم ومجازر الاحتلال على شارع صلاح الدين ظاهرة في سيارات إسعاف استُهْدِفَت في أثناء نقلها المصابين، وسيارات مدنية، وركام منازل يقبع تحتها شهداء لم ينتشلوا حتى الآن.