14-يونيو-2024
شجرة الدوم في فلسطين.. تقاوم الظروف لتبقى.jpg

شجرة الدوم في فلسطين تُعدّ رمزًا للصمود والتكيف مع الظروف البيئية الصعبة

شجرة الدوم في فلسطين المعروفة أيضًا بالسدر أو الزفزوف الرومي تُعد من الأشجار التي تواجه التحديات البيئية بقوة. هذه الشجرة التي تتميز بقدرتها على التأقلم مع الظروف القاسية، تنتشر في مناطق متعددة من فلسطين وتعتبر جزءًا من التراث البيئي والثقافي للمنطقة. وتعود أهمية شجرة الدوم إلى فوائدها المتعددة واستخداماتها المتنوعة في الحياة اليومية والحفاظ على التربة من الانجراف فهي تقاوم الظروف البيئية الشديدة من تملح وصقيع أو جفاف وارتفاع درجات الحرارة مما يجعلها تبقى متجذرة وليس هذا وفقط بل تحافظ على الغطاء النباتي حولها بصمودها ومنع انجراف التربة نتيجة العمليات البيئية المختلفة، كما تضاف لأهميتها استخدام ثمارها في التغذية التقليدية وصناعة المنتجات اليدوية من لحائها، إضافة إلى استخدامها في الطب الشعبي.

 

شجرة الدوم في فلسطين.. تقاوم الظروف لتبقى

تنمو شجرة الدوم أو السدر في مختلف أنواع الأراضي على أن لا تكون ذات منسوب مائي مرتفع، لذا فهي تنمو في فلسطين وتحديدًا في منطقة أريحا والأغوار الفلسطينية وتتميز هذه الشجرة بقدرتها العالية على مقاومة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بفضل جذورها العميقة التي تصل إلى المياه الجوفية. مما يجعلها تصمد وتتجذر في الأرض.

كما تحمل شجرة الدوم أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تُستخدم ثمارها في الطب الشعبي وتُستغل أليافها وخشبها في الصناعات اليدوية المحلية. وبيئيًا تساهم شجرة الدوم في منع انجراف التربة ومنع التآكل حيث تزرع حول المحاصيل كسياج طبيعي، كما تُوفر موئلًا للحياة البرية في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. ورغم التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية والأنشطة البشرية تسعى الجهود المحلية والمنظمات البيئية إلى الحفاظ على هذه الشجرة المميزة عبر برامج زراعية تهدف إلى إعادة زراعتها وتعزيز الوعي بأهميتها .

 

الأهمية البيئية والغذائية لشجرة الدوم 

شجرة الدوم (Ziziphus spina-christi) تُعتبر من الأشجار ذات الأهمية البيئية الكبيرة، خاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية مثل فلسطين. وتلعب هذه الشجرة دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي والحد من التصحر. وفيما يلي توضيح لأهمية شجرة الدوم:

  1. تثبيت التربة ومنع التآكل

شجرة الدوم تساعد في تثبيت التربة ومنع التآكل بفضل امتداد جذورها في عمق الأرض. وهذه الجذور تثبت التربة وتمنع انجرافها بفعل الرياح والأمطار، مما يحد من ظاهرة التصحر ويعزز الاستقرار البيئي في المناطق التي تنمو فيها، مثل أريحا والأغوار.

  1. توفير المأوى والغذاء للحياة البرية

تُعتبر شجرة الدوم مصدرًا مهمًا للغذاء والمأوى للعديد من أنواع الحيوانات والطيور. فالشجرة بأوراقها توفر مأوى للحيوانات الصغيرة والطيور، بينما تُعتبر ثمارها مصدرًا غذائيًا للعديد من الكائنات الحية، مما يدعم التنوع البيولوجي في المناطق الصحراوية.

  1. مقاومة الجفاف والملوحة

تتميز شجرة الدوم بقدرتها العالية على تحمل الجفاف والملوحة، مما يجعلها مثالية للنمو في البيئات القاسية. وهذا يسهم في استدامة النظم البيئية في المناطق ذات الظروف المناخية الصعبة.

  1. دعم الزراعة المحلية

شجرة الدوم تُستخدم في العديد من الصناعات اليدوية والزراعية. فأوراقها تُستخدم لصنع الحبال والسلال، بينما يُستخدم خشبها القوي في البناء. مما يقلل الضغط على الموارد الطبيعية الأخرى ويعزز استدامة الموارد البيئية.

  1. تنقية الهواء وتحسين جودة البيئة

مثل العديد من الأشجار تساهم شجرة الدوم في تنقية الهواء من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما يحسن من جودة الهواء ويساهم في الحد من آثار التغير المناخي.

  1. إنتاج العسل

تعد شجرة الدوم مصدرًا مهمًا لتغذية النحل، حيث يُعتبر عسل الدوم من أغنى أنواع العسل وأكثرها طلبًا لاستخدامه كغذاء وعلاج طبيعي. وهذا العسل غني بالعناصر الغذائية وله خصائص علاجية متعددة، مما يزيد من قيمته الاقتصادية ويجعله مصدر دخل مهم للمزارعين ومربي النحل في المنطقة.

  1. الاستخدامات الغذائية والطبية

ثمار الدوم حلوة وغنية بالسكريات، وتستخدم أوراقها الخضراء في العديد من العلاجات التقليدية لفروة الرأس، والصداع والالتهابات، وتوازن السكر في الجسم. وفي مواسم الإنتاج الغزيرة كان الناس يقومون بتخزين ثمارها مطحونة لاستخدامها في فصل الشتاء، مما يضمن توفر مصدر غذائي مستدام على مدار العام.

  1. الرعي وصناعة الأخشاب

تعتبر شجرة الدوم من الأشجار الرعوية التي تتغذى عليها المواشي والجمال، مما يدعم الزراعة والرعي المحلي. كما تُعتبر أخشابها من أجود أنواع الأخشاب الحرجية، وتستخدم في العديد من التطبيقات الحرفية والبناء، مما يساهم في دعم الصناعات المحلية وتوفير مواد بناء مستدامة.

  1. الحفاظ على التنوع البيولوجي 

في منطقة أريحا والأغوار تنتشر شجرة الدوم بشكل عشوائي في العديد من الأودية والسهول، وتوجد بكثافة خاصة في المناطق الزراعية والرعوية جنوب مدينة أريحا والعوجا.  وبالتالي تسهم هذه الأشجار في الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال توفير موائل طبيعية للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية.

 

التحديات التي تواجه شجرة الدوم في فلسطين

تواجه شجرة الدوم في فلسطين مجموعة من التحديات التي تهدد استمراريتها وتؤثر سلبًا على بيئتها واقتصاديات المنطقة. ومن بين هذه التحديات:

  1. إبادة الأشجار: يواجه شجر الدوم خطر الإبادة والاقتلاع غير المشروع، سواء بسبب التوسع العمراني أو النمو الزراعي، مما يؤدي إلى فقدان موائلها الطبيعية وتقلص مساحات انتشارها.
  2. التغير المناخي: يعاني شجر الدوم من تأثيرات التغير المناخي، مثل الجفاف المتزايد وارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤثر على نموها واستقرارها في المنطقة.
  3. تلوث المياه: يمكن أن يتأثر نظام جذور شجر الدوم بتلوث المياه الجوفية أو المسطحات المائية القريبة، مما يضعف قدرتها على البقاء والازدهار.
  4. نقص الموارد المائية: تعتمد شجرة الدوم بشكل كبير على المياه الجوفية، ونقص هذه الموارد قد يؤثر سلبًا على نموها وتطورها، خاصة في فترات الجفاف المتكررة.
  5. التصحر والتدهور البيئي: يمكن أن يتعرض شجر الدوم للتصحر والتدهور البيئي نتيجة للظروف الجوية القاسية وتدهور جودة التربة والتلوث البيئي، مما يعرضها لخطر الانقراض.
  6. ضعف إجراءات الحماية: قد تواجه شجرة الدوم تحديات في تطبيق إجراءات الحماية والمحافظة عليها، سواء بسبب نقص التشريعات البيئية الملائمة أو قلة التوعية بأهميتها بين المجتمعات المحلية.

 

شجرة الدوم في فلسطين تعد رمزًا  للصمود والتكيف مع الظروف البيئية الصعبة. فعلى الرغم من التحديات المناخية والضغوط البيئية التي تواجهها تستمر شجرة الدوم في النمو والازدهار. وإن الأهمية البيئية والاقتصادية لهذه الشجرة تجعلها محط الأنظار حيث تساهم في دعم التنوع البيولوجي وتوفير موارد مستدامة للسكان المحليين.