"لم أتوقع ما سيجري، ولأول مرة في حياتي أشاهد منظر كهذا". بهذه الكلمات لخَّص وليد شويكة (70 سنة) واقعة الاعتداء الذي تعرض له من قبل إرهابيين إسرائيليين وبحماية جنود الاحتلال في قرية جالود جنوب نابلس، ووثقه شريط فيديو تم تداوله يوم أمس الجمعة.
شويكة مع المجلس القروي كانوا يحاولون إصلاح عامود كهرباء خربه مستوطنون
قبل ست سنوات حضر شويكة من القدس إلى قرية جالود، بنى منزلاً له وشرع بفلاحة الأرض، ليجد نفسه فجأة في مرمى عصي إرهابيين إسرائيليين وحجارتهم، ما كاد يودي بحياته.
يروي شويكة لـ الترا فلسطين الواقعة قائلاً: "كنت واقفًا عندما حضر المجلس القروي لتركيب عامود للكهرباء يوصل التيار إلى منزلي، وفجأة نزل إلينا المستوطنين من بؤرة استيطانية قريبة وهاجموني".
يعاني منزل شويكه من انقطاع التيار الكهربائي منذ ستة أشهر، بسبب تخريب المستوطنين لعامود الكهرباء، ثم عندما حضر المجلس القروي لإصلاح العامود ووصل التيار واصل المستوطنون جريمتهم بحقه.
أصيب شويكة برضوض، ثم أبعده الجنود عن المنطقة بدلاً من حمايته
يعيش شويكة في منطقة بعيدة عن المنازل المسكونة بين قريتي جالود وقصرة، إحدى أكثر القرى الفلسطينية التي تشهد اعتداءات إرهابية متكررة من قبل المستوطنين.
اقرأ/ي أيضًا: هآرتس: الشرطة الإسرائيلية تتواطَأ مع إرهابيي "تدفيع الثمن"
أظهر الفيديو استخدام المستوطنين العصي وحجارة ضخمة وأخرى صغيرة في الاعتداء على شويكة، ما أدى لإصابته برضوض وآلام في يديه. بينما أبعد الجنود شويكة عن المنطقة باتجاه الشارع المجاور، بدلاً من توفير الحماية له من الاعتداء، ليواصل المستوطنون تكسير عامود الكهرباء ثم يحرقونه، ويبقى بيت شويكة بدون كهرباء.
وفي وصفه لاعتداءات المستوطنين، يقول عبد الله الحاج محمد، رئيس مجلس قروي جالود، إن الاعتداءت "شبه يومية"، وهي تتنوع بين الاعتداء على المزارعين بالحجارة والعصي وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم، وكذلك مهاجمة المنازل في أطراف القرية، وحرق المزروعات وقطع الأشجار، إضافة إلى سرقتها؛ كما حدث قبل شهرين عندما سرق المستوطنون 250 شجرة زيتون.
بعد إبعاد شويكة وموظفي المجلس القروي أحرق المستوطنون عامود الكهرباء تاركين بيت شويكة بلا كهرباء
يُبين الحاج محمد، أنهم عندما لاحظوا هجوم المستوطنين انسحبوا تجنبًا لاعتداء جسدي عليهم أو على المركبات، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت عليهم لطردهم من المنطقة.
وأضاف، "بعدما ابتعدنا عن المنطقة، حضرت مجموعة أخرى من المستوطنين الملثمين، وانفردوا بشويكة، وقاموا بالاعتداء عليه بالحجارة والعصي، ولم نستطع العودة لمساندته، بسبب منعنا من قبل الجيش، وإعلان المنطقة منطقة عسكرية مغلقة".
يُذكر أن قرية جالود تبلغ مساحتها حوالي 22.5 ألف دونم، وفق الحاج محمد، إلا أن سلطات الاحتلال صادرت حتى اللحظة 17 ألف دونم منها، لذا فإن ما تبقى منها لا يكفي للزراعة والبناء، ومع ذلك فإنها عرضة على الدوام لاعتداءات المستوطنين.
اقرأ/ي أيضًا:
فلسطينيون ضربوا إرهابيًا يهوديًا فتخلّى عن العنف
الإرهابي جلعاد اكتشف أصوله فتحوّل لـ"رجل سلام"