شهد عام 2022 اهتمامًا باكتشاف وترميم مواقع أثرية في غزة، بعد سنوات عجاف مرت على هذه المواقع، عانت خلالها من عمليات التعدي والإهمال من قبل المواطنين والحكومات المتعاقبة، وغياب عمليات الترميم والتنقيب، إضافة إلى تعرض بعضها للتدمير بفعل الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة.
يحتوي قطاع غزة، وفقًا لوزارة السياحة والآثار، على مئات المواقع والمعالم التاريخية والأثرية، تعود غالبيتها إلى الفترتين المملوكية والعثمانية، من بينها 13 موقعًا أثريًا استثنائيا
ويحتوي قطاع غزة، وفقًا لوزارة السياحة والآثار، على مئات المواقع والمعالم التاريخية والأثرية، تعود غالبيتها إلى الفترتين المملوكية والعثمانية، من بينها 13 موقعًا أثريًا استثنائيا، مثل موقع الكنيسة البيزنطية، وتل السكن الأثري، ودير القديس هيلاريون، وموقع البلاخية، وتل رفح الأثري.
عمليات الترميم والتنقيب وافتتاح بعض تلك المواقع الاثرية، حولها إلى مزارات سياحية يؤمها الآلاف من طلبة الجامعات والمدارس والمؤسسات في قطاع غزة، إضافة إلى الوفود الأجنبية الزائرة إلى قطاع غزة.
وأوضح وكيل وزارة السياحة والآثار محمد خلة، أن الوزارة استقبلت خلال عام 2022 ما يزيد عن 70 ألف زائر للمواقع الأثرية في قطاع غزة، مشيرًا لوجود تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتسيير الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية.
وأفاد محمد خلة بتنظيم جولات إرشاد معرفية عن المواقع الأثرية في قطاع غزة لـ 80 وفدًا أجنبيًا دوليًا، أهمها وفد الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية "اليونسكو"، والقنصلية الفرنسية، والمجلس الثقافي البريطاني، وغيرها من البعثات والوفود.
كما تم تنفيذ 10 مشاريع "إعادة إحياء وحفظ مستدام" لمواقع أثرية في قطاع غزة خلال العام 2022، من أبرزها افتتاح الكنيسة البيزنطية بعد أربعة أعوام من الصيانة والترميم، لتحاكي صورتها في القرن الخامس ميلادي، وفق خلة.
وأكد، استكمال تطوير واكتشاف موقع دير القديس هيلاريون، والمعروف محليًا بتل "أم عامر الأثري" غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مضيفًا أن وزارة السياحة تبذل حاليًا جهودًا كبيرة لإدراجه ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، باعتباره من أكبر وأقدم الأديرة المسيحية في فلسطين.
وأوضح خلة أن الوزارة قامت بصيانة وترميم الأرضية الفسيفسائية في عبسان الكبيرة بمقام الشيخ إبراهيم، لتصبح مزارًا عامًا. كما قامت بصيانة وترميم المدرسة الكاملية في حي الزيتون لإعادتها إلى نمط الحياة في العصر الأيوبي، وأعادت تأهيل سوق القيسارية المملوكي وثلاثة بيوت أثرية في البلدة القديمة بمدينة غزة.
يشار إلى أن وزارة السياحة في قطاع غزة، أطلقت في شهر حزيران/يونيو 2022، دليلًا مصورًا، أسمته "غزة هاشم بوابة الشام"، يتضمن صورًا ومعلومات تاريخية عن مئات المواقع والمباني الأثرية في قطاع غزة.
وكان قد أُعلن في شهر كانون ثاني/يناير الماضي عن اكتشاف مقبرة رومانية في منطقة الكرامة شمال غرب غزة. ومؤخرًا بدأت أعمال ترميم المقبرة، إذ يقول محمد خلة إنها ستصبح مزارًا سياحيًا، والآن يتم البحث عن ممول لإنشاء مبنى كامل للمشروع، مبينًا أن وزارة السياحة وفرت الحماية لها.
وأعلنت وزارة السياحة خلال شهر كانون أول/ديسمبر الحالي اكتشاف 10 قبور جديدة في المقبرة الرومانية، تضاف إلى 30 قبرًا تم اكتشافها في السابق.
وفي شهر آب/أغسطس 2022، أعلنت وزارة السياحة اكتشاف موقع أثري كبير، شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأوضح محمد خلة، أن الطواقم الفنية نفذت مشروع إنقاذ وحماية للموقع بحفر 10 مجسات أثرية، تم على إثرها معرفة امتدادات الموقع الأثري.
وأكد أن الوزارة ستنشئ سور حماية للموقع، وبعد ذلك سيتم إجراء عملية تنقيب جديدة لإظهار كافة معالمها وشواهدها العمرانية المتجذرة في التاريخ على السطح.
المحاضر في كلية التاريخ والآثار أيمن حسونة، أرجع نشاط حركة ترميم المواقع الأثرية في غزة، إلى وجود انفراجه جزئية في الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل الدول المانحة، وذلك فيما يتعلق بتمويل مشاريع لها علاقة في البنية التحية لقطاع التراث الثقافي، وقد تم استغلال هذه الانفراجة في ترميم عدد المشاريع.
أوضح أيمن حسونة، أن أهم المواقع الأثرية في قطاع غزة، التي تحتاج إلى عمليات تنقيب هو موقع البلاخية الأثري (ميناء الأنثيدون)، الذي كان بمثابة الميناء الرئيسي لمدينة غزة في العصر الكنعاني الحديدي في القرن الثامن قبل الميلاد
وأوضح أيمن حسونة لـ الترا فلسطين، أن أهم المواقع الأثرية في قطاع غزة، التي تحتاج إلى عمليات تنقيب هو موقع البلاخية الأثري (ميناء الأنثيدون)، الذي كان بمثابة الميناء الرئيسي لمدينة غزة في العصر الكنعاني الحديدي في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر كذلك خلال الفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية وبدايات العصر الإسلامي.
وأفاد أن ترميم المواقع الأثرية وتحويلها إلى مزارات من شأنه تنشيط حركة السياحة الداخلية، "كما أن لها دور كبير في تنضيج الحس الوطني والثقافي لدى طلبة المدارس من خلال الرحلات المدرسية" وفق رأيه.
وأشار إلى عدد من المواقع الأثرية في قطاع غزة التي تنتظر مشاريع التنقيب والترميم، مثل موقع تل السكن الاثري، وتل العجول، وخربة رفح، وموقع تل الرقيش، وغيرها من المواقع.