الترا فلسطين | فريق التحرير
على جدار منزلها في باقة الغربية داخل المناطق المحتلة عام 48، اختارت الفنانة الشابّة عدن رزق الله أبو مخ رسم صورة الصحافية شيرين أبو عاقلة التي قتلها رصاص إسرائيلي أثناء تغطيتها الأحداث في مخيم جنين في أيار/ مايو الماضي، غير أن اللوحة تم طمسها بعد يوم من قدوم أحد عناصر شرطة الاحتلال لمنزلهم، ومطالبته بإزالتها.
عدن أبو مخ: بعد شطب صورة شيرين أبو عاقلة عن جدار منزلي، أصبح لديّ دافع أكبر لرسمها من جديد، وعلى مساحة أكبر
تقول الشابة العشرينية إنها "كبرت على صوت شيرين"، لذلك لا يجب أن ننسى أشخاصًا مثل شيرين، ومن واجب كل منّا بحسب موقعه ومكانه، خلق بيئة توفّر وعيًا وطنيًا للأطفال حتى يكبروا وهذه الشخصيات حاضرة في أذهانهم، لذلك قررت عدن أبو مخ رسم صورة لشيرين أبو عاقلة على جدار المنزل، وبمساعدة أفراد عائلتها.
تقول إنها لاحظت بعد إنجاز اللوحة تأثّر الناس بها، فقد شاهدت طفلّة تقبّل اللوحة. وبعثت لها فتاة برسالة تقول فيها إنّ اللوحة تذكرها بشيرين كل يوم، وأنها وأثناء مرورها إلى كليتها، تخاطبها: "صباح الخير، شيرين". كما قالت سيدة إن طفلها (4 أعوام) يردد أثناء المرور من أمام اللوحة: "ماما هذي شيرين".
وتفاجأت عدن أبو مخ الثلاثاء الماضي، بقدوم أحد أفراد شرطة الاحتلال إلى منزلها بلباسه الرسمي وتحدّث مع والدها عن إزالة صورة شيرين أبو عاقلة عن الجدار، وحذّره من أن بقاء الجدارية سيؤثر على عملك وسفرك، الأمر رفضته عدن بشدة، واعتبرت ذلك محاولة لإسكاتها وكتم صوتها.
وتابعت: في اليوم التالي اتصل ضابط شرطة بوالدي أثناء تواجده في عمله، لـ "يشكره على شطب الصورة، ويطلب شطب الكتابة المرافقة لها"، فما كان من والدي إلا أن أبلغه بأنه لم يقم بشطبها، ولا ينوي شطب الكتابة، وفي اليوم التالي تفاجأنا بشطب الكتابة المرفقة بالرسمة.
وقالت إنها وبعد أن شاهدت اللوحة وقد تم شطبها بالطلاء الأسود، إنه وطالما أن "الصورة ضايقتهم" فستعيد رسمها "ألف مرة". وأشارت إلى أن عائلتها تواصلت مع فريق من المحامين، والذي أكد عدم تعارض نشاط عدن ورسوماتها مع القانون.
وأضافت أنه وبعد شطب الصورة، أصبح لديها دافع أكبر لرسمها من جديد، وعلى مساحة أكبر، وقد وجّهت دعوة للمشاركة في رسم الصورة الإثنين المقبل على جدار منزلها، وستشاركها في ذلك العديد من الفتيات.
وترفض أبو مخ التراجع أمام كافة التعليقات والرسائل التي تطالبها بالتراجع عن رسم صورة شرين مرة أخرى، حتى لا تتعرض عائلتها لمضايقات من قبل سلطات الاحتلال تتعلق بعمل وسفر والدها.
