23-يونيو-2023
طائرة "Hermes 450" "هيرميس 450" الاسرائيلية

صورة أرشيفية لطائرة "هيرميس 450" الإسرائيلية

الترا فلسطين | فريق التحرير

نفذ جيش الاحتلال، يوم الأربعاء الماضي، عملية اغتيال من الجو  هي الأولى من نوعها في الضفة الغربية منذ 17 سنة، حيث كانت آخر عمليات الاغتيال من الجو في شهر آب/أغسطس 2006، ونفذتها، آنذاك، مروحية قتالية من طراز "أباتشي". وجاءت هذه العملية في ظل دعوات إسرائيلية لاستئناف الاغتيال، بعد الثمن الباهظ الذي دفعه الاحتلال في جنين أثناء اقتحامها لاعتقال "مطلوبين" هذا الأسبوع.

هذه المرة كانت الطائرة المستخدمة هي طائرة "زيك" أو "هير ميس 450"، وهي طائرة  هجومية مسيرة، يستخدمها سلاح المدفعية وسلاح الجو، وقد نفذت الاغتيال وحدة النخبة 5252

وكانت عملية الاغتيال في عام 2006 استهدفت ناشطين في الجهاد الإسلامي، هما أمجد عجمي (20 سنة) من طولكرم، ومحمد عتيق (28 سنة) من برقين قرب جنين، حيث أطلقت طائرة أباتشي صاروخًا على منزل كانا يتواجدان بداخله. آنذاك، برر جيش الاحتلال الاغتيال من الجو بتعذر تنفيذ عملية برية، وقد كانت العملية في حينها غير اعتيادية، إذ أن آخر عملية اغتيال من الجو سبقتها وقعت قبل عام ونصف من عملية اغتيال مماثل.

وبعد 17 سنة من اغتيال الشهيدين عجمي وعتيق، جاءت عملية اغتيال المقاومين الثلاثة، صهيب عدنان الغول، ومحمد بشار عويس من سرايا القدس - كتيبة جنين، وأشرف مراد السعدي من كتائب شهداء الأقصى. هذه المرة كانت الطائرة المستخدمة هي طائرة "زيك" أو "هير ميس 450"، وهي طائرة  هجومية مسيرة، يستخدمها سلاح المدفعية وسلاح الجو.

ونفذت عملية اغتيال المقاومين الثلاثة في جنين، وحدة النخبة 5252 التابعة لسلاح المدفعية، وهي تتولى إسناد القوات البرية من الجو، ويلتحق الجنود والضباط بها بعد اجتيازهم دورة في سلاح المدفعية، ومن لحظة التحاقهم بها، فإنهم يؤدون الخدمة العسكرية، في قاعدة "بالماخيم" الجوية جنوب تل أبيب.

يُذكر أن طائرة "زيك" المُسيّرة صنعتها شركة "حيتس هكيسيف" للصناعات الأمنية، وهي تابعة لشركة "إلبيت" التابعة لوزارة جيش الاحتلال. وإلى جانب الجيش الإسرائيلي، يستخدم طائرة "زيك" 12 جيشًا أجنبيًا حول العالم: الولايات المتحدة، الفلبين، تايلاند، المكسيك، كولومبيا، قبرص، أذربيجان، ببوتسوانا، جورجيا، سنغافورة، بريطانيا، البرازيل.

ويبلغ طول طائرة "زيك" حوالي ستة أمتار، وعرضها 10 أمتار ونصف، وتزن 450 كغم، وسرعتها تتراوح بين 130 وحتى 176 كيلومترا في الساعة؛ بمحرك قوته 52 حصان، وتحلق على ارتفاع 18 ألف قدم، وتستطيع إطلاق صاروخي جو - أرض.

وجاءت عملية اغتيال الشهداء الثلاثة بعد 48 ساعة من تفجير مصفحة "الفهد" الإسرائيلية أثناء اقتحام جنين، و24 ساعة من عملية إطلاق نار في مستوطنة "عيلي"، وقد تبع الحدثين جلسة تقييم أمني برئاسة بنيامين نتنياهو، تخللها مناقشة تنفيذ عملية عسكرية. وتجددت في الساعات الماضية الدعوات داخل حكومة نتنياهو ومن قادة المستوطنين لاستئناف الاغتيالات من الجو، كحل للتعامل مع المقاومة في شمال الضفة الغربية بدون خسائر لدى الاحتلال.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن ضابط رفيع في قيادة الجبهة الوسطى قوله: "هذه خطوة هدفها الردع وكي الوعي، للتأكيد أن قواتنا تعمل بحرية في المنطقة عبر قوات علنية وسرية، فقد كان الإرهابيون تحت المراقبة منذ لحظة مغادرتهم جنين". غير أن صحيفة "هآرتس" أكدت أن عملية الاغتيال كانت عملية استعراضية تهدف لإرضاء المستوطنين.

صحيفة "هآرتس" أكدت أن عملية الاغتيال كانت عملية استعراضية تهدف لإرضاء المستوطنين

وعلق أنس أبو عرقوب، الباحث والصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، بأن جيش الاحتلال أراد بعملية الاغتيال هذه تحقيق عدة أهداف، فبعدما عجز جيش الاحتلال و"الشاباك" عن إحباط عملية مستوطنة "عيلي"، تفاقم شعور المستوطنين بالخطر على حياتهم، وتعززت لديهم حالة فقدان الأمن الشخصي، مبينًا أنه في مثل هذه الحالات يلجأ الجيش في العادة إلى عمليات استعراضية تظهر أنه صاحب اليد العليا في معادلة الصراع، وأن زمام المبادرة مازال بيده.

وأوضح أنس أبو عرقوب لـ الترا فلسطين، أن عملية الاغتيال جاءت أيضًا استجابة لمطالب المستوطنين وممثليهم في الحكومة باستئناف عمليات الاغتيال، وقد كان من أبرز المطالبين بذلك المستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي.

وأكد أبو عرقوب، أن هناك اعتبارًا عملياتيًا آخر، وهو أنه بسبب الإجراءات الوقائية التي بات يتخذها المقاتلون في جنين، وعمليات تفجير المصفحة في الاقتحام الأخير، وجد جيش الاحتلال نفسه بحاجة لتنفيذ الاغتيال مع خفض هامش المخاطرة على حياة جنوده.