الترا فلسطين | فريق التحرير
ما أن بدأ شبانٌ من قطاع غزة الترتيب لتنفيذ "حراك شعبي" قالوا إنه موجهٌ ضد الضرائب وارتفاع الأسعار والبطالة، حتى تحركت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس لإنهاء الحراك، ففضّت اجتماعًا عقده "نشطاء" الحراك الذي أطلق على نفسه اسم "بدنا نعيش"، واعتقلت عددًا منهم، ما أثار جدلاً وانتقادات في هذه المواقع، وأخذ ورد بين مؤيدي الحراك ومعارضيه من أنصار حماس.
ودعا الحراك في بيان نشره الثلاثاء إلى التظاهر السلمي يوم غدٍ الخميس، مؤكدًا أنه "حراك شعبي مطلبي معيشي وغير مسيس"، ومطالبًا الأجهزة الأمنية "بالوقوف في صف الجماهير ومطالبهم العادلة، ودعم حقنا في التظاهر".
"بدنا نعيش": نحن حراك شعبي مطلبي معيشي وغير مُسيّس
هذا البيان جاء بعد الاجتماع الذي فضّه الأمن، وفي ظل وجود عددٍ من القائمين على الحراك في السجون، بعد أن حاصرت قوة أمنية منزلاً في مخيم جباليا واعتقلت 8 أشخاص، وفق ما أفاد به مركز الميزان لحقوق الإنسان في وقتٍ متأخر الأحد.
وبيّن "الميزان"، أن الاجتماع كان مغلقًا ولا يحتاج إلى أي إشعارٍ للسلطات وفق القانون.
وقال مصدرٌ أمنيٌ لـ الترا فلسطين إن الاجتماع "أمني سياسي منظم وليس اقتصاديًا أو على خلفية اقتصادية"، مضيفًا أن شخصًا انتقل مؤخرًا من قطاع غزة إلى الضفة الغربية -يتحفظ الترا فلسطين على اسمه- هو أحد الضالعين في تنظيم هذا الحراك من رام الله، وقد تم إلقاء القبض عليه أكثر من مرة أثناء وجوده في غزة على خلفية تنظيمه مثل هذه الحراكات.
مصدر أمني: حراك بدنا نعيش سياسي وليس اقتصادي، ويديره شخص انتقل من غزة إلى الضفة مؤخرًا
ماذا حدث خلال التحقيق مع المعتقلين؟ وهل أبلغهم الأمن بمنع النزول إلى الشارع؟ أجاب مصدرٌ أمني آخر قائلاً: "خلال التحقيق والتوعية للشبان تأكدنا بأن آدمن الصحفة (المسؤولين عنها) تواصلوا مع عدد من الشبان الذين تفاعلوا أو علقوا على الإعلان، وعرضوا عليهم مغرياتٍ عبر الخاص لتحريك الشارع لجهة وأهداف ليس لها علاقة بالإجماع الوطني".
ونفى المصدر كل ما يتم ترويجه حول الحراك عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا، "تضخيم الأمر والترويج له تقوم به جهاتٌ خفية". امتنع المصدر عن تحديد هذه الجهات، واكتفى بوصفها أنها "كل من له مصلحة في إضرار البلد واستغلال حاجة الناس عبر الترويج لقضية ظاهرها مطلب إنساني".
كما نفى أن يكون عدد المعتقلين قد تجاوز 10 أشخاص، مضيفًا أن هذه المسألة "انتهت وتمت معالجتها تمامًا اليوم وبكل بساطة، وكل من تم استدعاءهم أُطلِق سراحهم، باستثناء بعض أشخاص سيتم الانتهاء من أخذ إفاداتهم خلال اليوم". لكن مصدرًا أمنيًا آخر أكد لـ الترا فلسطين أسماء 12 معتقلاً تم توقيفهم ثم الإفراج عنهم يوم أمس.
ورغم أن المصدر الذي تحدث عن "جهاتٍ خفيةٍ" رفض تحديد هذه الجهة، إلا أن الشخص الذي قيل إنه انتقل من غزة إلى الضفة ويدير الحراك منها ينتمي لحركة فتح، في حين تحدثت مصادرُ أخرى في "السوشال ميديا" عن وقوف الجبهة الشعبية خلف هذا الحراك.
الجبهة الشعبية: لو كنا من منظمي الحراك لوجدتم شعارنا يترأس إعلانات الحشد له، لكننا ندعم كل إنسان يطالب بحقه
سألنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة عن حقيقة هذه الادعاءات، فنفت من جانبها أن يكون للجبهة "يد خفية" وراء تنظيم الحراك قائلةً : "حرية التعبير عن الحقوق ليست عيبًا نتوارى منه، لو كانت الجبهة من منظمي الحراك، لوجدتم شعار الجبهة يترأس إعلانات الحشد له".
وأكدت أبو دقة، أن حرية التعبير والتجمع السلمي مكفولان قانونًا لكل المواطنين الفلسطينيين، "ولا يجوز مصادرة هذا الحق الإنساني لأي سببٍ كان. الجبهة الشعبية تدعم كل إنسان يطالب بحقه، ويعبر عن رأيه في الأوضاع المعيشية التي يحياها أينما كان، في غزة أو في الضفة الغربية، وتسانده حتى النهاية".
ودعت إلى عدم نقل الأخبار عن مواقع التواصل الاجتماعي، و"احترام أصالة الخبر من خلال أخذه من مصادره المسؤولية التي لها الأحقية وحدها بالتأكيد أو النفي"، مطالبة في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة بالكف عن اعتقال واستدعاء المواطنين على خلفية نشاطاتهم أو آرائهم أو انتماءاتهم السياسية.
وعلى أي حال فإن الدعوات لتنفيذ المظاهرة في جباليا غدًا لا تزال قائمة، ما يُثير مخاوف من أحداث دامية، وهو ما تُنذر به المنشورات المتداولة على موقع "فيسبوك" في هاشتاغات مثل #بدنا_نعيش و#الترانس_يجمعنا، إذ نشر مؤيدون للحراك ما قالوا إنها "لغة تخوينية لهم" ودعوات إلى "قمع المشاركين في التظاهرة والاعتداء عليها" بشكل جماعي.
اقرأ/ي أيضًا:
2018: ارتفاع البطالة وعمالة الأطفال فلسطينيًا